#ليتني_مِتُّ_قبل_هذا
الفصل السادس عشر~~~~~~~~~~~~~~~~~~~
بمجرد عودتها إلي البيت إستوقفها والدها بحدة و عيناه تنطق عن كمّ الغضب اللتان تخبئانه محاولاً أن يتماسك و ألّا يثور منفعلاً عليها فقال بحدة هادئة: حمـدالله علي السلامه يا أستاذه غزل.
_الله يسلمك يا بابا.
قالتها غير منتبهه لوجهه الغاضب المتجهّم و لكنها إلتفتت إليه بصدمة عندما قال: يحيـي عامل إيه؟!
نقلت بصرها بينه و بين صافيه التي كانت تقف تنظر أرضاً بخزي قبل أن ترمقها بأسف لتبتلع غزل ريقها في توتر وعادت تنظر إلي والدها الذي تفاقمت حدته وقال: إيه مش سامعاني؟ بقوللـك أخبار يحيـي إيه؟ مش إنتي لسه راجعه من عنده؟! ولا ناويه تكذبي تاني؟
أدركت أن لا سبيل للفرار من المواجهه فإقتربت من والدها وقالت بلين: أنا آسفـ.....
قاطعها قائلاً بضيق و إستهجان: آسفه؟! بتكدبي علي أبوكي عشان خاطر إيه؟! عشان خاطر واحد زي ده؟
إعتري الضيق ملامحها فقالت: ماله يحيي يا بابا؟!
_ماله يحيي؟! ماله ولا مالوش ده ميخصناش.. إنتي إيه يا بنتي؟ مفرطه في كرامتك و عزة نفسك ليه كده؟! واحد عمره ما حس بيكي ولا هيحس في يوم من الأيام، ترمي نفسك عليه ليه؟ فاكرة إنك كده هتكسبيه مثلاً؟
تعجبت أسلوب والدها و منطِقُه! لماذا كل هذا التعسف تجاه يحيي و الذي لم يري منه أبداً سوي الخير!!
_حضرتك أنا مش فاهمه موقفك تجاه يحيي حاد أوي كده ليه!! إحنا طول عمرنا متربيين سوا و ما شوفناش منهم غير الخير!
=خيـر؟!!
تسائل والدها مستنكراً و أضاف: أنهي خير ده سيادتك؟! ممكن تعرفيني إيه هو مفهوم الخير من وجهة نظرك؟! الخير اللي عمله أخوه لعمتك لما إتجوز عليها؟! ولا الخير اللي عملته مراته ليها لما خربت بيتها و ظلمتها و إتسببت في طلاقها؟! ولا يكونش الخير اللي عمله أبوه لما وقف يتفرج عليهم وهما بيفتروا عليها و سكت!..فهميني أنهي خير!! دي عيله كلها معدنها مغشوش و ملهاش أصل..إشمعنا سي يحيي بتاعك ده اللي هيبقا الحلو اللي فيهم؟!
_مش شرط عشان كلهم وحشين يبقا هو كمان زيهم..أي عيلة فيها الكويس و فيها الوحش.
=آااه..و يحيي بيه هو الفرع العِدِل الوحيد بين كل الفروع المايله دي، مش كده؟!
همّت بقول شئ ٍ ما ليعلو صوت رنين هاتفها قبل أن يجتذبه والدها من بين يديها بحدة وهو ينظر به قائلاً: ده يحيي باشا..بيطمن عليكي وصلتي ولا لسه، ليه حق طبعاً مش الخدامه بتاعة عياله!
حملقت بهِ بذهول لتجده يجيب المكالمه بحدة ويقول: ألو؟
علي الجانب الآخر قطب يحيي حاجبيه بتعجب وقال: ألو، ده رقم غزل؟

أنت تقرأ
ليتني مِتُّ قبل هذا
عاطفيةعندما يكون الندم في وقت لا يسمن فيه ولا يغني من جوع فماذا تفعل سوي أن تتمتم باكياً أن يا ليتني مت قبل هذا