جلس بارهاق و يده تحتضن الهاتف العام على أذنه ، و هو يسأل الطرف الاخر بتعب :
" هل استيقظ مريض غرفة رقم 221 ؟ "رفع نظرِه خلسة لمكتب السكرتارية و هو يستمع للطرف الاخر الذي قال :
" أجل ، منذ أول أمس ."أبعد الهاتف عنه مكتفيًا بهذه الراحة ، فقرر أن ينهض كي يعطي الهاتف لسكرتارية والده لكنه لم يقدر على النهوض ليعود للجلوس و قد غزاه دوار عنيف أخر فأغمض عينيه بأنفاس تزداد تعبًا ، حتى شعر بيدين تسند كتفيه ففتح عينيه للشخص الذي سأله بقلق :
" أنت بخير ؟ .. ارتح إلى حين إخبار والدك ."أومأ بتعب أكبر و هو يسند ظهره للخلف ممسكًا بمعدته التي بدأت تصدر أصواتًا فتقدمت منه فتاة لتجلس بجانبه ، كان هناك كيسًا مملوءًا بالوجبات لم يمسه حتى الان رافضًا لتناول أي شئ ، حتى عاد هشام و هو يتذكر كلمة سالم بكل برود بينما يتابع اجتماعه :
" إجعله يتناول وجباته ."دون أن يزيد او ينقص ، أو حتى يشعر أنه قلق عليه ، متابعًا إجتماعه كأولوية قصوى!
نظر باستياء لفارس ليجد فتاة تحاول الحديث معه :
" كاميليا ، لقد طلب السيد سالم بأن نجعله يتناول وجباته ."حين سمع فارس ذلك و رغم تعبه و عدم قدرته على النهوض ، تضايق بشدة فها هو مجددًا يفضل عمله عليه لذلك و بشكل عنيف جذب الكيس و دفعه بكل قوته ليتناثر كل شئ على الارض تحت توقف الجميع يحدقون به بصدمة و عدم فهم ، تنفس بغضب ليخرج هاتفه ، بأيدي مرتجفة ضغط على زر الاتصال فأتاه صوته :
" فارس؟ ..."قاطعه ينطق بتعب و بعض الغضب :
" عمي أمجد .. لو كنت موجودًا بالقرب من الشركة تعال لتعيدني .. تعيدني لمنزل جدي ."" هل أنت بالشركة؟ .. ما بك ؟ صوتك يبدو .."
قاطعه مجددًا بعصبية :
" لمرة واحدة أوقفوا استفساراتكم اللعينة!! "أتاه صوته :
" إهدأ فارس .. سأتي لأقلك.."" تعرف؟ أنا لا أريدك كذلك ، سأغادر وحدي !"
أنهى ما قاله يقذف هاتفه ارضًا ليتحطم ، مما جعل الجميع يشهقون بدهشة من غضبه ، لكنه لم يهتم بينما يغادر بمفرده ، فقرر هشام اعتراض طريقه فوقف أمامه قائلاً باعتراض :
" ماذا تظن نفسك فاعلاً ؟ ..."قاطعه فارس بغضب و هو بالكاد يقف :
" دعني وشأني ، أنا حر بما أفعل! "ثم غير طريقه فاعترضه هشام مجددًا و قد شعر بالغضب من عناده ليقول بحدة :
" اسمع لدي خمسة اخوة صغار و أنا من أعتني بهم مع أمي لذا تصرف بتهذيب و الا لن يهمني والدك ، أتفهم؟"ارتعشت يد فارس بغضب ، بينما تقدمت كاميليا تخاطب هشام بقلق :
" هشام أنت أحمق؟ أنه ابن المدير !!"رد و هو يبادله التحديق بضيق :
" لا يهمني حتى لو طردت .. هذا الفتي قليل الادب و عليه .."بتر كلماته يشهق بخضة و هو يبعد رأسه عن مرمى تلك المزهرية التي تحطمت خلفه ، لحظات من الصدمة من الجميع حتى فتح هشام عينيه يحمد الله أنه لم يصب لكنه ما ان نظر لمكان الفتى حتى وجده قد إختفى من أمامه فكشر منزعجًا منه و هو يضرب على وجهه بغضب لتبتسم كاميليا بقلة حيلة :
" إهدأ فالآن علينا اللحاق به و إيجاده."
أنت تقرأ
نيكتوفيليا "مكتملة"
Fantasy"تعلَّم كيف تكون وحدك ، لأن يومًا ما ستجد نفسك وحيدًا ." كلمات قالها لي متسول مجنون يسير في الشارع مقهقاً ، قبل سنتين من وجودي بهذا المنزل الكبير الذي يخص عائلتي و عائلة والدي ، بعدما تركني والداي و قد سافرا سوياً لإحدى دول انجلترا تاركين إياي وحيد...