19

4.8K 198 18
                                    

كانت كعادتها تجلس برفقة نور و زياد قبل أن يرتفع رنين جرس الباب معلناً عن قدوم أحدً ما فنهضت وهي تتسائل بينها و بين نفسها من القادم يا تري!

فتحت الباب لتنصدم بـ يُسر تقف أمام الباب و نظراتها تمتلئ بالتحفز و الترقب قبل أن تتحول إلي تجهم و حدة غاضبه وهي تقول: هو إنتي لسـه قاعدة معاهم، وسـعي!

قالت الأخيرة وهي تدفعها بصدرها للخلف و تدلف إلي الشقه فقالت غزل: إيه اللي إنتي بتعمليه ده؟! جايه ليه يا يُسر و عايزة إيه؟

نظرت إليها يُسر بحنق و طالعتها سخرياً وقالت: أنا اللي جايه ليه و عايزة إيه! أما إنك بجحه بصحيح.. إنتي اللي قاعده هنا ليه و بترسمي علي إيه بالظبط يا غزل هانم؟!

نظرت إليها غزل بغضب و أعين متسعه ثم قالت: برسم علي إيه بالظبط؟! هكون برسم علي إيه يا يُسر؟

توقفت أمامها يُسر و نظرت إليها بتحدٍ وأضافت: بلاش تعملي نفسك عبيطه.. أنا و إنتي عارفين كويس أوي اللي فيها.. إنتي طول عمرك بتحبي يحيـي و عينك منه!

ألقت بكلماتها بغتةً مما جعل غزل تحملق بها بدهشه قبل أن تكمل الأخري حديثها وتقول: إيه قولت حاجه غلط أنا؟! من أيام بيت العيله و إنتي عينك علي يحيى في الرايحه و الجايه.. و كتير كنت بقول كده محدش كان مصدقني.. عنيكي كانت فضحاكي أوي بس محدش فهم نظراتك غيري.

نظرت إليها غزل بتحدٍ مماثل وقالت: خلصتي؟!

لم تجبها يُسر فقالت: أيوة طول عمري بحب يحيـي و هفضل لآخر نفس فيا بحبه، عندك مانع؟!

وقعت كلماتها علي أذن يحيي الذي كان يقف علي باب الشقه يستمع لجدالهما كالصاعقة و أرهف السمع إليهن بعدم تصديق.

إغتاظت يُسر و عبست فقالت بصوتٍ جهور: يا بجاحتك.. و واخده عيالي حجه عشان تفضلي معاه طول اليوم، مفكره إنه كده هيبصلك ولا يعبرك، إنسي يا ماما...

ثم إقتربت منها و أضافت بهمس وكإنما تخبرها سراً: يحيـي ده بتاعي!! قلبه ملكي أنا مهما عملتي، طول عمره خاتم في صباعي و هيفضل كده مهما حصل بيننا، متفرحيش أوي إننا إتطلقنا لإنك بكرة هتتصدمي لما تعرفي إننا رجعنا لبعض عشان كده خليكي مستعده للخبر ده في أي وقت.

همّت غزل بالحديث لتتفاجأ بدخول يحيـي المفاجئ وهو يتقدم منهما بخطوات ثابته متزنه و علي محيّاه إبتسامه ساخره ثم نظر إلي يُسر وقال: ده مين اللي فهمك كده؟!

نظرت إليه يُسر بدهشة وقالت: يحيـي؟! أنا كنت آااا......

بترت جملتها بصدمة عندما رأت يحيـي يقترب من غزل و يحيطها بذراعه ثم يطبع قبلةً قوية علي وجنتها ويقول: معلش يا حبيبي إتأخرت عليكوا النهارده، كان عندي شغل كتير.

أجفلت غزل و كادت تهوي أرضاً من فرط الصدمه بينما نظرت إليه يُسر مليّاً و كأنها تتخيل ما يحدث الآن ثم رفرفت بعيناها عدة مرات تحاول الإفاقه من ذلك الكابوس الذي رأته للتو و إبتلعت لعابها بتوتر لينظر إليها يحيـي بإبتسامه لم تكد تصل إلي عيناه وقال: نسيت أقوللك إن أنا و غزل إتجوزنا!

ليتني مِتُّ قبل هذاحيث تعيش القصص. اكتشف الآن