الفصل الحادي عشر

117 2 0
                                    

"بدر"
قُرب أذان المغرب ،لو تعلمين كيف اهتاج في كُل لحظه اتذكر بأنكِ اليوم ستكونين من نصيبي،كيف أن الظروف اخيرًا استقامة بصفِ ،ومع الايام سوف أُعلمكِ كيف تُحبينني !
يعدل عقاله الذي وضعه على راسه:يالله يمه
احضرت المبخره اليه:يالله يالله هذاني جايه، تبخر
اتسع مبسمه حتى ظهرت اسنانه :ما بغينا
ام بدر ولا زالت تُبخره :الصبر زين !
بدر بشك و ترقب وخوف يجتاحانه :يدرون إننا بنجي لمهم ؟!
ام بدر:ايه كلمت ام وضاح امس و لمحت لها !
عاد ليبتسم:زيننن .
-----------------------
بالجه الاخرى في منزل ام وضاح
تبخر و تعدل المكان ،قد يكون بدر هو النصيب الصالح يا غزل ،
خرجت من الغُرفه وهى تعُيد ترتيب شعرها المتناثر لتربطهُ ك الكومة اعلى راسها ،تفاجئة ما إن لمحت والدتها تقوم بأعمال المنزل تُرتب ثم تعود لتتأكد من جديد بأن كُل شيء في مكانه!
تقدمت غزل بذعر لتسحب المنشفه من يدها :يمه!..ليه ؟..انا بقوم بشغل البيت وش فيك ؟
ام وضاح ،ابتسمت لتقترب منها ،امتدت كفها لشعرها لتفك الربطه منه :ليه لامته تسذا؟..خليه مسدول !
ارتفع حاجبها بغرابه و بشك دب بصدرها:صاير شيء؟!
خرج من الغُرفه ليردفُ :الله!!!... من زمان ما شميت ريحة ذا البخور وش فيه؟!
يقصد نوع البخور متعودين بالايام العاديه يبخرون ب(لبان) اما هذا النوع من البخور فللمناسبات
ام وضاح وهى تنظر لغزل:البسي لتس لبس سنع وكدي شعرتس
عقدت حواجبها :في احد جاي؟
سلطان القادم من الخارج و في يده كرتون بداخلها ذبيحه مسلوخه :اللحم وصللل ...يمه !
ام وضاح وعقلها مشدوه بكذا شغلة اردفت بعُجاله :غزيل لا تبدلين الحين عاونيني وانصبي اللحم و قطعي البصل والطماط ثم بدلي قبل ما يحل الليل...
التفت لتتذكر :ايه و اخلطي العصير
تنظر لسلمان بضياع:وش بلاكم وش فيهه؟!
سلطان وهو يناولها كرتون اللحم:امسكي
اخذته و معالم الاستغراب تحفها من كل مكان لتسير نحو المطبخ و الخوف قد كبدها ،لا ياربي!
لا يكون!!
.

عند حُسام ،
مستلقي على السرير منذ ما يقارب الساعه ،ينظر الى السقف بملامح مُتعبه ،كل ما تذكر ما حصل بداية النهار ،يشعر بالغضب !
اغمض عينه بفتور ل يقسو على نفسه مثل كل مره
كيف انفلت هكذا؟!
جلس و اوقد الاناره (ابجوره )التي بجانبه
اخرج الاوراق التي بالمغلف و عاد ليستلقي
ضحك بمجرد تذكر مشاكسات صالح ،على الاقل استطيع العيش هُنا مع القليل من الإثارة
ولكن لفت انتباهه شي ما
عدل جلسته مُستغربا وهو يرى واجب العقاب بخط و الواجب الاخر بخط جميل ..خط متقن وخط ساحر
إلتهم كل كلمه كان يقراها
إلتهم بعينه كل حرف بإعجاب من وجهة النظر تلك
ولكنه صُعق عندما تذكر المنديل !!..المنديل الذي كان للفتاه الباكيه في ذلك المستوصف !
اخرجه من الدُرج بفضول تام
ثم قارن الخطان!!
رفع راسه بصدمه:ن..نفسه ؟!!
عاد ليقراء ما كتب بعمق ودقه ،الفضول بدأ يتكاثر بصدره اكثر واكثر !
-

قُرع الباب ...ليقرع قلب غزل الطبول،لا بُد بأنهُ هو !..لا بُد بأنهُ جاء لِكي يطلبني!..هو ولا احد غيره !
غرقت محاجرها بالدمع وهى تقف خلف باب المطبخ لتسمع ترحيب سلطان بهِ ..ابتلعت رمقها وقد ارتجف جسدها من سوء ما تشعر به ،اي رجل بلا كرامه هذا؟..اقول لهُ لا فيقول لي مع كامل الاسف نعم ؟..ابُعده عني فيقترب ،ماذا الان ؟..هل سيشعر بالفرح عندما ارفضه على الملأ ؟!..مالذي تُفكر به !
سلطان ويكاد ينفجر من السعاده !:طلعت غزل !
شتت انظاره
سلطان :لو كنت ادري إنها هي ،كان عطيتك لانِ ادري إنها ما راح تحصل مثلك !
رمقهُ بدر بحُب الصاحب !
تنحنح وضاح لينظر الى عمه سعد :يا حيا و مرحبا
بدر :الله يحيك !
خارج المجلس "بالمقلط "
ابتسمت لتردف:حيا الله من جانا
ام بدر:الله يحيك
ام وضاح التي وقفت و بارتباك واضح :جايتس!
لتخرج مُتجهه الى المطبخ ،وبهمس:غزيل!!..قلت لتس روحي بدلي!
تنفست بشده :يمه !..
نظرت إليها بحماس:طول عمري اتمنى لتس الخير ،و ما توقعت ابد ان كرم الله اعم و اشمل الين جاء بدر يطلبتس!..تعرفين من هو بدر؟..يا فرحتي و هناي وانا اشوفتس عروس!
اضاءت محاجرها بدموع تُكابر على ان تسقط ،ضيق انحط فوق قلبها و مزقه  ،يالله!!.. حاصرني من كُل الجهات !..كيف ارفضه ؟!
-
في المجلس بعد أن اكتمل الحضور
تحدث خال بدر بعد الترحيب الرسمي :انا بمثابة ابوه بعد ما توفى  الله يرحمه ويغفر له!
تفاوتت الاصوات والجُمله واحده :الله يرحمه
ابتسم لينظر الى بدر ثم الى عمها و وضاح :حنا جايين وطالبين القُرب ،باغيين  بنتكم غزل لولدنا بدر على سِنة الله و رسوله !
ابتسم العم سعد ليتحدث بما انه الاكبر :نِعم الابن ونِعم ابوه الله يغفر له و يرحمه ،يشرفنا نسبكم إي والله ،لكن بودنا نشور البنت إذا ما به خلاف
خال بدر :ايه اكيد
سعد :زين،على خير إن شاء الله !
تنهد بدر حتى اسرف النظر في الفراغ ،هو الان حشرها في زاوية لا تستطيع الهُروب منها،لا عُذر لديها لترفض من يود الكُل بنسبه!..غير أن سلطان صديقه و بصفه !..ايضًا حديث الناس عن سبب رفضها سبب اخر يقف في صفي و يحاصرك !
__
بعد ذهاب الخاطب و امه وقد اصبحت الساعه التاسعه و النصف !
في الحوش ،حيث يجلس ابو عبيد الذي يُعتبر خال امهم  و ابن عم ابيهم ،الذي يكبرهم بأعوام عديده لذلك يعد كبير العائله ،و ايضا جارهم بجانبه ام عبيد المُسنه التي يعتبرونها جده لهم ،
ابو عبيد ،مُتكئ على المركى و يراقب سلطان بنظراتٍ غريبه
صالح الجالس بجانب سلطان و سلمان ،همس :عوذه ،شف كيف يطالع فيك
سلطان و يجاهد على عدم الانفعال امامه تمتم :لا اله الا الله
صالح وشرب الفنجال الخامس ليهمس:ما تبي تعلمني وش انت مسوي فيه عشان يحقد عليك حقد الناقه ذا الشايب؟
سلطان الذي رمقه بغضب ،اردف:هذا الي ودي اعرفه !
ابو عبيد بمحارش :اقول ..نويت اعرس
ام عبيد وتعلم انهُ يستفزها :مين الي داعيه عليها امها ؟
ابو عبيد الذي رمق سلطان اردف :تعال!
ابتلع رمقه ليتجه اليه و يجلس امامه ،
ابو عبيد :قل لها إنِ بعرس عليها حور ..نجلا بياضها من النور ،
لكزت سلطان بالعصاء لتُردف بغضب :قله يا شايب يا وجه الدله ..درب بيتك ما تدله،وتبي تعرس يا مال العله !
انتفض سلطان بألم ويبدو انه بات ضحيه ل الحرب التي تحدث بين الشيبان !...
لكزه بعصاته ابو عبيد من جديد ليردف بغضب :قل لها تركد لا امسيك و امسيها ب هالعصاء
شعر بألم في ذراعه إلا انها لكزته بعصاتها  :قل له تخسي و تعقب !
اردفت بغضب بعد ان طفح كيلا نظر الى ام عبيد:ارتاحي محد بيعرس ذا محد يصبر عليه غير مقرود الحظ مثلي و مثلتس
ثم عاد لينظر الى ابو عبيد و بقهر:وانت هد اللعب محد متحملك غير ذي المسيكينه وانا اقول مالها الجنه ان شاء الله !
توقف ليسير بعُجاله قبل ان يستوعب ابو عبيد بأنه استفزه :مع السلامه !
تدارك ابو عبيد ذاته ليلتفت نحو سلطان و بغضب :تعال ابيك بكلمة راس !
ابتلع رمقه ليفتح الباب:ليه قالوا لك بايع سلامتي !
اغلق الباب بقوه ما إن رمى ابو عبيد نحوه حذاءه !
ليغرق صالح في الضحك:ههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههه والله إنِ احبك يابو عبيد
مد له الفنجال :سم
خرجت وقد ارتدت العباءه لتردف :عمِ سعد
نظر نحوها بصمت
اردفت بثقه :ابي اروح معك البيت !
ارتفع حاجب وضاح لينظر نحوها ؟!!
تجاهلت نظراته لتسير بإتجاه عمها :نروح؟
رغم انه شك بأن بها شيئا الا انه فز ليقف :ابركها ساعه ،يلا ؟
كاد سلمان ان يقول شيئا الا ان وضاح امسكه من ذراعه هامسها:خلها !
نظر اليه :بس!
تنهد :خلها تفكر !
__
حسام الذي لا زال مصدوما!
تلك الفتاه التي كانت تبكي بالمستوصف هى ذاتها من كتبت هذا النص؟!..تبا !
لا استطيع الانكار الخطُ ذاته !..
مالذي يحصل؟..مالذي جعلها تكتب الواجب الذي يفترض بأن يكتبه صالح!..من هى بالنسبه له؟..اخته؟
خالته ..عمته؟..مُدرسه خصوصيه؟ ..تبا لماذا بتُ افكر كثيرا بهذا الامر!
سحب الورقه ليستلقي على ظهره و يطالع النص من جديد ،
"منذ نعومة اظفارنا ،منذُ الخطوه الاولى التي نترنح بها مُصرين على السير نحو الامام ،منذ اول سقوط ل اسنانا الصغيره ..منذ بدأ عنادنا للخروج من رحم امهاتنا هاربين لسياط الدُنيا و نحن و الشغف
وجهان لعمله واحده ،الفنان ،المهندس ،الرسام ،المعلم ..ليس الشغف و الموهبه المولوده معنا هى من تصنعنا مُبدعين هكذا فحسب قد تكون ظروف الحياه هى المصنع الذي يصقلنا بعنايه ،
قد تكون الموهبه هى الدافع الفذ لنسير في الاتجاه ل النجاح ولكن اكتساب الخبرات و التعلم هى القرش الذهبي الذي قد تجمعه من السير في ذلك الاتجاه ،خُلاصة القول نعم و لا "
من عمق قريه غير معروفه
من انثى قد لا تكون اكملت تعليمها
أنا مذهول و لاول مره لنص سحرني من الكلمه الاولى !
اشاح بنظره نحو قلم السبوره الذي اخذه من عند الجدار المهدوم ..ليرمقه بنظرات مُبهمه ،ولكن سرعان ما جلس بعنف وقد اشتعل راسه بالفوضى ..هى ذاتها من كتبت بالجدار !
مالذي يحصل؟..أيسخر مني احدكم!

بوح تحت سقفِ القلم حيث تعيش القصص. اكتشف الآن