" دائماً ما كان يقبع داخلي ذلك الشعور المبهم ، حيث يغمرني فيضان من البكاء دون معرفتي للسبب .. أنا حيث متاهتي ، دون وجهة محددة .. في طريق طويل لا نهاية واضحة له ، ملئ بالتصدعات ، أتعثر لكني أنهض مجدداً أمسح دموعي .. أكتم ألمي و أداوي جروحي بنفسي ، فلم يسعني الوقت لأتفاهم مع الألم ."ناولته الدفتر فأخذه مني تعبر عينيه على كل حرف منه! .. أظَنَّ أني أستطيع التحدث؟ .. لقد كان يكذب على نفسه .. يمكنني كتابة ما أشعر لكني لا أستطيع التحدث به أبداً! .. و هو كان هادئاً صبوراً معي ، يستمع لي حتى أنتهي ثم يبتسم يربت علي رأسي و كأنه يقول لطفل بالرابعة ' ستكون بخير ' .. لكني لم أكن كذلك ، لست بخير بتاتاً !!
أنهى قراءته ثم نظر لي بصمت ، ناولني الدفتر من ثم أبعد نظارته بيد و اليد الأخري لامس بين عينيه بارهاق فهمست :
" تبدو متعبًا.."أعاد نظارته و ابتسم قائلاً :
" أصبحت طبيبي الآن ؟ .. هه أنا بالفعل متعب فلم أسترح طوال النهار! ."لو أنا؟ كنت سأكون ضجراً بالطبع لكن ابتسامته لم يشوبها أي نوع من الاستياء ، و يبدو أنه يحب عمله .. ناظرته بهدوء ثم نطقت :
" دكتور عامر ؟.."همهم محثًا إياي علي التكملة و هو يدون بدفتره ، فأكملت بخفوت :
" هل لابد من هذه الجلسات؟ .. "رفع عينيه نحوي بصمت و كأنه يفكر بسؤالي ، حتى وجدته يتنهد و يضع الدفتر جانباً و يولي إهتمامه لي ، ابتسم بخفة قائلاً :
" تعرف ما هو شعور الطائر الذي يُسجن بالقفص؟ .."ناظرته بعدم فهم ، فتنفس بعمق و هو يمسك يدي محكماً علي أحد أصابعي ليقول :
" حاول سحب يدك ."حاولت لكني لم أستطيع فشعرت بالانزعاج فهززت رأسي بالنفي ليبتسم ثم ترك يدي ليسأل :
" ما شعورك الآن؟ "فركت يدي ثم أجبته بخفوت مستغرباً ما فعله:
" تحررت .."" Bingoo..."
نظرت إليه بغرابة أكبر ليكمل بابتسامة مفسراً :
" الحرية! .. هو أنسب معنى لذلك ، كذلك العصفور المسجون يكون مقيداً حتي يتحرر من القفص فيشعر بالحرية ..."" لكن ما غرض ذاك من سؤالي؟ ."
قاطعته بضجر ، لا أفهم ما يريده فابتسم و مسح علي شعري :
" لأنك كالعصفور المسجون تماماً ، مسجون داخل شعورك .. و لذلك تريد من يساعدك للتخلص من ذلك الشعور كي تجد حريتك و حرية أفكارك ."رمشت ثم نظرت لأسفل حيث يدي ، شعور ؟ .. هه! أنا دائماً ما كنت مسجون داخل نفسي .. لكن ذلك لا يعني أن أحتاج للمساعدة .. فدائماً ما كنت بمفردي !
كنت وحيداً وسط عائلتي ! و .. وسط العالم.حين لم أنطق ربت على شعرى و نهض يلملم أغراضه يخاطبني :
" هيا لأوصلك للمنزل ، فماجد غادر لعمل مهم ."
أنت تقرأ
نيكتوفيليا "مكتملة"
Fantasy"تعلَّم كيف تكون وحدك ، لأن يومًا ما ستجد نفسك وحيدًا ." كلمات قالها لي متسول مجنون يسير في الشارع مقهقاً ، قبل سنتين من وجودي بهذا المنزل الكبير الذي يخص عائلتي و عائلة والدي ، بعدما تركني والداي و قد سافرا سوياً لإحدى دول انجلترا تاركين إياي وحيد...