Chapter 11

1.3K 146 101
                                    

قراءة ممتعة ❤️❣️✨

**

" الإنسان أحياناً تتغير حياته لمجرد وقوعه بلحظةْ شِدة ، حيثُ تظهر معادن من حوله ..."

همس بشرود و عيناه تجوب سقف الحجرة ، حيث ناظره طبيبه بهدوء ثم قال :
" أكمل .. ؟ "

رمش بخفة ، حياته سيمفونية من الألم و اللاراحة .. شئ معقد لا يفهمه .. :
" لا شئ ، أظهَرُ وحيداً فحسب .."

" كل مرة؟ "

" كل شدة."

"كيف تبدو تلك اللحظة ؟ "

_"لاذعة .. مُرَّة جداً كالقهوة!."

" و بماذا تشعر تلك اللحظات؟ "

" أشعر بعدم قدرتي علي التنفس .. و كأن جبال هذه الأرض فوق قلبي."

لحظات من الصمت ، عامر يدون بها بكراسته ، يتذكر أخر جلسة قبل أسبوع ، أتاه مستاءً لا يريد التحدث لأحد ، و قد علم من ماجد ما حدث .. رغم محاولاته لإخراج كلمة منه كان يصمت دون أن يجد ما يخرج به شعوره ذاك! فتركه ، ممدداً جلسته لما بعد أسبوع .. استرق نظرة من أسفل نظارته الطبية ثم عاد لما يكتبه ، يفكر ، هل هو دائماً هكذا؟ ..ثم نظرة أخرى كانت كفيلة بجعله يفهم ، أن فارس لم يكن يستطيع التحدث بما يرهقه بنفس لحظات إرهاقه ، كان يفضل الجلوس وحده وسط ظلمته ، تحوم حوله ذاكرته ، تعرض عليه تلك المشاهد القاتلة ، حتي يهدأ ، يعود بالتدريج للطبيعة و الهدوء ،حينها قد يخرج بضع كلمات من فمه يختارها عقله بعناية !

" أخبرني يا فارس .. ماذا حدث قبل أسبوع ، كيف شعرت بتلك اللحظات ؟"

" بالموت ."

همس ثم نهض يجلس ببرود مكملاً بإرهاق منهياً النقاش :
" أريد المغادرة ."

ناظره عامر بصمت ، لم يعترض ، كان بالتدريج يفهم ما بداخل هذا الفتي ، تصرفاته أصبح يحفظها ، هو يحكي ما يريد اخراجه و يهرب حين يشتد عليه الخناق.

نهض حين لم يجد رداً من طبيبه ، سار بثقل نحو باب العيادة حتي إستوقفه سؤال الطبيب :
" ما هو يوم مولدك يا فارس؟ "

ضاقت عيناه ، سؤال غير متوقع و غريب ، ما غرضه من السؤال؟

إلتفت يجيبه :
" 24 فبراير من عام 2008 "

فابتسم عامر بلمعة حزن في عينيه ، تاريخ ذكَّرُهُ بحدثٍ غيَّر حياتهم جميعاً .. ما لبث أن قال :
" أنت ولدت يوم موت خالد ."

خالد؟! .. من هذا؟ .. تسائل فارس داخل عقله و هو يستند بظهره علي باب الخروج ، لا يعرف ما سبب توقفه ؟ و كأنه ينتظر أن يكمل طبيبه ... حيث قال بعد لحظات من الصمت بابتسامة :
" أحياناً يجب علينا أن نقف بعد كل شِدة ، وحدنا! .. نُغلق أذاننا عن كل ما سيقال عنا .. نكون أقويان بابتسامة عريضة علي ثغرنا تبين مدى قوتنا ، صلابتنا ! ،ثم .. بنهاية اليوم نعود لسريرنا ، نغرق وسادتنا بدموع الألم .. فارس لا أحد يعلم ما يوجد بقلوبنا الهشة .. فقط يرون خارجنا .."

نيكتوفيليا "مكتملة" حيث تعيش القصص. اكتشف الآن