اشتدت الرياح قوة ، و زادت قطرات المطر حتى صار يسمع ضربات زخراتها على النوافذ المغلقة .. تلك اللحظة عيناه لمست بتعبها الغيوم ، يفكر .. حتى نظر لكفه المغلق الذي يسنده بيده الأخرى .. ثم بدأت ابتسامته تزداد كلما رأى جزء من تلك الكرة الدائرية التي تشبه المجرات بلونها الزاهيّ اللطيف !وضع يده ليبعثر بها خصلاته الأجنبية ، فرفع الاخر عينيه رغم تعبه و الاكبر ينطق :
" هل هي ..."" أجل انها منه ."
رد فورًا و عيناه تعود لتحتضن تلك الكرة فتبسم أخاه الاكبر ليفاجأ بأخاه رخي جسده فاقترب منه بقلق :
" أنت بخير يا صغيري؟ "فلتت ضحكة قصيرة منه و هو يهمس و يداه تمسك بيد أخيه بينما عينه تحدق بأخيه :
" أنا بخير ، لكني أحتاج لعناقًا ، إقترب مني يا أخي .."تبسم ساهر و ساعده بالجلوس ليدفنه بين ذراعيه فتمسك به نادر بتعب قائلاً بخفوت :
" لقد كنت خائف .. شعرت .. شعرت بأنها نهايتي .. لكن طوال فترة نومي كنت أراهما لكني لم .. لم أستطع .."بتر عبارته يتنفس باضطراب فأعاده ساهر ليرتاح و هو يقول بابتسامة :
" أنا أحسدك الان لأنك لازلت تراهما و لو بأحلامك .. نادر أبي و أمي لم يتركانا ، أعتقد ربما كلاهما يرى ما يحدث الان .. هما معنا رغم كل شئ ، فالانسان لا يموت ان كان ذكراه لازالت بقلوب أحباءه. "مسح نادر دموعه و تنفس بقوة ليبتسم :
" أعلم يا أخي .. دائمًا أشعر بهما حولي .."قاطعه الاكبر مازحًا و هو يقترب منه بقامته :
" هل أصبح يعمل الاشباح عندك براتب أم بدونه؟ ."بادله نادر السخرية :
" غير لطيف يا أحمق .."
ثم تنهد و اختفت ابتسامته يهمس :
" ماذا شعرت حينما كدت .. تخسرني؟ "سمع تنهيدة شقيقه الذي رفع يده ليضعها على شعر أخيه قائلاً بابتسامة تزين شفتيه بحزن و دفء :
" كدت أموت حين سمعت انك من أصبت بالحادث ."لاحت على شفتيه ابتسامة هادئة ، حتى قال ساهر بعد تنهيدة أخرى متعبة :
" لكن لا تعلم ماذا حدث لفارس بغيابك ."جفل نادر و هو يحدق بشقيقه بخوف لينظر له ساهر يعيده للسرير و الاخر يسأله بقلق:
" ماذا حدث لفارس؟ "" لقد انهار بسبب دخولك الغيبوبة ، و كان يُحمل نفسه مسؤولية ما حدث لك .. مما جعل عامر يطلب من والديه أن يمنعاه من رؤيتك و أنت بالغيبوبة ، لقد كان هنا منذ عدة أيام .."
" و هل هو بخير ؟ .."
تنهد:
" لا أعلم ."عقد جبينه بانزعاج :
" كيف لا تعلم حاله؟ ألست مقيمًا بالفيلا معهم؟ "نظر له ساهر للحظة دون النطق و كأنه يفكر بردة فعل أخيه إن قال ما حدث لكنه فتح فمه بالنهاية ليقول ما صدم الاصغر :
" لقد عاد عم سالم بأسرته لمنزله القديم بالحي المجاور للمدينة ."
أنت تقرأ
نيكتوفيليا "مكتملة"
Fantasy"تعلَّم كيف تكون وحدك ، لأن يومًا ما ستجد نفسك وحيدًا ." كلمات قالها لي متسول مجنون يسير في الشارع مقهقاً ، قبل سنتين من وجودي بهذا المنزل الكبير الذي يخص عائلتي و عائلة والدي ، بعدما تركني والداي و قد سافرا سوياً لإحدى دول انجلترا تاركين إياي وحيد...