الفصل التاسع

112 2 1
                                    

حدثتها انهُ يجب ان نخرج ونفعل ما كنا نفتعله قبل شهر !...اصرت روح عليها ان تُقابلها عند الغدير ..يجب ان نسترجع لحظات افعالنا المجنونه ...ايام الثانويه ..اوا تذكرين؟!
منزل ابو وضاح ،بيدها العباءة وخطاها قريبه جداً من الباب "يمه ..بطلع مع روح للغدير بنوسع صدورنا و بنجي "
تنهدت :بحفظ الرحمن يمه
لبست عبائتها و توجهة للغدير...تصارع الفراغ بعقل مشدوه ..هذا اللاشيء هذا الـروتين يقتلعك يا غزل ..يحنط امانيك ويكسرها بشغف .
جالسه و بالقرب منها روح
طال صمتها حتى هذت شوقاً :كيف سلمان ؟
بضحكه :بخير ..وش سوى العشق فيتس يا بنيه أتذكر اول ما تطقين خبر لأحد
تنهدت:طحت... ولا حد سمى علي
غزل وهى تعدل جلستها :قولي لي وش تحسين به لا شفتيه
اتسع مبسمها :لا شفته؟!!!
  (ببتسامه و عيناها تتراقص كنجوم المساء):أنتفض و مدري احس مخي يوقف معد افكر وقلبي يدق يدق ويدق طبووول يا غزل و عيوني بس تطلب شوفته و تضيق عن الدنيا
غزل بحالميه :الله.. ياحظ سلمان 
روح :الله يرزقتس بواحد ياخذ عقلتس و قليبتس
لا رد
تحمست متذكره :ويوم جينا لهنيا نروح للجدار ؟
غزل وهى تطلع طبشور فحم اخذته من بيت الفحم لديهم
اتسع مبسمها بخبث :شوفي !!
روح الي فهمت عليها :بتكتبين ؟
حركة اكتافها بمجازفه :نجرب نشهر بالقصيد
روح بضحكه :ههااااي ....سرينااااا
________
في جهه مقابله
رجل ساخط ،غاضب !..ألا يكفي أني وقعتُ في هذه القريه !..أتريدني أن استكشف معالمها؟
وماذا بعد؟...تباً
بغضب وهو يسير :هالحين جايبني هنا ليه؟
محمد بحماس مفرط للقصه الغريبه التي يسمعها :في قصه سمعتها من اهل الديره و ودي اشوف بعيني !!
حسام :يا قلق ..وش عليك منهم ؟
محمد:ما سمعت مصلح وش يقول عن الجدار
حسام :وانت مصدق !!
محمد وهو يجره :وش بنخسر خلينا نروح نشوف جدار العِشاق
لوى فكه بتقرف :فك يدي ما ابي اجي معك
إلا ان محمد شد من قبضته ليسير الاخر خلفه باستسلام
.
.
قرب الجدار صبيتان يتحدثان بهمس :
"اسمعي يا بنت وقفي قبال المشرق و شوفي اذ احد طل علي قولي لي وانا بكتب كم كلمه وجايتس"
همست بحنق:طيب انا بقراء !!!!
غزل:لا تخافين بقول و ش كتبت الحين مانبي احد يفضحنا يالله !
تنهدت:طيب
اَخرجتْ طبشور الفحم و وقفت عند الجدار
تعلقت عِينيها بالكتابات الكثيره و التي كل يومٍ تختفي و يُولد بعدها كتاباتٌ جديده بالبدايه كان شخص مجهول يكتب كلام يلخمك و يحسسك انك انت المقصود بعد ما اشتهرت السالفه صار اهل الديره كلهم اي عاشق او اي شخص يود تفريغ مابه يكتب بالجدار
ثم يجي اليوم الثاني وينمسح وينكتب كلام جديد
-اقترب موعد لقانا ياهناي والسعد
نظرت لتلك الزاويه
-موجوع بنار العشق وينك خبريني
نزلت عينيها للمنتصف
-وش قلت الاحساس وش قل الشعور...حب من طرف يوجع قسم بالله ظلم وجور
وكأنها تذكرت حالها مع بدر!
تنهدت وعينيها تلتهم المكان من هنا و هناك
كان بقرب الجدار سطل دِهان وقلم صبوره ملقى بجانبه
ناظرت للطبشور الذي لديها وضحكت بسخريه
رمته على الارض الين انكسر
شمرت ذراعها و هي تاخذ الفُرشاه المغرقه بالدهان ودهنت الجدار حتى اختفى كُل شّي منها
الى ان وصلت الي بيت قصيد ارعبها
بيجي من ياخذ الغزاله
من يدينك يا بدر
بيجي حامل جزاله
بيغرقك بنار و قهر
عقدت حواجبها بستغراب و دقات قلبها ما تدري ليش اعلنت الطبول مسحت الكلمات بعنف وهى تٌقنع نفسها انها محضٌ صدفه ليس إلا
انتظرت دقائق حتى نشف و أمسكت قلم الصبوره
الاسود و نسجت خيوط شِعرها بإبرة قلمها على ذاك القماش المدعو ب"جدار"

بوح تحت سقفِ القلم حيث تعيش القصص. اكتشف الآن