الفصل الثامن عشر

127 3 8
                                    

"صالح"
إن كُنت تظن بأن صمتي خساره فأنت مخطئ أنا الصاخب بكل ما يخصني ..صاخب للحد الذي أسكن فيه فيظن الجميع بأني هدأت ،و لكنِ عاصف يا بشار ..علي و على أعدائي
زادت ابتسامته حينما خيم على بشار سكون رهيب :وش فيك ؟..
شتت بصره ليُكمل لملمت حقيبته ،سيخرج من هنا قبل ان يتصادم معه ،صالح و عيناه تغضب كلما حاول أن يُصبر نفسه و يهدأ :السكين صار معي ..وبصماتك عليه و دمي ملطخ بكل مكان فيه ..
نظر إليه بشار مصعوقاً دون أن ينطق بشيء
توقف صالح عازماً على الخروج و قبل ان يخرج انحنى نحوه ليهمس :خليك قريب يمكن أحتاجك بأي وقت ..
ابتعد عنه ليخرج من الفصل باتجاه الخارج ..بعدما أذاب عظام بشار
لا فائده سوف يستغلك يا بشار حتى اخر قطرة دم فيك ..
-
السوق...
تسير مشدوهة التفكير ،تُفكر في الاوراق التي ارسلتها في غلاف صالح ،لقد عزم صالح عن التراجع بحق وكاد ان يخبرهم البارحة ولكنه صُدم حينما اخبرهم وضاح بأن الفائز بالمركز الاول سيحصل على مبلغ ضخم من المال ..وهذا ما يحتاجونه !!
الانفصال عن جلال ..و بناء مكان خاص للانعام لهم فقط بعيداً عنه و عن شراكته ..وفوز صالح الان بات مطلباً و رجاء !..لذا التزم الصمت راجياً غزل بكل انواع الرجاء ان تُكمل معه المسابقه حتى النهاية ..لمصلحة البقية
تنهدت بشده وهى تستند امام محل الذهب ،تنتظر خروج روح و ام روح و امها من الداخل ،لا مزاج لها اليوم في الذهاب الى السوق إلا ان اصرار والدتها الرهيب جعلها توافق بقلة حيله
و حينما خرجت روح متسعة المبسم وفي بنصرها الايسر خاتم ذهب غالي الثمن سحبتها غزل بشده اليها ،اردفت بهمس:اقنعي امك نروح لحالنا ،ابيك بموضع ضروري
انكمشت ابتسامتها الى فضول وخوف لتهمس:طيب ..
،
تسير خلفها وهى التي تهرول امامها كرجل يركض في المسعى ،بصوت حانق :وهذا حنا رحنا لحالنا ليه تبعدين وقفي وخليني افهم وش علتك
التفت غزل اليها لتمسك ذراعها و باصرار :خلينا نبعد عن السوق بالاول
التزمت روح الصمت ،ويبدو بأن الامر جِدي جداً
،
عند النهر الصغير الذي يُشبه العروق المتفرعة على الارض الجافه ،جلست بشده وقد خارت قواها على التحمل ،نظرت الى مجرى الماء بعينان ترثي الدموع ..وفي لحظة ارعبت روح الواقفه بصمت امامها ..انهارت غزل في بكاء شديد جداً جعل روح تقف بلا تعبير امامها وقد فاجأتها ..
إني مُتعبه ..و أعرف بأن الضلاله قد غمرتني بأول لقاء لنا معاً ..انا خائفه و أكاد اموت خوفاً و رعب ،جلست روح بجانبها تمامًا لتضع كفها على كتفها هامسة بحنان :بسم الله عليك و على قلبك وش فيك ؟
ازدادت بكاءً فوق بكاءها ،لقد عصيت الله و انتهى النقاش في العصيان من عدمه ،لقد تجاوزة مبادئي مهما تنوعت الاعذار ..تُهت في ضِلال مقبرته و انتهى الامر ..
.
تنظر بكفين مرتجفة الى الاوراق التي تجاور غزل لتتسع مقلتها باتساع الدموع ..روح و ترتجف كفها تشعر بأن الخوف هشم عظامها ..تشعر بضيق الخاتم الذهبي بإصبعها ..ضيق يالله يجتاح عظامها وهى تُبصر المصيبة التي قذفتها غزل نحوها
اردفت في غضب و حزن و اندهاش :من متى
اغمضت غزل عينيها بشده لتهمس :شهر
وضعت كفها على راسها لتهمس :يالله ..يالله يارب استر عوراتنا و امن روعاتنا ..غزل انتِ بعقلك شي ؟؟...على اي اساس تكلمينه وترسلين له ؟؟..انتِ واعيه للمصيبة الي حطيتي نفسك فيها ؟؟؟
اخفت راسها فوق ركبتيها لتغمض عينيها
روح بضيق عليها :وش بتسوين هالحين ؟
غزل وصوتها يشحُب :مدري
تشك من الحُزن الذي يغلفها :حطي عينك بعيني و اصدقيني ..انتِ بديتي تميلين له؟
لم ترد
ضربت روح بكفيها على فخذيها جازعه:مصيبه !!!
غزل و كل شيء يحفزها على البُكاء ابتسمت بحزن و استسلام :وش اسوي ؟
روح و تمسح وجهها بشده تحاول ايجاد حل :انتِ تدرين ان بدر خاطبك ؟..انتِ شلون رضيتي على نفسك
غزل بصراحه و ضيق وغضب من كل شيء :لا تسأليني عن اسبابي مثل ما انا ما راح اسألك عن سلمان ..
ضحكت بشده :تقارنينه بسلمان !!!
غزل بغضب يضيق في عينيها :كلهم رجال !!..لا تحاولين تبررين خطأك !!..كلهم رجال الفرق الوحيد ان سلمان عاملك بأصله و تقدم لك ..لكن ما يمحي ابد انكم سويتوا الغلط و تجاهلتم حدود الله ..
أخرستها ..
،
الجدار المهدوم ..
"حسام "
بعينيه الكسولة ،المترفه بالحُزن يتأمل الكِتابات ..يُعيد استكشاف الحروف من جديد ،يسخر من العُشاق الجُبناء ...من المجانين المُتعبين الذين يكتفون ببث حنقهم على جدار قديم مسكين ..من نفسه التي ساقته من جديد الى هُنا ..من عقله الذي يُسهب التفكير بها كلما ظن بأنهُ نسيها ..كم يلزمني من الوقت حتى أتوقف عن هذا الهُراء؟..حتى افكر بطريقة لا تحتمل كل هذا الغباء ..كم يا ذات عيني السباع
شعر باصوات قادمه ..نظر الى ما حوله ليلمح فتاتان تسيران الى هُنا أَقْسَمَ بأنها هى ..استعجل بخطواته ليسير الى خلف الجدار ويستند عليه ..
يُعاكس المنطق والعقل ..يفعل كما يفعل العُشاق الحمقى ،و لكنه ليس بعاشق ..لن يجرؤ على الحُب ،لا يحق لهُ اصلاً
ليس بعد موت والده أيُ حياة ...
،
استندت على الجدار لتجلس متكئة عليه ..تنظر الى الغيوم الريشية بعينان تائهه ،لم تعلم ابداً بأنهُ خلفها تمامًا ..
روح و تنظر اليها بعينان خالية بعدما صفعتها بالحقيقه :وش قررتي ؟
رفعت كتفيها بالا أعلم .. كل شيء منذ البدء يسير بإتجاهٍ لم أُرده كيف لي أن اعرف ما نهاية هذا الغرق ؟
روح وتنظر الى هاتفها :قلت لسلمان اننا هِنا ..يمكن يجي بأي لحظه
لم ترد ..
روح و تنظر الى السحاب :كنتِ تقولين انك ما راح تحبين إلا درويش وش صار هالحين ؟..ليه كتاباته السخيفه شاغله عقلك
غزل بحزن محاجرها :والله العلي العظيم اني مدري ..لا تسأليني أسئلة ما اعرف انا جوابها لا تثيرين داخلي يرحم لي والديك
روح و تُريد أن تفهم رغماً عن الحُزن الذي يطبق الخِناق عليها :احتاج اعرف وش نيتك ؟..احتاج افهم وش بيكون خيارك ..راح تظلين ترسلين له ؟..راح يبقى يتواصل معك ؟..طيب وبعدين ؟..لو تعلقتي فيه وش هو خط هالنهاية ؟..بيتزوجك؟؟
روح ولا ترحم عقلها الذي ثأر بأسئلتها و لا ترحم الحُب الذي تحاول دثره بأعماق عروقها حتى تُنكره ..
روح بغضب من سكوتها :قال لك انه يحبك ؟؟؟..قال لك انه يحبك !!..انتِ واعيه لاي مرحله انتِ و ياه وصلتوا لها ؟...بيتقدم لك ولا بيستمر يلعب معك ذي الالعاب السخيفه ؟..و انتِ بتظلين تجارينه الى متى ؟؟..جاوبيني عشان اقدر ارتاح !!..جاوبيني عشان لا اروح هالحين واعلم سلمان بكل شيء ..جاوبي!!!!!!!!
غزل و تغرق حنجرتها بالبكاء برجاء :ارحميني ..
،
ظل ينظر للبعيد لم تُدرك بأن ظهرها يفصلهُ عن ظهري جدار واحد بائس وقديم ..ينكمش قلبه عن كل كلمه دنيئة تصفه بها من معها ..تُربكه نبرة الحُزن التي تعترف بها "بالرحمه"..ماذا تُريد منها يا حُسام ؟...ماذا تُريد منها بالضبط ؟..ماذا تُريد إخبارها به؟
..عن الضياع الذي اشعر به ،عن عينيها الجميلة ؟..و أن صوتها كالمطر يُسقي سمعي اغنيات طويلة مؤرقة
عن إمكانية احتضانها لبضع لحظات ؟
عن عقله الذي بدأ بالاسراف نحوها ؟..عن المنطق ؟
،
خذله صوتها حينما أردفت :تنتهي المسابقة ،و بينتهي كل شيء
______
رد:وينكك؟
حسام:انت الي وينك ؟
تنهد وهو يرفع راسه يقراء اللوحه :انا عند محل ابو زاهر و جمبه مخبز
حسام :لا تتحرك بسال وبيجك
تنهد وهو يقلب بيده الاسواره و يتخيل فرحتها بالهديه
تتحرك بعجله متجهه نحو محل ابو زاهر
ومن دون سابق انذار اصطدمت بذاك الرجل الواقف كالفولاذ امامها تبعثرت اكياسها و وقعت على الارض
اما هو فاختل توازنه وقد سقطت الاسوارة في كيسها الضخم الكبير ذا اللون الاسود
بحده وهى تنفض ملابسها من التراب:وكسر ما تشوف!
احتدت ملامحه بغضب :نعم!
عقدة حاجبيها بغضب :مكان وقوفك غلط
محمد بطفش :ممكن تطلعين الاسوارة من كيسك طاحت بداخلها !
دلال و تنظر اليه بغضب،فتحت الكيس لتسحب الاسوارة الذهب التي اشترتها منذ لحظات من محل الذهب ،هذه القطعه نادره ولا يملك البائع منها الا اثنتان واحده انا اشتريتها و واحده عند البائع
ارتفع حاجبها لتنظر اليه :تبي تسرقني؟؟
قضم شفته وهو يعد من 1 الى 10 يضبط اعصابه وهو يستغفر :يا بنت الناس الاسواره بالكيس طلعيها خليني اتوكل
تنهدت وهى تفتح الكيس تبحث عن غرضه
شعرت بالغضب يكوي جلدها لترد وقد اخرجت الاسواره:مافي غير ذي
محمد بمملل:ايه ذي اعطيني اياها
كشرت بحده:بالله؟!..(بصراخ)هذي توي شاريتها من محل الاساور يالسرااقق
احتدت ملامحه بغضب :تراي حاشم نفسي عنك لانك حرمه ،رجعيها وخليني امشي
دلال بقهر :سراااااقق
تقدم بغضب حتى يسحبها من كفها
رجعت الى الوراء وبغضب:الا تقرب !!..وربي افك حلقي وتالي اِعرف كيف تفك نفسك
مسح وجهه بغضب وهو يستغفر:جيبيها
دلال بغضب و عدم تصديق :يا سبحان الله طارت ودخلت بكيسي
بحده :والله عاد هذا الله صار اخلصي طلعيها
تراجعت الى الخلف :لا تلحقني ..بسامحك ذي المره بس ان عودتها بعلم خلق الله انك سروق ،تدري اني دافعه دم قلبي عشان اشتريها ولا ما تدري ؟
محمد ويشعر بالغضب يفكك خلاياه ،لقد دفع نصف الراتب الذي حصل عليه حتى يشتريها لاخته و الان هى بحوزتها و بغضب :انتِ هالحين سارقتني رجعيها و لا اقسم بالله انا الي بعلم عليك كبير ذي الديره
دلال و تسير بعيداً عنه :الله يهديك
كاد ان يسير نحوها الا انه توقف بغضب ..لا يستطيع اللحاق بها وقد تصرخ و تحرجه امام الجميع توقف مكانه وشعور الغضب يكويه لقد ضاع نصف راتبه وضاعت الاسوارة
______
ابتسم بخبث :السلام عليكم
عقد حاجبيه بضيق :وعليك السلام
جلال:كيف حالك يا ابو عدي
ابو عدي :يسرك أمري وش بغيت؟
جلال بمكر:كذا تكرم ضيفك ؟
استحى ونطق:اعذرني اقلط حياك
جلس ابو عدي:اشرب قهوتك يا جلال
جلال:قهوتك مشروبه يابو عدي ولكن طلبتك وبغيت منك العطاء
اخرج من جيبه ضرف ومده له:هذا الدين الي عليك من الرجال سدده واذ الله فتح عليك تقدر ترجعه اقساط
لانت ملامحه بلا رد
لا يريد اخذه كرجل يكرم و يعطي ويكره احد يتفضل عليه ولكنه بموقف لا يحسد عليه
مد يده بضيق وهو ياخذه :جزاك الله خير والله يقدرني وارده
ابتسم جلال وهو ياخذ القهوه ويشربها :وهذي قهوتك وشربناها
،
-
ينظرون إليه من بعيد منذ بداية الصباح وحتى منتصف الظهيره وهو يعلم بهم ،يشعر بنظراتهم التي تخترق عظام ظهره الا ان البرود غلفته حتى ما عاد يهتم ..
وضاح وينظر الى سلطان المتوتر :وش قلنا ؟..وش حكينا فيه بالبيت
سلطان و يشتت بصره دون رد
ابتسم سلمان المستند على الجدار :السكوت علامة الرضى
اعتدل بوقوفه ليصرخ ناحيته :عايض بن قايد
بلل رمقه قبل ان يلتفت بملامح صُلبه ..
اشار سلمان اليه قائلاً:ندخل الخيمه ،في كلمة نبي نقولها لك
تنهد ليضع سطل الماء على الارض ليسير الى الخيمة الواقعه في منتصف المكان ..
،
وضاح الجالس بين سلطان وسلمان ،و لأنه الاكبر سِناً سوف يباشر الحديث :ماني من الي يحكمون على الناس من اشكالهم ،و لا قد صارت بعمري إلا معك انت ،و اظن اني معذور لانك بنظري صبي عند شخص يبي يدمر حياتنا لان ابوي فضل وطنه عليه ..
اخفض راسه ليعبث باصابعه :كلام سند البارح وعاني ..بالنهاية انت شخص جاي يسترزق الله هنا و مالك دخل بالي يصير بينا ..
شتت عايض بصره بضيق شديد ..ضيق شديد جداً ل الحد الذي اراد به الصُراخ بشده ...و لو أن القهر الذي بصدره لن تمحيه الكلمات ولا الصُراخ و لا الشكوى ..الالم الذي به لن يبرى ابداً
ضيّق ابتسامته ليردف :سمة الكرام الاعتذار ..و انا ما بيني وبينكم شيء عشان اعتب و اشيل عليكم ،كلها فتره و ارجع دياري ..و دامك جيت و ناوي الصُلح فأنا بعد اسعى له ،فوق غربتي ما احتاج مشاكل الي في عايض يكفيه ..
توقف ليمد يده ..توقف وضاح ليسير باتجاهه لتتم المصافحه
سلطان و يبتسم رُغماً عنه بعدما لكزه سلمان ،اردف بضيق :نطوي ما صار و نفتح صفحة جديده
امتدت يده ليشتت بصره :سلطان بن عزام
نظر عايض اليه لفتره طويله تاهت بالحُزن قبل ان يُردف بضيق شديد وقد صافحه: عايض بن قايد
اتسعت ابتسامة سلمان ل يمط ذراعه عالياً :الرجال ينتظرونا بخيمة الديره ،بعد نصف ساعه بيجتمعون العرب للصلح خلينا نرجع يا وضاح
تغيرت ملامح عايض الى ضيق شديد جداً ليردف :صلح ؟
وضاح :ايه و انا سعيت له لاجل كذا لازم نروح
،
دخل بغضب عارم و عقله لا يستجمع غير أن عايض هو سبب تلك الحادثه
"عايض"
اغمض عينيه بشده يحاول النوم متجاهلاً المصيبة التي افتعلها منذ لحظات أطال بالسهر البارحه عند سند و استيقظ مرغما عنه عند الخامسه فجرا كي يطعم الماشيه و يباشر عمله الذي يبدأ من طلوع الفجر
يضع يده بشكل افقي على عينيه يحجب ضوء الشمس المتسلل
من ثقوب الخيمه القديمة منذ سنوات
كجاثوم في قعر كابوس امسكه من ياقته حتى اوقفه
ارخى فتح عينيه لينظر الى سلطان الذي جعله يقف مرغماً عنه ،
اغمض عينيه بهدوء وهو يسترجع البارحه ..
يقف امام جلال بعينان غاضبه
ابتسم :طبعاً انت مجبور تنفذ أوامري ،ابيك بكره بعد ما يجون عيال عزام للحلال تفقع كفرات السيارة ..
ضحك بسخرية :انتقام وانتقام واخرتها تبي تفقع الكفر ..يالله ارحمني برحمتك ويفكني منك
اتسع مبسمه و بخبث :انت نفذ و اكرمني بسكوتك طيب؟
لم يرد و عيناه تحترق بالغضب
استند جلال على الكرسي ليعقد يديه على صدره :ما قلت لي اعجبك اسم ابوك الجديد ؟
نظر اليه بغضب ليتقدم خطوه مشيراً اليه :تلمسه بشر تلقاني بوجهك يا جلال !..واصل اقصاي و حدي..استلزم السكات دامني ساكت
بلل طرف شفتيه :اسم الله عليك ..اهدأ و روق لا بس قلت بزور علوان دام المرض واصل لذي المراحل الصعبه ..احتاج ازوره نجدد ايام زمان
تقدم اليه بغضب صارخاً :جلال !!!!
تافف بطفش:و احطبه ..ارجع مكانك قبل لا انجن عليك و على علوان و اختك و خلك ملتزم مكانك ..اذا قلت لك شي قل أبشر وتم و انت منطم ولا وجلال الله و عظمته اوريك نجوم الليل بعز ذي القايله و اقهرك  في اهلك فوق ما انت مقهور
-
امسكه بكلتا يديه ياقته و بصوت حاد :انت الي فقعت الكفرات !..ايه انت الي فقعتها !!!
زفر بببرود مريع وهو ينظر لعينا سلطان بعينان جليديه لا تشعر بشيء.. رفع حاجبه بتهكم:انعدم الادب عندك؟!..احد يقوم احد كذا؟!!
هزه بشده صارخاً :احلف بالله انك الكلب الي نسم السيارة ..
رفع حاجبه و هو يدفعه عنه:صبرت عليك كثير و لصبري حدود ..ثمن كلامك وتوكل من هِنا
عاد للخلف بضع خطوات و اراد الانقضاص عليه لولا وضاح الذي نهره:سلطان !!!
عادل وقد عدل ثوبه البني الذي يشبه قتم عينيه متجاهلاً سلطان الواقف كالثور امامه عاد ليستلقي على السرير ،يحاول ربط جأشه ..الصبر في عز الالم و الخذلان من الحياه

بوح تحت سقفِ القلم حيث تعيش القصص. اكتشف الآن