#ليتني_مِتُّ_قبل_هذا
الفصل الحادي عشر"""""""""""""""""""""""""""
نظروا جميعاً لبعضهم البعض فتسائل الجد :مين يا زياد؟!نظر إليهم الطفل بإبتسامة متسعه وقال :بابا ،بابا رجع يا جدو .
نهضوا جميعاً من حول المائده ليتحققوا من حديث الصغير قبل أن يستوقفهم دخول يحيـي إلي البيت مبتسماً بأعين باكيه ويقول : أنا يابا .
_يحيـي؟!!
تمتم بها الكل بذهول و أوّلهم كانت تلك التي تراجعت للخلف وهي تهز رأسها بنفي و عدم تصديق .
هرول الأب تجاهه يحتضنه بإشتياق كبير وقد سالت دمعاته بخليط من الفرح و الحزن معاً فقبّل يحيي رأسه و يداه و إحتضنه قائلاً:وحشتني يابا ،وحشتني أوي .
ركض عبدالقادر نحوه و إحتضنه بقوة وهو يقبّل رأسه ويقول :مش معقول،وحشتني أوي يا يحيي .
إلتف حوله أطفاله ليجثو علي ركبتيه أرضاً و يقوم بإحتضانهما سوياً وهو يتأمل صغيرته التي كبرت قليلاً و أغدقها بالقبل و الأحضان و دمعاته تسيل على خديه بغزاره لينظر أرضاً فوجد ذلك الرضيع يزحف نحوه لينظر إليه مبتسماً ويقول محدثاً أخاه عبدالقادر :ده إبنك يا قدّورة !
أومأ عبدالقادر موافقاً وقال :يحيـي الصغير.
تفاجأ يحيي كثيراً و حمله إليه ليجد زينب وقد تقدمت نحوه بإبتسامه صادقه و إحتضنته بفرحه ليقبّل رأسها بإحترام ويقول :أومال فين سليمان ؟
شحب وجه سليمان و إصفر كإصفرار وجه الميت و نظر إلي أبيه بصدمه فقال يحيي متقدماً منه :مش هتسلم عليا ولا إيه يا سليمان ؟!
ثم إحتضنه بشدة ليربت سليمان علي ظهره بخوف و بكاء ويقول :حمدلله علي السلامه يا يحيـي .
قبّل يحيي يداه و أعاد من إحتضانه وقال :متعيطش يا سليمان أنا بخير الحمدلله،إنكتبلي عمر جديد و ربنا أراد أرجع لكوا من تاني .
ثم راح يتلفت حوله ويقول :فين يُسر ؟! و فين صافيه؟!
إلتزم الجميع الصمت و نكس رأسه أرضاً لينظر إليهم ويقول :يُسر فين ؟!عند مامتها ولا إيه؟!
قال زياد :ماما دخلت الأوضه .
و أشار بيده إلي غرفة نوم جده ليضحك يحيى قائلاً:إيه مش عاوزه تشوفني ولا عيزاني أنا أدور عليها ؟! يُسررر.
صدح صوته منادياً بإسمها ثم أدار مقبض الباب لتجفل هي و تنتفض بفزع عندما رأته .
أفتر ثغره عن إبتسامة واسعه حنونه وهو يتقدّم منها ليحتضنها بقوة و يرفعها عن الأرض بحب بالغ وقد أغمض عينيه وهو يشدد من إحتضانها يكاد يعتصرها بداخله بينما تيبّست أطرافها و إهتز قلبها بين أضلعها فنظر إليها وقال :مالك يا يُسر ؟!

أنت تقرأ
ليتني مِتُّ قبل هذا
Romansaعندما يكون الندم في وقت لا يسمن فيه ولا يغني من جوع فماذا تفعل سوي أن تتمتم باكياً أن يا ليتني مت قبل هذا