6

4.1K 163 4
                                    

#ليتني_مِتُّ_قبل_هذا
الفصل السادس

كانت غزل تجلس إلي جوار السيدة كاريمان تسند يديها أسفل خديها وتستمع إلي حكاياتها التي أصبحت جزءاً هاماً من يومها لتقول: أفهم من كده إنك فضلتي تحبيه رغم اللي كان بيعملوا فيكي و رغم إنه إتجوز عليكي!

أومأت كاريمان بإبتسامه تمتزج بها آلام الذكريات وقالت: لله يرحمه مكانش سايبلي إختيار غير إني أحبه كل يوم أكتر من اللي قبله، طول عمره كان حنين عليا و عمره ما كان قاسي.

تسائلت غزل بتعجب وقالت: كل ده و مكانش قاسي!! هي القسوة بالنسبة لك إيه؟!

نظرت كاريمان أمامها بشرود و أردفت: القسوة ليها معاني كتيرة يا غزل غير اللي إنتي فاهماها، أو يمكن أنا عشان كنت بحبه أوي كنت ببص للأمور من زاوية تانيه غير كل الناس، القسوة بالنسبه لي هي مش إنه يضرب و يهين و يخاصم و يجافي، لأ، القسوة بالنسبه لي كانت لو جيت في يوم بكيت و ممسحش دموعي، لو لقاني عايزة أعيط و محضنيش، لو حسيت لمسته ليا راح منها الدفا اللي كان ملازمها، لو نبرة صوته وهو بيتكلم معايا مبقاش فيها نفس اللهفه اللي بيتكلم بيها.

ثم نظرت إلي غزل وقالت: لو هنحسب القسوة بالمقاييس بتاعتي يا غزل فهو عمره ما كان قاسي عليا.

لم يَسعها سوي أن تبتسم لتلك الكلمات التي مست قلبها لتردف الأخري بتأكيد وقالت: القساوة قساوة القلب يا غزل مش أي حاجة تانيه.

نظرت إليها غزل وقالت: إنتي غريبه أوي يا ماما كاريمان، للدرجه دي كنتي بتحبيه!! وهو إزاي مقدرش إنك بتحبيه الحب ده كله وراح إتجوز عليكي؟!

نظرت كاريمان للجانب و لمعت عيناها بألم وقالت: الله يرحمه كان مهووس بالستات، كان دايماً يقوللي دي حاجه غصب عني و الحب حاجه و الجواز حاجه تانيه.

سألتها غزل بفضول: هو إتجوز كام مرة!

_6مرات!

نطقتها كاريمان بإبتسامه ساخره لتجد غزل وقد إتسعت عيناها بدهشه وقالت: 6 مرات وإنتي علي ذمته و موافقه و راضيه!

أومأت أن نعم وقالت: كنت خايفه عليه يعمل حاجه حرام و خصوصاً إني تأكدت إن الستات بالنسبه له زي مرض هو مش عارف يتعالج منه، عمره ما كان ضعيف قدام حاجه غير الستات.

قالت غزل بإمتعاض: بس ده مش مرض، دي فراغة عين و طفاسه، طالما مكانش قادر يكتفي بيكي يبقا كان لزمته إيه الحب اللي بينكوا!

ثم أضافت بقوة: إسمحيلي أقوللك إنك كنتي مغيّبه وهو كان بيستغل حبك ليه أبشع إستغلال.

قالت كاريمان بنفي: لا أبداً متقوليش كده، عمره ما إستغلني أنا كنت راضيه بكل حاجه وهو مغصبش عليا ولا مرة إني أوافق أو أقبل بالوضع ده.

جادلتها غزل قائلة: لأنك مكنتيش محتاجه للضغط أو الغصب أساساً هو وصلك لمرحلة من الإبتزاز العاطفي خليتك مهيأه لكده، إنك تدوري علي راحته و سعادته علي حساب راحتك و سعادتك و... و كرامتك كمان!

ليتني مِتُّ قبل هذاحيث تعيش القصص. اكتشف الآن