الفصل الثالث عشر

110 1 2
                                    

مُتسند على الباب بقهر وضيق
هذا الوضاح سينهارُ يوماً
هذا الوضاح لم يعد يتحمل
تنهد بقهر وهو ينظر لصورة والده :يبه !
منسدح على الفرش بضيق ويراقب النجوم بصمت
وهناك بزاوية الحوش سلمان الذي يحكي لهم ما حدث
سلمان بضيق :هذا كل الي صار
غزل بعصبيه : هذا لازم احد يوقفه عند حده مكان ابوه عشان يتفلت على كيفه ؟!!!
ام وضاح :حسبي الله عليه كأنه بيضيق علينا
قاطعتها غزل وهى ترفع يداها بحرقه :الله يضيق عليه
اما صالح فصامت وصمته حزين يحكي التساؤل و تتمرد نظراته بين سلطان و وضاح..خصيصًا وضاح 
كم عليك يا اخي ان تتحمل
كم جبلا ستحمل فوقك
اغمض عينه بضيق و قهر من حالهم الذي انقلب فجأة
سلمان :جزاه يوم ...يمه لا تخافين
زفر بضيق وغضب يحاول ان ينسى قليلا وهم يذكرونه بأحديثهم نطق بغضب و بحده :..كلن يذلف على فرشه محنا ناقصين وانتي يمه الله يرضالي عليتس روحي نامي منتي ناقصه شي اصلا
سلمان الذي رفس غزل بهدوء: يالله طسي
نهضت بضيق وهى تسند امها :تصبحون على خير
وقف سلمان و استلقى بجانب سلطان الذي فراشه بالقرب من فراش سلمان  :بيفرجها ربك 
زفر بضيق :وضاح يا سلمان
ابتسم بحزن هو الاخر 
سلطان بقهر :وجهي خطه الشنب والى الان ما يخلي احد يشيل عنه اتعبني وانا افكر فيه
سلمان الذي تغطى بالكليه :الله يمهل و لا يهمل
اما صالح فقد استجمع ما تبقى من قوه لديه و قد عزم السير الى وضاح
طرق الباب ثلاثا ثم دخل دون أن بنتظر إذنه
جالس على السرير و ينظر إلى صورة ابيه و كأنه يشكي له
صالح :وضاح!
رفع راسه و معالمه تبادرت للابتسامه تخفي الوجع حتى لا تخيف صالح
ابتسم رغم الحُزن الذي يُغلف عينيه :هلا ما شفتك اليوم
تقدم صالح بضيق ليجلس بقربه :سمعت الي صار
رفع راسه ليبتسم من جديد  وهو يضع يده على كتف صالح :اها وايش بعد؟!
صالح بغصه وهو ينظر لوضاح:انت بخير
شده بقوه حتى اخفاه بصدره
نطق بقهر :آفااا وانا خووك حنا رجال مثل الجبال ما يهزنا ريح
رفع راسه صالح بتصديق:وانا قلت كذا ما يهزنا شي
وضع يديه على كتفيه و قبَّل جبينه بعمق
ثم نطق:انت خلك من كل ذا وركز على الدراسع ابيك ترفع روسنا يا صالح ،ناوي ادرسك بالخارج إن اراد الله 
صالح ببتسامه تسليك من ذكر المدرسه:ان شاء الله
،
الساعه الرابعه فجرا
هُناك رجل يتحرك في حوش منزله يمنة و يسره
و خائف كُليا على صديق دربه نظر للساعه بعد ان صدح الاذان مُعلنا شروق الشمس
زفر بضيق وهو ينوي البحث عنه بنفسه
صحى الساعه الثالثه ولم يجده و الى الان لا يرد ولا يعلم مكانه
لبس جاكيته فالبرد قد حل ونوى الخروج
ولكنه سمع صوت الباب قد فتح !
رفع راسه وبغضب :انـت وينـك؟!
حسام الذي خلع معطفه :كنت برى
بغضب:برى وين؟؟...  لي ساعه استناك !...وبعدين ليه ما ترد على جوالك !
زفر حسام بضيق:كنت بالجدار
محمد الذي انصدم:و.ش تسوي هناك
حسام الذي جلس :كنت احسب اني بشوفها عشان اعطيها ذا
مد له المنديل المنقوش عليه قصيدها
محمد بغضب من جنون صديقه: غبي انت؟..بنت تجي بذا الليل لجدار منهد نصه !..انت بعقلك شيء؟
حسام:مدري حسيت انها بتجي ورحت ..اصلا الحمد لله اني رحت ارتحت شوي
عقد حواجبه بعدم فهم:ليه وش فيك؟؟!
تنهد وهو يقف متوجها لغرفته:حلمت فيهم
ذبلت ابتسامته :انسى يا خوك
حسام وهو يغلق الباب وصوته المبحوح خذله :تصبح على خير
_______________
بالمدرسه الساعه التاسعه صباحا
يحوس في الاسياب ولا ينوي الدخول للفصل
زياد :خلنا ندخل حصته بعد ذي
صالح بملل من تكرار مواله :تبي تدخل ادخل مانيب داخل
عامر :وش سويت بسالفه التزوير
ضحك بفضاضه :ما قال له ابو فرج شي ..كلمته امس ما جاب سيره له
زياد بصدمه:من وين عرف اجل ؟؟
صالح :ما ادري ولا ابي ادري المهم من ذا ...انه ما يقدر يثبت شي ابو فراج سكتم بكتم ما هوب قايل شي و اوراق العام اكيد انرمت و احترقت من عهد جدي فما له داعي الخوف ذا كله يحسب انه بيلوي ذراعي بس يعقب وانا الحين ببدأ الهجوم
زياد :ول ،وش تفكر به
صالح بقهر :مرمطتي ذاك اليوم وخلاني اركض وراه زي الكلب والله ان تنرد له
عامر :يا دافع الشر من عيونك وراك حاجه
صالح بحده:مانيب فاضي له ذي الايام تدرون جلال جاء وحالتنا حاله
زياد :صدق الي سمعناه ؟!!
صالح بيضق:ايه
وضع يده على كتفه :بيفرجها ربك
رن جرس الحصه
زياد :انا داخل
عامر الذي كان جالس وقف:وانا معك
إلتفت لصالح :وانت
بغضب :مالي خلقه ادخلوا انتوا
في الفصل وقت الحصه
دخل بحقيبته:السلام عليكم
الكل:وعليكم السلام
رفع حاجبه بغضب ما إن شاهد السبوره :كم مره قد قلت اجي السبورة  نظيفه ؟!
فتح حقيبته واخرج جدول :من اليوم!..بيكون تنظيف السبورة بالترتيب من حرف الالف ..أحمد
أحمد :نعم!
حسام:قم مسح السبورة
رفع حاجبه بنرفزه:..
بحده:قمم!!!!
وقف بغضب ليسحب الممحاة رغمًا عنه 
تنهد ليسحب دفتر الدرجات : ..من غايب
يزيد:بندر و بدر و عزام
رفع راسه ليعقد حاجبيه :وين صالح!؟
سكوت ولا رد
ضحك بسخريه :حبيت التكاتف الاخويي
بحده :يززيددد
(نقطة ضعف ذا الفصل هو الطالب يزيد دافور ويخاف على درجاته و حسام يعرف كيف يلوي ذراعهم فيه)
يزيد برجفه احتلت صوته :هـ..ـلا
امسك ملف الدرجات و لوح بيده بمعنى يا تجاوب يا اخسفك
اغمض عينيه درجاته من جهه و العيال من جه اخرى
هو يشتعل بالمنتصف
ببحة مذعورة :طلع من الحصه الرابعه ولا جاء
ابتسم بسخريه من عناده :قم ناده
وقف يزيد بربكه من نظرات زياد الي ارعبته :سـم
خرج يزيد باحثا عنه وبعد عدة لفات و جده جالس في سيب الفصول المهجوره
المدرسه كبيره جدا و عدد الطلاب لا يتجاوز ال 250 طالب فكانت هناك فصول مغلقه نظرا لعدم اهميتها او استعمالها
يزيد :صالح
رفع راسه وهو يعرف سبب قدومه :قل له ما هوب جاي و اعلا مافيه يركبه و اذ يبي ينقص بايعها انا يالله طس
يزيد :صالح اعقل
صالح غاضب هذا اليوم ومزاجه حقا معكر رفسه وبحده:قللتت لكك اذللففف
عاد يزيد ادراجه
فتح الباب بتردد
ثم نطق:مـ.ـا ..يـبي ..يجي
ابتسم بسخريه :ادخل
فتح الكتاب :افتحوا صفحه 83
حسام:حروف الجر ...
بعد ربع ساعه :الواجب سؤال واحد و اثنين
نطق بحده:يزيدد
فز برعب:هـ.ـلا
حسام:خلك واقف هنا اي نفس ..نفس واحد علمني عشان اوريهم ..انا اطالع وجاي
يسير ومعه حفنه من الزاحفين ..يلقي النكات هنا وهناك و يظن بأنهُ مهجد نص المدرسه ..إلا ان عينيه وقعت على الجالس في الرواق
:اوه الراعي هنا
رفع حاجبه بضيق ..ماله نفس بالاخذ والعطاء :افلح افلح مالي خلقك
بشار:قصدك نص الراعي
شلتهم:هههههههههههههههههههههههههههههههههههههه
ههههههههههههههههه
ثامر:اوه صح ..في واحد اخذ نص حلالهم
زفر بضيق وهو يمسح بكلتا يديه وجهه الغاضب ونطق بعصبيه:انا انصحك انك تنقلع انت و كلابك ذي لان والله العظيم مالي خلقك و احسلك بعد تذلف لان والله ما تسلم
ثامر بضحكه :وش قال يا عيال ؟!
بشار بضحكه خبيثه:قال ماااععع ..باااععع
وقف بغضب ولن يسلم منه احد
شد قبضته ولكم بشار بوجهه ثم انفرد به ضربًا  وضرب حتى افقده وعيه !!
سحبه ثامر بفزعه لصديقه: انهبلت
تنفس بشده ،وهذه اللحظه اعصابه كثور هائج لا يريد الهدوء هجم على الاخر دون رحمه
بأخر الممر واقف ، يضع يديه بجيبه و ينظر بتركيز لما حصل
دفعه من الخلف محمد بغضب :تشوفهم بيقتلون بعض و واقف لي هِنا !
هرع لهم مصلح الذي امسك الخيزرانه ونطق بوعيدد:وللددد ياا وللددددد
دفع صالح ثامر للخلف و مسح بكم ثوبه الدم الذي علق بشفتيه
فز للولد المغمى عليه بالارض ونطق بغضب:مجنونن انتت بغيتت تعدم الولدد
صالح بقهر :يستاهل
مصلح بصرااخ:على الادااارههه
عند اخر الممر
محمد الغاضب من حسام :ليش ما فرعت بينهم
حسام :ببساطه لانهم يستاهلون
محمد:انت علامك معاد صرت افهمك؟؟!!
التف عائد ادراجه :مو لازم تفهم
بغرفة الاداره
مساعد :انت ما تتعدل لعنبو بليسك متى تعقل كم مره كتبت تعهد !!!!!
نطق بحرقه :يستاهل الضرب من تعنى له
مسااعد الذي نهره بحده:انكتممممم!!!.
نظر للورقه :انا لازم ادق على ولي امرك انت ما ينفع معك الا السلخ
اتسعت احداقه وقد ارتبك ... التوقيت غلط وجدا غلط
وضاح حامل جبال ويكفيه ما حصل لنا مستحيل يتحملل ذا يالله وش سويتت!!!
...:انا اكفله والمره الجايه ماهوب عايدها
إلتفت لمصدر الصوت بصدمه
مساعد :استاذ حسام انت هذا ما تعرفه
حسام وهو ينظر لعين صالح :مو مهم إلي اتعهد لك فيه انه مستحيل يسويها و انا اكفل لك ذا
نظر لصالح بغضب:ذي المره سللمت بس المره الثانيه محد بيسلمك
حسام الذي التف خارجا :صالح تعال لي غرفة المعلمين
خرج خلفه بغضب وهو يزم شفتيه ويقضمها غيضا
امسكه من كتفه بالممر :ماا طلبتت منكك تفزع ليي
ابتسم حسام :وش ذيك الحكمه تبع إن أكرمة اللئيم تمردا
زفر بغيض :مابي ادين لك بشي سريع سريع اطلب طلب عشان نتصافى
ضحك حسام :ههههههههههههههههههههههههههههههه
ههههههههههههههههههههههههههه ملكع
صالح بغصب وهو لا يدري وش معنى ذي الكلمه :ما الملكع الا انت
ابتسم حسام :تبي ترد الدين اتبعني
حك راسه بقهر :يقلع ام المصيبه لو اني ساكت
حسام يناديه من بعيد:ولددد
رمش بسرعه ونطق:جايك جايك
-
قبل 17 عشر سنه
ممسك بيديه الصغير صندوق حديدي
نطق ببراءه ممزوجه بحب:بعد 17 سنه بالضبط نفتحه سواء
عينيها تشتعل كنجوم المساء:ايه ايه وساعتها بنكون متزوجين
بذكاء:طيب اي تاريخ عشان نروح له
نطقت بفرحه:26/6/2019 يوم ميلادي بس تغيرة السنه
ضحك بوناسه:الله يوم ميلادك يعني عصفورين بحجر واحد
نطقت بوناسه:ابي ذاك اليومم يجي سريع سريعع
ضحك وهو يمسح على شعرها :يالله نحفر قرب النبيله (اسم شجره معمره من عهد اجدادهم فسموها النبيله )
__
عند الحلال
يرتدي نظارته الشمسيه ويستند ظهره إلى  السياره
خرج له وضاح بضيق :نروح للمحكمه
جلال:ههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههه توقعت تسوون لي قروشه بس زين انكم عقلتوا
سلطان بحده:بلا هذره زايده اصطكت روسنا يالله توكل و بنلحقك
جلال :على ذا الخشم غير اعجلوا
______________
اضطروا ان يذهبوا الى محافظه بالقرب من قريتهم
بعد ان تم الاتفاق و تقاسم الطرفين على الحلال
هاهم يخرجون من الوزاره
امسك سلطان يد وضاح بشده يبث له بعضًا من القوة
جلال ولا ينوي خيرا يحاول ان يحارش باي طريقه :يالله بنصبح على وجيهكم صباح وليل
سلطان :انا ما ادري كيف لعبت على ابوي واخذت منه الحلال بس
افلت يد وضاح ليتقدم  حتى وصل اليه وهمس :لا تَحسبنَا بِغَدِرها تعلوا على اسيادها تبقى الاسودُ اُسوداً والكلابَ كلابُ
تغيرت معالم وجه اصبحت لا تفسر
ضحك سلطان بصخب ونطق :يالله سلام
امسك يد وضاح و ركب سيارتهم متوجهين للقريه
اما هوا فبقى صامد ويده تشد على نظارته حتى كسرها غضبا .
إن كنت تظن انك تكبلنا بيدك فأنت مخطئ و ان كنت تظننا استسلمنا تحت وطئتك فأنت ايضا مخطئ
نحن وان جار الزمان لبرهةُ نبقى الكِبارُ وغيرنا اقزامُ
ما ذنبُنا انه يشعُر اننا ارقى و ان مكانهُ الاقدامُ
صدقني ستندم لا محاله ..
__________
في السياره
وضاح:وش قلت له
سلطان وقد ابتسم بتشفي:حاجه تلجمه
جدا مبسوط دايم غزل تبثرهم بالقصيد
ويكره هالصفه فيها
بس اليوم بجد وده يبوس راسها لانها ساعدته كثير حس انه طفى نار كانت شاعله فيه بسببها .
_
بالمدرسه بغرفة المعلمين
حسام بلكاعة:ابيك..
صالح وسينفجرمن المماطله :تراك زودتها!
حسام الذي اعتدل بجلسته وقد تذكر :دقيقه دقيقه نسيت ..ليش ما حضرت الحصه
صالح بقهر:ما كان لي نفس
حسام بسخريه :احلف
صالح:يا ليــل
حسام وهو ينظر للساعه :بيدق الجرس الحين بكره اعلمك
صالح بغضب: لي فتره هنا محنط انتظرك وهالحين تقول بكره ؟..ليه تحسبني بتحملك كل يوم !
حسام ويحب العبث به :  يالله توكل
اغمض عينه بقهر وهو يتوعد له
محمد الذي كان يستمع :هههههههههههههههههههههههه
ههههههههههههه كل واحد اردی من الثاني
التفت له حسام :الشكوی لله
محمد:ما قلت لي شلون دريت بحركة التزوير
حسام :سمعت ابو فرج يقول لراعي المقصف
محمد:وانا احسبك داهيه وحركات
حسام :توني ما بديت عزيزي
-
وفي عصر هذا اليوم البهي
فرت من المنزل وتشعر ان جبال الدنيا استوطنتها
تشعر أن نارا تنغرز في جوفها تحرق الاخضر واليابس
ما كان منها الا ان تذهب الى روح و تتوجهه للغدير حتى ترتاح ولو قليلاً و تزيل غيضها و اشياء اخرى اقتلعت روحها .
_____
صامل ويريد رؤيتها ولا يعلم كيف عاد الى الجدار ومحاولاته البأسه في رؤيتها تورقه كرجل لم يخضع لانثى يوما
جلس على كومة الرمل تلك و جلس منتظرا
__
نطقت بقهر:ابي اروح للجدار
روح:ليه؟
تنهدت:بروح اشهر بالقصيد مو كنتِ تبين كذا؟
وقفت عازمه على الذهاب و لكن بحق الله ماذا يفعل هذا هُنا !!!
باغتها ضحك روح:شكله ينتظر !
اتسعت حدقتها ،و افكار هائله غزت عقلها ..ربما خوف داكن لون قلبها من وجوده اكثر من مره..هى فعلا اصبحت خائفه وبجديه منه !
تسارعت ضربات قلبها رعبًا ما إن ادرك وجودها امامه
-اخيـرا!
توجه إليها :اخير شفتك
كشرت بضيق:نعم ؟!...ضايع شي لك عندي وتبيه !!
ابتسم بسخريه:العكس
احدثت عقده شاهقه بين حاجبيها ..
رفع المنديل...
لم تفهم بعد ..لم تستوعب ..
نطق بعد ان حفظ كل شطر :اللهم ربي خالق الاكيان
لا علم لي ما يحصل الان
اتسعت محاجرها برعب شديد ..و عظامها ذبلت من نطق كلماتها برتابة اوجعتها
أين نص "قصيد الغزل سر لا تبوح لا احد به"..ألم يُسن هذا القانون منذ سنين ؟..كيف لهذا أن يهتك هذا القانون ببساطه!
إلهي ...كيف سمحت لنفسك ان تتواقح و تتجاوز حصوني!
تشعر برغبه عارمه في البكاء إلا انها سحبت المنديل من بين اصابعه بعنف حتى قطعته ..جزء بيدها والاخر لا زال مكبلا بين اصابعه..انسحبت من المكان بخطوات متسارعه دون أن تهتم لجزء الاخرمن المنديل ..لتسير برعب لف عظامها نحو روح الواقف
_____________________
في هذا المساء الناعس السئ
تسللت على اطراف اصابعها
حتى لا تسمع وقع خطاها شقيقتها الغارقه بالنوم
اخذت عباءتها المعلقه خلف الباب و
و خرجت من المنزل
وما ان اغلقة الباب خلفها حتى قرع قلبها شوقا الى ذاك الميعاد تتحرك شبه هروله و كأنها تركض
تكاد تبكي تريد ان تصبح هناك بلحضه
كيف يكون الحب بكل تلك القسوه
كيف يجعلنا نتهاوى و نرتطم مع الريح
انزلت يدها الممسكه اطراف عباتها
وخط دمعها طريق العبور ما ان وصلت .
جلست وهى تنظر للاسفل و تبكي بفضاضه
تبكي وتحكي اللوعه .
حفرت بيدها المُرتعشه كومه من التراب وهى تعلم ما ستجده تحتها
يوم ميلادي ..هو يوم فتح الصندوق الذي حفرناه معًا يا وضاح ..هذه السنه هي السنه التي اتخذنا ميثاق فتحه ..حينها ظننا بأننا سنكون معًا كزوجين عاشقين ..يال سذاجة الظنون و سال سذاجة قلبينا
اخرجت العلبه القديمه بعد أن اندفنت 17 عاما تحت وطئة التراب
مسحة بيدها المرتعشه الصندوق الممتلئ بالتراب
ضيق احتل صدرها
اليوم الخامس عشر من بطن هذا الشهر وهلال السماء اصبح بدرا و الارض اليوم تتزين بتلك الفاتنه .التي تقف كغصن هش تحت شجره معمره وبيدها صندوق حديدي قد أكله الصدى
فتحت الصندوق واصبحت تقلب ذكريات ذاك اليوم
-
"وضاح"
صبِّر يالله دمعي الذي يتقابع بمحاجري و يريد الخروج ..صبِّر قلبي الذي سيُقتلع عندما تحتضن عيني عينيها ..واقف خلف الشجره و ينظر إليها ..يخفق قلبه بشده ..يراها بعد سنوات عديده ..يشاهدها توفي بوعدهم و تخرج الصندوق دونه ..
اغمض عينيه بشده ،صوت خفقان قلبه يطغى على كل صوتٍ محيطٍ
سحبها من معصمها حتى ارتطمت به
شهقت تلك البيضاء بفاجعه و افكارها تحيك مصائب
رفعة راسها ببطء خائفه وجدا
حتى تعلقة عينيها الباكيه بعينيه الغاضبه
واحتضن الفراق اللقاء
واحتضن الحزن شيءٌ من مخلفات الفرح
من يطهرني منك من يقتلع حبك الذي يتكاثر وينشطر عندما اراك بعد كُل ذلك الوقت ؟/.من يجعلني انساك وكأنك شي لم يكن
نطق ببحه وهو يجزم انها هي :جايه مع ابوك!!!
حاولت سحب يديها المأسوره بيديه:ابععددد مالك حق تلمسني
طحن يدها اكثر :تبون تطيحونا تبون لنا الخراب ؟!
قضمة شفتها بألم وهى تشعر أن يدها ستقتلع من مكانها:قلللتت لكك ابعددد
اشتعل قهرا :كيف دخلتي ؟!..اراقب ابوك من جاء ما شفك فيه
سحبت يدها بعنف بعد ان تهشمت بين يديه :ما لك حق تسال ..ما يعنيك شي
امسك رقبتها بعنف حتى تراجعة وارتطمت بالشجره : وخالقك ما راح تاخذون الي تبون !
تلفض انفاسها بصعوبه تحاول فك يديه من قبضته ولكن بلا فائده ...وقعت دمعه يائسه منها ..ارخى يديه بعد ان شعر انه سيقتلها
كحت بألم و هى تبكي كحت حتى خرجت روحها من الالم
أي لقاء هذا ؟!..أي اسم علينا ان نعنونه ؟!
أكان لنا ان نشتعل هكذا ..
أكان لنا ان نحب بعضنا بكل تلك الفضاضه
جثت على الارض وهى تكح بشكل متواصل روحها وصلت الى حلقها و بالكاد عادت قبضته كادت ان تحكم عليها بالهلاك .
وضعت كفها على رقبتها وصدرها يرتفع ثم يهبط
امسكها كالمخبول من اكتافها حتى اوقفها
وما ان وقفت حتى دفعها نحو الشجره حتى يرتطم ظهرها الضعيف بتلك الشجره المعمره
وتحت ظل الشجر و القمر الابيض وبضع نجوم متراقصه تشهد على حبنا المقتول
ينظر إليها و فمه عاجز عن الحراك وهى ايضا نسيت الحديث و احتضنت الصمت فقط نظرات اللوعه بينهما
نظرات الوجع و التساؤلات الحزينه ..
أستباح النظر الي تلك الفاتنه و كأنها ليست بأي امراءه
اخفض بصرهُ عنها وقد شعر بحرقه اسفل لسانه ..يصارع داخله !
بين شوقٍ هتكه نحوها و غضب عارم ..
اردف بضعف :كبرتي
دفعته بأقصها عندما شعرت بالضعف
اندفع بضعف نحو الخلف دون مقاومه فقد كل سبب للثبات ..
اردفت بغضب شنيع من مل شيء :الايام بتذوقك المر زي ما ذقناه يا وضاح
اصطدم جبينه بجذع الشجره ..وهى تتنفس بجانبه بشده
نطق بحرقه  : ليه ..ليه..ليه
اغمضت عينيها بشده ليستند ظهرها على الشجره ذاتها بجانبه ..نامت دمعه على خدها دون أن ترد بشيء يُشفي بحت قلبه

بوح تحت سقفِ القلم حيث تعيش القصص. اكتشف الآن