17

4.5K 183 11
                                    

#ليتني_مِتُّ_قبل_هذا
الفـصل السـابع عـشر

~~~~~~~~~~~~~~~~~

باتت ليلتها تمنّي نفسها بتلك السعادة التي طالما حلمت بها و كانت تتخيلها رُغم إحساسها الشبه مؤكد بأنها لن تحصل عليها أبد ما حيت و مهما فعلت.

لكنها اليوم ها هي تنال ما تمنّت طويلاً و يا لهناءها لقد نالت إرضاء القدر أخيراً و سَمَح بأن يجمعهما مكاناً واحداً هي و من شَغَل العقل و القلب.

لَمحت هاتفها الصامت مثل قلبها الغَرّ يضئ معلناً عن إتصال وارد من يحيـي ليرجف قلبها بين أضلعها وهي تجيب الإتصال حيث تهادي صوتها الناعم خَجِلاً وقالت: ألو.

_أيـوة يا غـزال.

إبتسمت بسعادة وافرة وقالت: أيوة يا يحيـي، في حاجه؟!

تسائلت بالأخيرة وهي تحاول فض الحرج المكنون بداخلها و تغيير مجري الحديث الدائر بينها وبين قلبها ليقول هو: أه في.. باباكي مقالكيش ولا إيه؟!

إتشح صوته بالضيق قليلاً مما أثار تعجبها و ضيقها أيضاً لتقول: مال صوتك؟ إنت مضايق ليه كده؟!

_لا أبـداً مفيش حاجه..يمكن شوية إرهاق بس.

أومأت بتفهم وقالت متخذه الجدية سبيلها: بابا قاللي يا يحيى.

_و إيه رايك طيب، أنا مش عايزك تفهمي موقفي غلط، أنا...

قاطعته قائلة: من غير تبرير يا يحيـي أو تفسير لموقفك أنا متفهمه كل حاجه، و موافـقة.

نطقت بالأخيره ما بين خجلٍ و فرح ليبتسم هو بسعادة و راحه ثم قال: تعرفي بالرغم من إني كنت خايف إنك تفهميني غلط أو والدك يأثر عليكي إلا إني كنت شبه متأكد إنك هتوافقي.

قالت بتعجب: إشمعنا؟

أضاف شارحاً: كنت حاسس إن غلاوتي عندك هتأثر علي كل الأسباب التانيه اللي ممكن تخليكي ترفضي..طول عمري غالي عندك زي منتي غاليه عندي كمان يا غزل، و عايز أوعدك إني وحيات ولادي عمري ما هزعلك مني ولا هتشوفي منى غير كل طيب و كل معروف.

تسارعت دقات قلبها معلنه عن كم الفوضي العارمه التي تحتويها.

ثمة أحاسيس ومشاعر متناقضه تشعر بها الآن.. الفرحه، اللهفه، الخـوف، التوتر، الترقب و آخرها و أهمها الرضـا.

لم تمنحه أي رد مقابل كلماته اللطيفه سوي أنها إلتزمت الصمت ليستأنف حديثه ويقول: يلا تصبحي علي خير دلوقتي، و بكره بإذن الله هكلم عمي إبراهيم أشوف رده إيه.

_وإنت من أهل الخير.

أنهت حديثهما الذي كانت تتمني أن يمتد حتي الصباح لتتدثر بعدها بغطاءها و تسبح في نومٍ عميق.

أنهي إتصاله معها ليتلقي بعدها مكالمه من قاسـم الذي بدأ حديثه قائلاً: إنت ندل!

ضحك يحيـي ثم قال: عارف والله..بس الدنيا ملخبطه معايا اليومين دول و في كذا حوار كده ..كنت ناوي أحكيلك بكرة بس إنت املي سابق بخطوة.

ليتني مِتُّ قبل هذاحيث تعيش القصص. اكتشف الآن