21

5.7K 212 13
                                        

#ليتني_مِتُّ_قبل_هذا
الفصل الواحد و العشرين

~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~

أغلق الباب خلفها و وقف يحاول تنظيم أنفاسه لبرهه قبل أن يعود إلى غرفته مجدداً..

دلف إلي الغرفة ليجدها تقبع فوق فراشه بشرود فما كان منه إلا أن ذهب و جلس إلي جوارها علي حافـة الفراش وقال بصوتٍ خافت: مشيتها.

دون أن تنظر إليه أومأت بهدوء وقالت: ادخل لـ زياد و نور، حاول تراضيهم أو شوف هتتصرف معاهم إزاي.

نهض علي الفور و ذهب إلي غرفتهم لينتفضا فجأةً فور أن دلف أبيهم إلي الغرفه فتقدم نحوهم بأسف وقال لـ زياد الذي كان يحتضن أخته: ممكن أنام جمب منكو شوية؟!

نظر إليه الصغير بعينان باكيتان و أومأ برأسه أن نعم فدخل يحـيي إلي الفراش بجانبهم و أحاطهم بذراعه وقال بنبرة آسفه: أنا آسف متزعلوش مني .. مكنتش أقصد أخليكوا تخافوا.

_إنت ضربت ماما ليه يا بابا؟!

تسائل زياد بحزن و خوف فتنهد يحيي بألم و حزن وقال: في حاجات مش هتفهمها مش زياد.. إنتوا لسه صغيرين لما تكبروا و تفهموا هبقا أحكي لكوا كل حاجه.

_يعني هي مش هتيجي هنا تاني؟!

تسائل مجدداً فـ زفر والده بحيرةٍ من أمره وقال: خلونا نتعشي دلوقتي و ننام عشان بكرة محضر لكوا مفاجأة هتعجبكوا أوي..

حاول أن يبدو صوته متحمساً كي يثير حماسهم و لكنه فشل فتنهد بيأس وقال: طيب إنتوا عايزين إيه دلوقتي وأنا أعمله؟!

قالت الصغيرة بصوتٍ باكٍ: عايزة ماما.

إحتضنها بقوة وقال متسائلاً: و بابا لأ؟!

أومأت بلطف وقالت: و بابا كمان.

قبّل وجنتيها بعمق وقال بصوت يتخلله الحزن و الحسرة: أنا بحبك يا روح بابا، و بحب زياد كمان.

ثم نظر إلي زياد و إحتضنه بقوة مماثله وأضاف: عايزين تسيبوني لوحدي؟!

أومأ كلاهما نافياً فقال بإبتسامة: طيب يلا عشان نتعشا كلنا و أنا اللي هعمل العشا كمان.. و بعد ما نتعشا هقولكوا علي المفاجأه اللي عاملها لكوا.

نهض و حملهما كلاً علي ساعديه و خرج من الغرفه إلي غرفته و أطلّ برأسه ليجد غزل ما زالت تجلس كما كانت فتسائل بقليل من المرح وقال: ممكن يا غزوله تيجي تساعدينا ؟! عشان إحنا خايبين خالص.

رسمت إبتسامه لطيفه علي شفتيها و نهضت علي الفور وقالت: ممكن، يلا بينا.

دلفوا جميعاً إلي المطبخ بحماس مصطنع و كلاً منهم يحاول خداع الآخر بسعادته و حماسه المزعوم ...

عكصت شعرها إلي الأعلي بواسطة أُنشوطه صغيره و إرتدت مريول المطبخ بينما شمّر هو ساعديه و وقف متخصراً بيديه بعد أن وضع أطفاله فوق مقاعدهم الخاصه و نظر إليها قائلاً: هاا هتعملي إيه عشان أساعدك؟

ليتني مِتُّ قبل هذاحيث تعيش القصص. اكتشف الآن