"سلمان "
يسير بخطوات مُستعجلة لا وقت لديه إلا أنهُ مُجبر على القدُوم الى هُنا ..فالدور دوره ولو كان سيعقد قـِرانه هذه الليلة ...سحب اكوام الحطب التي وضعها لهم مسعود في المكان المعهود بالوادي عند الخرابه خارج القرية ..انحنى بتأفف ليسحب اكوام الحطب الى احضانه و يحملها إلى صندوق السيارة ...ظل هكذا طويلاً حتى امتلاءت السيارة باعواد الحطب الكثيره ،نفض يديه ببعضها ليتنفس براحه و قد انتهى ..و حينما أراد العوده الى سيارته و الذهاب ..سمع صوت بكاءٍ انوثي اجفله ..ظل لحظات مكانه يظن بأنه يتوهم ..فمن المستحيل وجود اشخاص في مثل هذه المنطقه البرية ،كيف بأنثى!!
ابتلع رمقه وهو يتجاهل الصوت متجهًا نحو السياره إلا ان صوت البُكاء زاد مما جعله يتوقف مكانه بجزع ..دار بعينيه حول المكان ولا احد غيرهُ هُنا ..إلا ان ملامحهُ استنفرت بصدمة حينما تبع صوت البكاء ليجد فتاه ملقاه على الارض تبكي بشده ..ارتبكت ملامحه و قبل ان ينطق بشيء...سقط على الارض بشده فاقداً الوعي
بعد ثلاث ساعات ،و قُرب اذان المغرب
فتح عينيه ببطء ليجد نفسهُ ملقى على الارض مكان سقوطه ،جلس واضعاً كفهُ خلف راسهُ ،و يشعر بألم رهيب يضرب جمجمته من الخلف ،جلس بالكاد لينظر الى الصحراء حوله ..هل كان يحلم ؟
-
-
الساعه الثامنه و النصف ليلاً
عدل نسفة الشماغ بعدما عدل العقال ..ينظر كل ثانيه الى المرآة بعدم اعجاب ،ثم يعود لنسف شماغه من جديد ..حتى اتاه صوتها الغاضب من تأخره :سلمان !!..ما صارت
نظر بتوتر الى غزل الواقفه بزينتها :ماهو راضي يتعدل
اغمضت عينيها بصبر لتنظر نحو وضاح الذي خرج من غرفته :وضاح تعال و خلصني منه
سار إليها بخطوات مستعجله لينظر الى سلمان الذي يضع الطاقية من جديد على راسه ..
تافف بصبر :تعال انا انسفها لك
تنهد ليسير نحوه سحب العقال و الشماغ ليهمس :وط راسك ..
ابتعد عنه :خلاص ضبطتها لك
تافف بحر و كتمه :وش ذا التوتر يالله
ضحك وضاح ليضع كفهُ على كتفه :شعور طبيعي ..
صوت سلطان الغاضب يخترق المكان :يا عيال اخلصوا علينا ..ابو عبيد حرق جوالي اتصالات ..مهب ناقصني والله
-
الشيخ براق :قل يا ابو روح زوجتك ابنتي على سنة الله ورسوله
ابو روح كرر كلامه و الابتسامة لا تفارق مُحياه
نظر لسلمان المضطرب:قل قبلت
رفع راسه ليبلع حجره استقرت في بلعومه لا يدري ماهيتها :قبلت
الشيخ براق وقد ابتسم:منك المال و منها العيال ..بارك الله لكما و جعل بينكما موده ور حمه
وتداولت التبريكات و التهاني بين الحضور تحت ابتسامه واسعه من سلمان الذي هدأ كثيراً بعد عقد القِران
،
كانت منهكه اكثر
رنا وهى تضع الحمره على شفتيها :اعتدلي وش فيتس
بضيق:ما صارت ،
بصوته الجهوري:يا ام روح
ابتسمت :هلا
ابو روح:الولد بيقابل حرمته طلعيها للمقلط
وكأنها لا تُقابلهُ كُلما سنحت لها الفُرصه و كأنها اول مرةٍ تراه ..مُضطربه بشكل مُخيفف
توترت اعصابها كثيراً لتهرب نحو المرآة تنظر الى شكلها جيداً .
قلبها يقرع الطبول ،تكاد تسمع صوته يعبر مسامعها ،هذه ليست مقابله عاديه ..هذا شيء او شعور غريب يشابه الموت
نظرت الى غزل بتوهم ..هل يشابه الموت ؟!!!
لوت غزل شفتيها بخبث :وش فيك ؟
حركت راسها بصداع و توتر ...ربما يشابهه فعلاً
مدة غزل اليها كفها :تعالي انا اوديك
بلعت رمقها لتحرك راسها بإيجاب :طيب
،
يفرقع أصابعه ،الواحده تلو الاخرى ..و لا يرحمها يُعيد الكره و تكاد يده تحمرُ من هول الضغط عليها ،يراقبهُ بعينان متفحصه من انعقاد حاجبيه الى قدمه التي لا تكف عن الاهتزاز ..ابتسم بسخرية تميل للود :اقلقتنا
رفع بصرهُ الى خالها ذياب ليبتسم بتسليك و لا يُسعفه الرد
ذياب وقد توقف حالما انبثقت مع الباب كشعاع من الشمس جعلت ثغره ينير بانعكاسها على عينيه
تمتمت و تكاد تبكي هذه اللحظة :خالي
سارع بخطاه اليها ليضعها في حضنه مغمضاً عينيه :يا هلا بالي لها الخافق يهلي
دثرت نفسها في حضنه تبعث في جسدها الرخو الثبات قبل ان تنهار لتهمس:شلونك ..طمنا عنك
ابتعد عنها ليضع كفه خلف ظهرها و يبتسم لسلمان الذي توقف :ماهو وقته تاخذين علومي ابد ..روحي له كسر اصابعه واقلقنا معه
تفاحة ادم ترتفع بعنقه وتهبط ..وهو يراها بكامل زينتها أمامه ،تبتسم بشيء من الحُب الذي تُخبئه في عينيها ..
لم ترد على خالها الذي انسحب بهدوء ليغلق الباب خلفه
حينها ابتسم ..ابتسامة شديده زعزعت ضلوعها المرتجفه ليفتح يديه إليها ..يُخبرها بأفعاله قبل الكلمات وهى تفهم ذلك ..كيف لا وقد سارت اليه تضغط على الكعب بكل حِدة حتى تقترب منه ..
التقفها بين ذراعيه ..خبأها بحضنه ،اغمض عينيه وهو يهيم بالواقع
الواقع الذي تعب تخيله كثيراً ..حيه بين يديه دماءها المُثارة اسفل جلدها يكاد يشعر بحرارتها ..بدفئها
يالله هى المراءة الصالحة التي أُريد ..اتم لنا حُلو الايام يارب .
-
في السوق
يجلس خارج محل البشوت ،على كرسي خشبي مهترئ و بجانبه بدر الذي يهيم بعينيه في الفراغ ..سند وقد مل هذا السكون الرهيب :اقرفتنا والله يابدر..والله العظيم لابوها عيشه ولا ابوه حب
نظر بدر اليه لوهله ..حينها تنهد تنهيده عميقه من جوف ضلوعه المُتعبه :حكم القوي على الضعيف..ادع و كثر من الامين إنك ما تحب الين ما تعرس على نصيبك ..الحب قبل زواج بلوى
سند و يغرق في عينيه الحزينه:ليه ضايقه فيك كنهم زفوها لغيرك عروس؟..هماك خاطبها ؟
نطق بقهر بان في صوته و غزل لا تفارق و لا ترحم خلايا دماغه :أخاف يردوني
عقد حاجبيه بعدم فهم:ليه يردونك ؟..لك حوالي شهر من تقدمت لها لو ارفضوك كان ردو واضح انهم شارينك مثل ما انت شاريهم
مط ذراعيه نحو الاعلى ليقف بعد الفراغ الذي مر فوقه كالشاحنه ليبتعد عن سند دون رد ،و قد تمتم قصيده تعبر عن سخطه :
انا الواصل و انا الساعي و انا الداعي
و انا الي كل ما غابت
غرقت بصدر ما له جوف
وهي القاطع و هي المانع وهي الي سدت
الطرقات و المألوف
وانا "ال "الحقيقه ..وهي تنكر وانا المعروف
انا الي جيتها ملهم بكلماتي ..و رجعت ابكم بدون حروف
،
.
يغرق بعينيه الحزينه امام قطيع الغنم التي عادت من المرعى منذ لحظات ..يراقب بصمت المكان المألوف جداً لديه..يحن و لو ان الزمان و المكان و الاشخاص انكروه ..يؤرقه البُعد الذي تحتم عليه رغم أن كل شيء بيديه ..يقف امام المسجل الذي اشتراه من مال وضاح ليضع الشريط بداخله ..يعاند اوجاعه و كل الحقائق بالهزل
بالسخرية الشنيعه من المفترق الذي هو به ..من كرههم الذي يجب ان يتجذر بضلوعه حتى يحميهم منه ..سحب العلف من المكان ليذهب به الى الغنم التي لم تخرج اليوم للمرعى ..و في ظل غناءه و ذنوبه جاءه صوت من الخلف جعله يتوقف
-السلام عليكم
التفت الى مصدر الصوت ليبتسم :و عليكم السلام و الرحمه ،شارين ؟
مد يده بمصافحه:سند
مد يده ليصافحه :عايض بن قايد
رد :والنعم
ابتسم،فهذه اول مره يتحدث معه احد بالقرية كشخص طبيعي دون نظرة الغضب و الكره لعمله مع جلال:ما عليك زود
سند وهو يشير بعينيه الى المسجله التي يصدر منها غناء بدوي قديم :اشوف جوك بالعالي
ضحك وهو يحك عمامته:نحاول ننسم الخاطر ..شنسوي
سند:وش رايك تجي اليوم معنا جمعه حنا و العيال ؟
عايض :اعذرني دعوتك عزيزه ولكن تدري بالديره ،و لا ابي احتك باحد
سند:يا رجال من شفت عينك وانا عرفت زين اصلك ،تعال و بنحل وضعك مع عيال عزام قلوبهم طيبه والله ،انت مالك ذنب بالي يسويه ذاك الرخمة ،انت مجرد شخص يسترزق الله وذا انا بحاول ادخله بعقولهم الليله لاجل كذا انا طالبك قل تم
لم يستطع الكلام..وجد نفسه يحرك راسه بموافقه دون تأكد من نفسه
_______________
في السياره بالامام ام وضاح و وضاح يقود وبالخلف
سلمان ثم بالمنتصف غزل و بجانبها سلطان
تنظر اليه بخبث ،منذ اول لحظة دخلت عليهم بالمجلس وهى تحاول السيطره على لسانها حتى لا تنفلت عليه ..لم تكن تتصور بأن يكون سلمان هكذا بكل تلك الحنية ..او انه فعلا اصبح خروف ؟
ما ان إلتفتت الى سلمان حتى اطلقت ضحكه
قضم شفته وهو مغمض عينيه خشية ان ينفلت لسانها عليه
وبكوعه ضربها بجانبها:اشش
إلتفت سلطان اليها :وش الي يضحك
لم يرد ،سلطان وبشك من انحناء غزل ة:وش سويت لها؟
نطقت بغضب كي تردها له :سلمان الحيـ.....
قاطعها وهو يمد يده على كتفها و يضمها نحوه
وبيده الاخرى كتم على فمها :مو قلتي انتس تبين تنامين ؟
فتحت عينيها بصدمه :
رفع يده وهو يمسح على طرحتها :نامي نامي
،
،
توقف امام المنزل و بتذكر التف ناحية امه و غزل :يمه أستاذ صالح و عزام داخل
لم ينتبه لها احد و هى تعود الى الخلف وشيء ما كالمقذوفة ارتمى في معدتها ..هذا الشخص بدأ يُرعبها حقاً
ام وضاح :وش يسوي تالي الليل ..ليه ما خليته يجي الصبح نقوم به
تنهد :الصبح ماهو فاضي يكون بالمدرسه ..وهو الي عرض علي يعطي دروس لصالح عن ما فاته الله يجزاه خير
استغرب سلطان من حال غزل حينما تشبثت بثوبه بكل قوة ..يجب ان تُخبر احدهم عما يحصل ..الامر سيخرج عن السيطرة وهذا واضح
فتح الباب لتهمس :غزل تعالي المطبخ نسوي للضيف اي شيء
،
بينما تحرك الثلاثه تجاه المجلس المضاء
لم ينطق بكلمه ،و لم يتذمر منذ قدومه الى هُنا و هذا ما يبعث الريبه في حسام ..ارتفع راس حسام عن الكتاب ليبتسم بخبث الى صالح :ليه بالع لسانك اليوم ؟
صالح بهدوء عكس ما يشعر به :وش غرضك؟..انت حطيتني براسك
حسام ولا يدري عن ما يجول في عقله الا انه جاراه :صح ..انا متأكد انك تحتاج تأهيل و انا وظيفتي ذا الشيء ..
صالح بنبره خطيره :افصح ..كل الي بخاطرك وش ناوي عليه ذي الزياره ما اظنها الاخيرة
حسام و تتسع ابتسامة بشده حالما دخل وضاح و إخوته ليعتلي صوته بعدما رد السلام :في الحقيقه انا تصرفت تصرف شوي متهور ..بس ان شاء الله انك تسامحني
نظر وضاح الى حُسام الذي يتحدث ليجلس بقربهم ،تلاها جلوس سلمان و سلطان
التمعت عيناء حسام بخبث صريح :صالح انت موهوب ..موهوب فعلاً كتابتك للنصوص في ذا العمر يخليني اتصور كيف بتكون بعد عشر سنوات ..
ابتلع صالح رمقه ..لينظر الى حسام بابتسامه تسليك وحينها نطق حسام :انا دخلتك مسابقة كتابية ..على مستوى المملكة و احتاجك تكون معي عشان تمثل قريتك و مدرستك و عايلتك قدام الكل
استبشر وجه وضاح ضاحكاً :صادق بالي تحكيه ؟..ما توقعت انه يعرف يكتب
سلطان و تتسع ابتسامته و بفخر :طلع منك فايده يا ابن ابوي
صالح والعرق بات يبلل ظهره ..و حسام قد ورطه في معمعه يصعُب الخروج منها
حينها تحدث براحه اكثر :اعتذر لاني تهورت وما خذيت شورك ..لكن موهبه مثلك يعز علي تضيع،لجل كذا بسخر كل جهودي عشان تفوز في المسابقه و انا واثق انك قدها ..
صالح ويشعر بالحر ..الحر الشديد ،اكتفى بابتسامه تميل للبكاء و لا احد منهم يعلم بأن غزل هى من تكتب ليس هو !
،
تتسع احداقها بشده مع كل كلمه يقذفها صالح بأذنها ..نظرت اليه بصداع شديد لتهمس :وش بتسوي
صالح بضيق:وش الي وش بسوي؟..بعلم اخواني اكيد ما راح اكمل معاه الي يبيه وطز بالمسابقه
زمت شفتيها بضيق عميق ،حينما تحدث بشتيمه :الكلب !..دخلني بدون شوري يبي يربطني على كيفه ..يعقب ويخسي
غارت عينيها في الكتاب المفتوح و على حافته كُتبت شيفرة ..
شيفره !!!
سحبت الكتاب بعنف وغضب لتسير نحو الغرفه بخطوات غاضبه متجاهله نداء صالح ..اغلقت الباب خلفها لتتجه الى السرير ..
وضعت الكتاب بعنف على السرير لتنظر الى الشيفرة ب تمعن لم تمضي لحظات حتى شَفّرتها الى اللغة العربية
"ابي اقابلك عند الجدار ..ضروري"
التمعت عينيها بغضب لترمي الكتاب نحو الجدار بشده ..لقد تجاوز حده تماماً !!!
-
صباح اليوم التالي ..
تقف بغضب الاناث و سخطهن امام الجدار ..تراقب بعينيها التي تُشبه عيناء السباع في الحده ..تضم نفسها جيداً و تكاد تفتعل مجزره و تهدم الجدار الذي لطالما احبته ..هذا الشخص بدأ بتجاوز كل الحدود التي رسمتها لنفسها ..ما كان لها ان تسكت عليه من البداية كان يجب ان تلقنه درساً في الاداب ..يجب ان يعرف اخوتها عما يحيك له ..شخص مثله لن تخضع لسحره ابداً
،
لم يقترب منها ..يطالعها من بعيد و رغماً عن كل مبادئه يبتسم ..
ترك القلم فوق الحجر ليبتعد عنها بعيداً وهدفه ليس الحديث معها على انفراد ..هذا ما لا يريده
.
.
ظلت لحظات كالبلهاء تنتظره ..وحينما اطال غيابه شتمته بكل انواع الشتائم التي تعرفها ..ركلت الجدار بقدمها بشده ..لتسحب الطبشور تنوي خربشة كل الكتابات و الترويع عن ما بها من غضب ،إلا ان كفها استقرت مكانها حالما وجدت شيفرة موجوده على الجدار ..دققت النظر جيداً ..تبدو مختلفه تماماً عن سابقتها
لم تجلب معها اوراق فك الشيفرات ،لذا سجلتها بكفها لتسير مبتعده عن المكان حالما انتهت ..ضمت نفسها اليها وهى تُفكر ،إذ لم يكن غرضه من الاساس اللقاء بي..فلماذا كتب لي هذه الشيفرة ايضاً
هل سيظل يرسل لي شفراته كل ما سنحت له الفرصه ام ماذا؟
علق عقلها عن العمل ل تهرول مبتعده عن المكان الى داخل القرية
.
تشعر بأن عقلها تشوش وهى تنظر الى الشيفرة التي فكتها بعد ساعه ونصف ،لقد كانت معقده عن سابقتها و استغرق فكها ساعه ونصف الساعه ..لماذا هذه الشيفرة مختلفه عن اخواتها؟..هل نلعب لعبة المراحل وفي كل مرحله اتجاوزها يرسل لي مرحله سخيفه اخرى ؟..انا لماذا فككتها ؟..لماذا ذهبت الى هناك ،ولماذا وتباً لا زلت افكر به و بشيفراته ؟؟؟
هل يقودني للجنون ؟..ام يريد ان اجلب الجنون له حالما اخبر اخوتي مالذي يريده مني بحق الله !!!
نظرت بغضب الى الشيفرة بعدما فكت رموزها
"وزن-قافيه-شطر-عجز-جدار"
ظلت تحملق في الكلمات الغير مترابطه ..ليس من عادته ان يكتب شيء غير مفهوم وهذه الكلمات لا تجتمع في جمله واحده ..رفعت اصابعها البيضاء لترفع شعرها الى الاعلى ..انحنت نحو الورقه لتفكر وتسهب في التفكير ..
"الشطر يعني جزء من قصيده ..صدر البيت هو بداية القصيده وعجزه هو الشطر الثاني من القصيده ..وزن ؟..هل ابحث عن قصيدها بها وزن واحد وتسير على قافيه معينه ؟..لكن اين؟؟..هل يعني بالجدار؟؟؟
تاففت بغضب وهى تصارع رغبه عميقه في الصراخ ..إلا انها لمحت كتاب صالح للادب ..سحبته بخفه لتقلب بصفحاته عن قصيده ..كانت تبحث بغضب وسخط عن قصيده بها كلمة جدار او صورة جدار يوجد المغزى في عجز البيت لها وزن وقافيه واحده ..توقفت اصابعها عن التقليب لتنظر الى عنوان الصفحة
(الاصمعي و الفتى )
يقول الاصمعي:
بينما كنت أسير في البادية،اذ مررتُ بحجر مكتوب عليه
ألا يا معشر العُشاق بالله خبروا
اذا حل عشق بالفتى ماذا يصنع؟
فكتبت تحته :
يُداري هواهُ ثم يكتمُ سره
ويخشع في كل الأمور ويخضعُ،
يقول الأصمعي ثم عدت في اليوم التالي فوجدت مكتوبًا تحت البيت:
وكيف يداري والهوى قاتل الفتى
وفي كل يوم قلبهُ يتقطعُ،
فكتبت تحته البيت التالي:
إذ لم يجد صبرًا لكتمان سره
فليس له شيء سوا الموت أنفعُ،
ثم يكمل الاصمعي:فعدت في اليوم الثالث ،فوجدت شابًا ملقى تحت الحجر ميتًا ومكتوب تحته هذان البيتان:
سمعنا وأطعنا فمتنا فبلغوا
سلامي إلى من كان للوصل يُمنع
هنيئًا لأرباب النعيمِ نعيمهُم
وللعاشِق المسكين ما يتجرعُ،
كتب هاذين البيتين وقتل نفسه،
.
ترتجف اصابعها البيضاء ،و هى تطالع الكتاب بأحداق تستثير الدموع ،يعترف لها بصوره غريبه بشيء من الحُب و هى تنظر الى صدر البيت الاول و تدقق بعجزه جيداً (إذا حل عشق بالفتى كيف يصنعُ)
عن الصُنع ؟..ام عني تتحدث؟..راودتها نبرة بكاء حازمه تُحفزها على الانهيار هذه اللحظه ..لم ترتبك هكذا من اعترافات بدر الدائمه ،لم تبكي بخوف صريح من اعترافه لها مهما كان مزخرفا بالقصائد ..لماذا تبكي والان كالتي تُقاد الى المقصلة حتى ينقطع عُنقها ؟..لماذا هذا البُكاء يستثر الدمع ؟..توقفت و هى تدور و تدور نحو الامام و الخلف ..عن اي شيء تُريد إحكام سيطرتك عليه ؟...عن أي شطر تُريد وضع حدودك و رسمه يا حُسام؟...من انت بالضبط حتى تتعامل مع بكل تلك الدناءة ..ما مشاعري الان بالضبط !!
-
بالليل الساعه العاشره مساءًا
مجموعه من الشباب مجتمعين و اصوات ضحكهم تخطى المكان
ضحك فاتح :شيبنا يا وضاح ..بندخل الثلاثين وذا البزر بيعرس قبلنا ..
كشر سلمان من حديثه و بحنق:ما قلوا النسوان ..رح تزوج انت وهو وفكني من شركم
ابتسم وضاح ليرمي غصن جاف بداخل النار الملتهبه ،شعر بدخول بدر ذا الملامح الغاضبه عليهم ،ليعقد حاجبيه بشيء من الجزع :الواحد يقول السلام
بدر ويضيق اكثر و اكثر :عاندني عناد و اصر انه يجيبه ..
سلطان و لم يفهم :تحكي عن من؟
حينها دخل سند و برفقته عايض الصامت تماماً
ابتسم سلطان بسخرية تميل للعصبيه:وش جااب ذا؟
إلتفت عايض جهة سند و بضيق:انا برجع ..والله ما بعقلي ذرة صبر عشان اتحمل احد ..فكني لله بس
امسك سند يده و بحده:خلك
وضاح بهدوء يميل للحده لسند :عتبي على بو شنب الي جمبك ..ماسك الغريب و داخل علينا ..
امسك سند يده و شدها بقوه:طردت ذا النشمي من طردتي كانكم ما تبوني ابشروا
سلطان و تزيد ابتسامته غضباً :انت على العين والراس ولكن ذا السربوت..
قاطعه عايض الذي استهجن كلامه بغضب سحب يده من سند و نطق بحده:من السربوت؟!!!!..ثمن كلامك يا سلطان قبل ما انجن
توقف سلطان بغضب ليصرخ ناحيته:وستين سربوت ..تعاشر الخسيس و ما تبي تكون مثله ذي ما قد صارت
تقدم عايض ينوي التهجم عليه لولا سند الذي احاطه بشده يمنعه
حينها امسك وضاح ذراع سلطان و بحده :سند يكفيي طلعه من هِنا
ابتعد عايض بغضب و هو يفلت نفسه:طالع انا
نظر اليهم سند بخيبه و غضب :عتبي عليكم للسماء ..من متى الرجال تحكم على بعضها بدون الافعال؟..ذا كرمكم للضيف ؟
سلطان بحده:لا تتجنني اي ضيف تحاكني عنه انت ؟!!
سند:الولد جاي من قلعت وادرين عشان يسند اهله ماله دخل بعداوتكم ..هذي شهامتكم الي مزعجين خلق الله فيها و تتباهون فيها قدام اهل الديره ؟..ذا غيثكم للغريب و الملهوف ؟
سند و يزداد غضباً :من سببكم لا ليله ليل و لا نهاره نهار يلقاه من اهله الي بديره ثانيه و لا من اهل ديرتنا الي معادينه عشانكم و لا من شغله الي ينكرف به ليل نهار؟؟!
تنهد بحده:انا طالع
تنهد وضاح وهو يعود ليجلس :استغفر الله
ركب سيارته عله يلحق عايض الذي عاد ماشيا
بعد عدة دقائق
ضرب مقود السياره لينتبه له الذي يسير امامه
التفت عايض جهة السياره ليقف متنهداً
فتح النافذه ليعتلي صوته:اركب
توترت اعصابه ،وضع اصابعه بين حاجبيه يسحب الصبر من جذور الارض قبل أن يُجن ..حينها فتح باب السياره باستسلام وهو يعلم بأن سند لن يدعه يذهب هكذا
سند براحبة :نروح نتعشاء
عايض بلا نفس:ودني عند غنمي تكفى
ضحك سند:ما هيب طايره ..عازمك على عشاء يحبه قليبك
ابتسم عايض :تصدق بتنتف من الجوع من دخلت ذي الديره وانا على الخبز و اللبن
ابتسم سند :واضح من وزنك لو اهفك بتطير
تنهد ليستند الى الخلف هامساً :خلها على الله
____________
عادت الى غرفتها بعد ما طهرة جرح صالح و تاكدت انه نام و غسلت الصحون و نظفت البيت
انسدحت على السرير بتعب وهى ترفع اصابع اظافرها المتكسره
امها لا تُحب غسل ملابسها بالغساله فتضطر الى غسلها يدويا مما
أذبل يدها.. تزداد حنقاً فوق حنقها ..سحبت العقد المتدلي فوق صدرها لتعبث به و تسهب في التفكير ..مهما حاولت تجاوز ما حصل معها تعود لنقطة البداية ..سحبت كتاب صالح من على التسريحه ،لتقف حتى تُعيده اليه ..هذا الاحمق عديم المسؤولية لم يفقد كتابه من الاساس ولم يسأل عنه ..غداً سوف يعود للمدرسة و الى الان لم يخبر وضاح عن موضوع المسابقه ..تنهدت ل تعتدل بجلستها و قبل ان تنهض تراجعت لتستند على السرير ..تفتح الصفحه لتنظر الى قصيدة الاصمعي و الفتى بتمعن ..ابتسمت بسخرية حينما وقع بصرها امام شفرة صغيره لم تلاحظها لم تحتج الى الاوراق وقد حفظتها دون ان تشعر عن ظهر قلب ..انعقد حاجبيها حينما ترتبت الكلمات في دماغها
"حاولي صنع شيفرة خاصه فيك ،و اعتمدي على شيفراتي كأساس "
اعجبتها الفكره ..فكرت الحصول على شيفره لن يستطيع فهمها ..
انحنت نحو الدرج لتسحب الدفتر ..مزقت بعض الاوراق وفي عقلها شيء تريد فِعله ..سوف أقودك للجنون وهذا وعد
،
كانت حركته شبه سريعه و بالكاد لحق به
امسكه من طرف ثوبه وهو يلهث:ولدددد!!
التفت بغضب:وش فيك انت ..ناشب لامي انقلع
ضحك بدر :وش فيك قبيت علي ؟؟؟
تاافف بغضب وهو يجلس تحت النبيله :مالي خلقك
جلس بجانبه و تنهد :طيب هونها
تنهد بأنفاس حاره دون ان يرد
بدر بصراحة:سند كان كلامه صح عشان كذا متضايق؟
رمى حجره كانت بجانبه لينظر الى السماء الخالية من السحاب هذا اليوم دون أن يرد.
،
تتسع ابتسامتها بخبث صريح وهى تقف كانثى لعوبة امامه ،تقدمت بخطوات لعوبة لتجلس بطرف الطاولة دون ان ينتبه لها ..مررت اصابعها على المكتب حتى تُشعره بوجودها ..رفع جلال بصرهُ اليها ليبتسم :ما تبطلين ذي الحركات؟..
ابتسمت بشده :ابداً
جلال بجديه:ادخلي مثل الناس مع البيبان ..دخولك كذا بيشكك الي يشتغلون معي
جلست على الكرسي و ابتسمت بغنج :طولت عليك
ابتسم بخبث :من طول الغيبات جاب الغنايم
ضحكت وهى تخرج من حقيبتها ضرف وترفعه نحوه :وجبنا الغنايم
مد يده حتى يلتقطه ولكنها ابعدته عن يديه
ونطقت باللكنه الفرنسيه :أعطني المال اولاً ثم خذها
جلال :فلوسك بتوصلك اول ما توصلين المطار ..اهم شيء الاحتراف
أمل :افا عليك ،لعبتي ذي
اتسعت نظراته حالما تفقد الظرف ليبتسم :الله ياخذك ..سنعتيه على اصوله
امل وتقف مبتعده :تحت خدمتك دائماً
،
زينه بإبتسامه:يا حي ذا الصوت وراعيه
تقدمت حتى تُقبِل راسه ابتسم وهو يسحبها ليحضنها :تعالي اشتقت لك
ابتعد عنها :ايه وش النشره الاخباريه
وقفت توق لتحضر الشاي وتربعة زينه على الارض
زينه :هذا سلمك الله ابو عدي متورط مع واحد بدين و اظن انه بيسجنونه لانه ما قدر يسدده
ابتسم بشر:ايوه ؟
اكملت :و بنت الشيخ براق جت لها ثلاث ايام بتحضر عرس سلمان
و صالح ولد عزام انطعن بالمدرسه ويقولون انه بخير
جلال:ذا ادري عنه غيره ؟
اكملت :ابو زاهر و ابو تركي تهاوشوا بالديره
وصلت بينهم للشيطان الرجيم على قطعة ارض و كلن يهدد بالسلاح للثاني دخل بينهم الشيخ براق بس ماش ما انحلت الا انهم يقولون ان وضاح حاول يصلح بين الطرفين و امكن بكره يجتمعون عنده عشان الصلح
اتسع مبسمه :خلاص يكفي..وصلت للي ابيه
توق وتغرق في ملامحه بحزن :بنظل كذا ..محد يعرف اننا بناتك وانت عايش بذاك البيت بعيد عنا
جلال وينظر اليها طويلاً:وصلنا لخط النهايه ..نهايتهم قربت وعلى يدي
،
المدرسة ..
سكون رهيب خيم على الفصل بالكامل ..صالح يجلس بجانبه بشار ولا كلمه واحده تصدر منه ..كان صامت يقرأ كتاب اللغة و يبدو بأنهُ مركز و لم يهتم ابداً بما حصل
همس زياد الى عزام البعيد عنه :عوذه وش جاه ؟
يزيد و يعدل نظارته همس :ذا ماهو صالح ..ماهو صالح ابد
حرك عزام كتفيه بعدم معرفه :لا احد يسألني شيء ..تحسبوني ادري عنه كل شيء يوم اني ولد عمه لكن انا اكثر واحد ماني فاهم وش الي قاعد يصير
دخل حُسام الى الفصل ..ليُسلم
حينها ابتسم عندما نظر اليه صالح :الحمدلله على السلامه
صالح بهدوء غريب:الله يسلمك
حُسام :وش صار على الكتابه في تقدم
سحب ملف شفاف من دُرج الطاوله ليمده له:بعض الكتابات
ابتسم ليسحبها من يده وضعها على الطاولة ..ليسحب احدى الاقلام ،التف نحو السبورة ليكتب عنوان الدرس بالخط العريض
"الفلسفة"
تفاوتت اصوات الطلاب باستهجان تمام و اكثرهم زياد الذي كاد أن يستهجن غاضباً لولا أن حُسام قاطعه بسخرية :ما قد سمعتوا كلمة فلسفة بحياتكم؟..عن نفسي من اكثر الكلمات الي استهلكها بيومي ،خاصه بالمدرسه ..الفلاسفه بدون سنع كثير بذا الفصل ما شاء الله
نظراتهم هى من تغضب عليه دون أن يجرؤ احدهم على فتح فمه ،كيف لا و اكبر شيطان بالفصل صامت منذ قدومه ..نظر حسام اليهم و بجديه ينوي شرح الدرس :احد فيكم يعرف وش معنى فلسفه
لا رد يصدر منهم ..
تحرك من بينهم بترقب لاي صوت فضولي يحفزه على القدوم في الدرس دون تردد ..حيناها اتاه صوت بشار الذي يعبث بقلمه بملل :فلسفه يعني فلسفه
لوى فكه :ما شاء الله تبارك الله جبت شيء جديد حنا ما نعرف عنه شيء ..
صوت ضحكات تفاوتت بالفصل ..حسام ويعود الى مكتبه امامهم :جالس انتظر إجابة مب معقوله محد عنده خيال واسع يحاول يشطح في الكلمه ويشوف ابعادها و يشرح لنا !!
يرفع يديه بتردد..لقطه بعينيه كالنسر :عزام وش عندك ؟
عزام بتردد:انا شاك باجابتي بس بقول
تنهد :قول ..
عزام بتردد:بجيب لك مثال على الفلسفه عشان تفهم معنى فلسفه ..
حسام و يجلس على الكرسي :قم بالاول
قام لينظر الى حسام بتردد..الا انه تحدث حينما ابتسم حُسام بهدوء طفيف يطمئنه :مثل الاكل
اصوات الضحكات تعالات في الفصل ضحكاً شديداً حتى أنَّ احدهم وقع مع كرسيه على الارض ..ضرب زياد بكفه على جبينه هامساً :فشلتنا
تنهد حسام ليعقد يديه على صدره :وصل لي الفكره ...
بلع رمقه :لو قلت مثلا هذي كيكه ..انتهى الموضوع انها كيكه ،بس لو قلت ذي كيكه من طحين وبيض و ملح وسكر وحليب و فصلت اكثر و قلت انها تدخل الفرن على درجة حرارة ١٨٠ هنا فصلت ،فالفلسفة امسك شيء واقعد افصل افصل افصل فيه الين اوصل عند ذرة كل شيء ..هذا الي قصدته
صمت رهيب عم الفصل ..و الافكار بدأت في العبث في مخيلة كل طالب فيهم ..لقد نجح عزام بسيط التفكير بالكل في جعلهم يفهمون ..حينها ابتسم حسام :نقدر نقول جبت نصف الاجابه ،و هالحين السؤال موجه لكم كلكم ،لو ما عزام ضرب مثل الكيكه كنتم راح تفهمون لو قلة إن الفلسفه دراسة شيء من الخارج ،و انها دراسة تعتمد على العقل و ما تعتمد على أدوات المدروس يعني الاداة الاساسية العقل ..
نظر الى صمتهم الرهيب فاتسع مبسمه :ما كنتوا راح تفهمون بشكل ادق لولا مثال عزام ..و مثال عزام بكبره تعتبر فلسفه ،فيعني جاب نص الاجابه ..
توقف ليسير بين الطاولات :لما نتكلم عن حاجه ما يعني اننا نتكلم عنها كحقيقة ،نتكلم عنها بمنظور عقلنا لها ف فلسفة العلم، أي الدراسة العقلية للعلم.و فلسفة اللغة، أي الدراسة العقلية للغة. ومثله فلسفة الطبيعة، أي الدراسة العقلية للطبيعة. وهكذا...
توقف عن الحديث لينظر اليهم :فهمتوا؟
استغرب حينما تعالات اصواتهم بحماس :ايه ..ما عليك ..وصلت وصلت
ابتسم :حلو ..بعطيكم سؤال و انتوا تفلسفوا فيه ..بشوف مين الفيلسوف فيكم ..و اتمنى تكون فلسفة بعقل و منطق مو هبد !
،
مط ذراعيه في نُعاس شديد ..لينظر الى زياد الذي بدأ يكتب واجب الفلسفة:درس اليوم دخل مخي من اوسع ابوابه
رفع زياد بصره الى عزام ليردف بحقيقه لا يستطيع تكذيبها :اتفق انه غثيث ،و كريه و اكرهه الا انه يعرف يشرح مثل المويا ..دروسه تدخل المخ غصب حتى لو قفلت مخي وقلت ما راح افهم
يزيد :البساطة يا حبييي ..استاذ حسام بسيط و يوصل كل شيء ببساطه حتى درس الفلسفه المعقد وصله لنا ببساطة
،
وضع بشار الكتاب بالشنطه حينها شعر بشعور بارد يغزو اطرافه حالما احس بنظرات صالح الثاقبه نحوه التفت اليه ببرود عكس الخوف الداخلي الذي يشعر به ،حينها ابتسم صالح ابتسامة مُشعه اظهرت اسنانه البيضاء ،و بخبث وهو يستند بذراعه على الطاوله:ما قلت لي وين خبيت السكين ؟
-
انتهى
أنت تقرأ
بوح تحت سقفِ القلم
Romanceعلموه أن الحُبَ ليس تلاحم اجسادِ وكلمات معسوله علموه أن الحُب تضحيه و إن كُنا كبش الفداء علموه كيف لـبلسم شفاهه أن تُضمد جراحي علموه أنِ سـأبوح بالعشق تحت سقفِ قلمي علموه أن العشق بـَوحُ تحت سقف القلم ! _____ رواية بوح تحت سقفِ القلم ...عجزة الا...