#ليتني_مِتُّ_قبل_هذا
الفصل الخامس عشر~~~~~~~~~~~~~~~~~~
كانت تجلس برفقة نور و زياد تطعمهم و تلاطفهم بعد أن أنهت كل واجباتها اليوميه و التي إعتادت أن تفعلها بحب بالغ قبل أن ينفرج الباب بغتةً لتلتفت بلهفه ظناً منها بأن يحيـي قد عاد باكراً لتتفاجأ بهِ يدلف إلي البيت و يُسر تتأبط ذراعه بكل كِبر و غرور ليتجهم وجه كلاً منهما فور رؤيتها للأخري و لكن إنقباضة قلب غزل كانت أشد حيث خفق قلبها بشدة و هي تنقل نظراتها بينهما بإستفهام و تعجب ليتقدم يحيي منها و يقول وهو يتلاشي النظر إلي عيناهاً: شكراً يا غزل تقدري تتفضلي إنتي دلوقتي!
نظرت إليها يُسر بتحدٍ و غرور يفيضان من عينيها لتومأ هي بموافقة مقتضبه و تلتقط حقيبتها من أعلي الطاولة التي كانت تجلس خلفها و إنصرفت علي الفور تحاول كبح جماح دمعاتها اللعينه التي كانت تود الفرار بإلحاح.
إلتف كلاً من زياد و نور حول أمهم يحتضنونها بقوة و إشتياق بينما أغدقتهم هي بالقبل و الاحضان باشتياق أكبر
فقال الصغير زياد: ماما إنتي خلاص هتقعدي معانا كل يوم ؟أومأت يُسر بتأكيد وقالت: أيوة يا حبيبي.
و نظرت إلي يحيي بملامح وجه تشي بالضيق وقالت: هي البت دي كانت بتعمل إيه هنا؟
إبتسم لرؤية غيرتها من غزل و التي لم تتبدل أبداً فقال بعدم إكتراث:غزل تبقي الجليسه اللي بتقعد مع نور و زياد لحد ما أرجع من الشغل و كتر خيرها شايله عني كتير جداً.
تجهم وجهها وقالت بحدة: و إنت الدنيا في وشك ملقيتش غير دي؟!
أومأ بتأكيد وقال: هي ضاقت في وشي فعلاً و ملقيتش غير دي!
ثم نظر يحيـي إليها بخبث وهي تتطلع نحوه و قبض علي خصرها بأصابعه قبضةً خفيفه و لكنها كان لها أثقل تأثير عليها فنظرت إليه بإبتسامه متسعه و أحاطت چيده بكلتا يديها و هي تنظر داخل عيناه بثبات ولا تحيد النظر عنهما لينظر إليها و ينظر إلي أطفاله و يقول:إقعد يا زياد إكتب واجبك و خلي بالك من نور ، أنا هقول لماما كلمه و جايين فوراً.
إتجه بها نحو غرفة نومه و قلب كلاً منهما يكاد يتوقف من شدة التوتر و الترقب فدلف إلي الغرفه لتدخل هي خلفه تتطلع إلى الغرفه بإعجاب شديد وقالت: البيت ده زوقه حلو اوي يا يحيي.. بس في حاجات محتاجه تعديل نبقا نعدلها سوا بعدين بقا.
نظر إليها بإقتضاب هازئ و أومأ موافقاً ثم خلع سترته عنه و ألقاها علي مدد ذراعه إلي الفراش من خلفه و إقترب منها بغتةً يحيط خصرها بكلتا يداه لتنظر له بأعين دامعه و إحتضنته بقوةٍ وقالت: وحشتني أوي يا يحيي، والله العظيم وحشتني، إنت مش متخيل أنا كنت بموت إزاي في بعادك كل يوم، أنا كنت ميته و الروح ردت فيا لما إنت رجعت.
ربت علي ظهرها وقال وهو ينظر إليها بقوة: و لسه الروح هترد فيكي كمان و كمان!
ثبتت وجهها بضعفٍ أمام وجهه وهي تصوب نحوه نظرات لا يغفل عن مفادها أبدأ وقد أوصدت عيناها كـ دعوةٍ صريحه منها في الإقتراب و لكنه لم ينصاع لرغبتها.
أنت تقرأ
ليتني مِتُّ قبل هذا
Romanceعندما يكون الندم في وقت لا يسمن فيه ولا يغني من جوع فماذا تفعل سوي أن تتمتم باكياً أن يا ليتني مت قبل هذا