الفصل الخامس عشر

166 2 5
                                    

بعد اسبوعان ..
تنهد بضيق شديد :غزيل طالعيني
لم ترمقهُ ولا بطرفها ..منذ اسبوعان لم تُكلم أي احدٍ منهم ؛لقد اصابها الهلع الشديد حينما دخل صالح بمساعدة وضاح وسلطان ،و قد اخبروها بعد رجوعهم الى القرية بأنهُ كان مطعون ..وليس مثل ما اخبرها سلمان عن غيابهم في القرية الاخرى ..لا تدري كيف صدقة كذب سلمان الواضح رغم انها شَكّت بأن هنالك شيئًا يحصل ..تستطيع ان تتفهم كيف أخفوا خبرهُ عن امها..لكن هى!، ما الداعي الى ذلك !
،
سلمان و قد تعب صدها ،هو اكثر واحد قاطعته بالكامل ،لانهُ من كذب عليها ،لذا نصف اللوم يقع على عاتقه :رايح اخطب ما تبين تقولين لي شيء؟
سارت الى المطبخ ،لتعود بعد لحظات و في كفها المبخره ،التي يتصاعدُ منها دُخان العُود المُعتق ؛سارت اليه في بطء شديد الى ان توقفت قبالته وبصوت هامس يميل للحدة :قرب ...
ابتسم لينحني إليها :والله مو بيدي و انتِ ادرى ..ما يهون علي خوفك تهقين يهون علي زعلك ؟
رفعت بصرها إليه ..لحظات و كأنها تُفكر ..:أفكر اسامحك ..لكن هالحين لزوم علي اوقف معك لين ما تنتهي الخطبه بعدها نرجع نزعل عليك
ارتفع حاجبه بشده مستنكرًا :بالله !..غزل وش ذي الحركات ؟
غزل ببراءة :وشو ؟..اجرب اتغلى عليك
سلمان بقهر :زوجتس انا؟...
ارتفع حاجبها ..
-غزل كويتي ثوبي؟
رمقت وضاح الذي خرج من غُرفته ،ولا يبدو بأنهُ قد تجهز
تنهدت :ايه ..علقته بالكبت الاوسط
سار الى الحمام بخطوات مستعجله حتى يستحم تحت تقريع حاد من سلمان على تأخره في مثل هذا اليوم المهم بالنسبه له ..
،
منزل أبو روح ..
ابتسم مُرحِبًا قدومهم :حيا الله من جانا ..
ابو عبيد اكبرهم سنًا :الله يحيك ..خلنا ندخل بالعلم يابو روح ،و اظن ان عندك علم بالي جايين له
ابتسم ابو روح ليباشر ابو عبيد حديثه : طالبين القرب ،جايين نخطب بنتك روح لولدنا سلطان على سنة الله ورسوله
اتسعت احداق سلمان بشده ،لينظر الى سلطان الذي غص في التمره التي كان يأكلها لينظروا تجاه ابو عبيد بشده وقد خلط الحابل بالنابل ..
تعرق وجه سلمان ،لينظر تجاه عمه سعد طالبًا النجده ..
إلا ان ابو عبيد نظر الى سلمان لحظات عِده ،و بسخرية :كنت امازحكم
كح سلطان بغصه و لا زالت حُرقة التمره تجرح حُنجرته وبهمس:وذي الامور ينمزح فيها !
كزه وضاح بشده هامسًا :ههشش
استبشر وجه ابو روح ضاحكا :جيتكم عزيزه وغاليه ..عطونا مده نشاور البنت و نرد لكم خبر
ابوعبيد :حقك يابو روح ..
،
"روح"
تُمشط غُرتها السوداء ..امام المرآة ..تُدندن تاره و تعود ل السكوت تارةً أُخرى ..
و انــا راجـع اشـوفـك
ضيـعنا ليـالـي العمـر
ضيعـنا الحـب و السهر
اظن بأننا ضعنا تحت صدى إحدى المقطوعات ..و لا يبدو بأننا نريدُ أن نهتدي يا سلمان ..توقفت عن تمشيط شعرها لتبدأ الرقص حول نفسها في غمره من الجنون التي اعتلتها ..
و نسـيـنـا مع الاحـلام ايــام الخـصـام المـر
لـقيـتـك زي مـا تمنـيت مـن لهـفه وحـنـيـن لاقيت
"يا ملجي و موطني و سٌكني و سكينتي "
دارت حول نفسها، بصوت صااخب مجنون
و انــا راجـع اشــوفـك
وانــــــا راجــــع اشوفك
سقطت علی سريرها بعدما شعرت بالدوار ..لتنظر الى السقف ،دون أن تُدرك بأن عينيها تلمع بشده ..
_______
سحبت الدلو الذي امتلأ من قاع البئر ،و حينما طرق الباب طرقات متتالية ..تركت الدلو يسقط من جديد داخل البئر
رفعت طرحتها على راسها لتقف خلف الباب :مين ؟
عزام بصوت غاضب :هذا انا و العيال ..افتحي الباب
فتحت الباب قليلا ..لتسير نحو غرفتها بخطوات مُستعجله
فتح عزام الباب ليدخل وبين يديه ثامر المليء بالدماء ..اردف بغضب :امش بسرعه ..
فتح زياد الباب ليدخل المجلس ..ارتفعت انظار صالح اليه إلا ان ملامحه اشتدت باستنكار حينما لمح ثامر بين يدي عزام ..
دفعه زياد الى ان وقع جالسا:قل الي قلته لنا بالحاره
عزام ولا زال غاضبًا بشده ،لهث قليلا ليردف بقهر :يعرف من الي طعنك
ارتفع حاجبه لينظر الى ثامر الساكن ..
انخفض راسه نحو الارض ..ليهمس:بشـ..ـار
شتم زياد بضيق شديد ،ليحتد صوته:وربي كنت حاس ...
صالح و رغم ان ملامحهُ بارده إلا انهُ غاضب جدًا ،بهدوء عكس النيران التي تشتعل بصدره :الاكيد انك كنت معه ..الشرطه ما بعد قفلت التحقيق ،و ما عندي مشكله ارميك و ارمي بشار بالاحداث الين تخيسون ،إذا تبي تشتري سلامتك و تبيني اتجاوز عنك ولا اذكرك بالمحضر ..علمني السكين الي انطعنت فيها باقي موجوده معاه؟
احتقن وجهه ثامر بالخوف الشديد ،كاد أن يبكي مُرتاع من تهديده :دفناها ..في البرحه الي خلف المدرسه ..
رمق زياد بطرف عينه ،فَهِم الاخر طلبه ليتحرك نحو الخارج باحثًا عن السكين ..
اوقفهُ عزام بشده صارخًا :تحرك من هنا ..
ارتخت ملامحه باستسلام ،ليسير نحو الخارج ..في حين أن صالح كادت عيناه تلمع بشرارة مخيفه تتوعد برد الصاع ،صاعين
،

بوح تحت سقفِ القلم حيث تعيش القصص. اكتشف الآن