Chapter 16

1.1K 149 93
                                    


لربما كنت مليئًا بالخدوش!! .. جروح ربما ، ربما دامية بعضها لكني لم أكن لأنزف!!.. كانت روحي على الحافة حيث يغمرني هواءًا مملوءًا بالألم ، حيث روحي الممزقة! .. لكني لم أسقط!

بتُّ أسير بغير هدى .. في طريق مجهول ! .. انا حيث فراغ روحي المبعثرة!

توقفت أرفع نظراتي على إحدى المحلات المفتوحة التي تخص بيع الملابس .. حيث تلك الاسرة ، أب و أم و .. طفل .. كان يجذب طرف بدلة والده في محاولة لجذب انتباهه لكن الاكبر لم يفعل بينما يتحدث بالهاتف لشخصٍ ما ، رأيت الدموع تتجمع بعيني الصغير لكن والده دفع بيده و أسكته بحدة كنت أراها بملامحه من خلف الزجاج !! .. حقيقةً أني لم أكن أعاني وحدي في هذه الدنيا ، هناك أخرون لكن الحياة لا تعطي أحد فرصة ليظهر مشاعره!!

تابعت سيري دون وجهة محددة حتى توقفت خطواتي حين أنهكت من السير ، لأجد نفسي أمام حديقة عامة! .. أخذت أحدق فيها و بكثرة الاشخاص من حولي حتى وجدت مَن دفعني من الخلف و هو يدخل دون أن يهتم بأمري ، أصابتني رعشة قلق فاحتضنت نفسي و أنا أتراجع بتوتر ، لا أرغب أن يلمسني شخص أخر أو يحدث مشكلة ... هذه تعتبر أول مرة أخرج من المنزل دون غرض الذهاب للمدرسة ، أسير دون وجهة محددة !! وحدي!!

غلبتني الشجاعة و قررت التجول و رؤية الناس ، كان هناك أطفالاً ربما أكثرهم ، رأيت كذلك أسرة تجلس معًا و طفلة تجذب يد والدها و تطلب منه أن يشتري لها غزل البنات الذي مع الرجل الذي يجلس خلف عربة صغيرة يبيعه .. رأيته استجاب لطلبها ليتنهد فتى أشقر بيأس و هو يسخر ، حدقت فيه .. لو يعلم أني الان أتمنى نفسي مكانه بهذه اللحظة لما سخر من حركة أخته مع والده !

كانت أول قطرات المطر قد شعرت بها علي خدي ; فنظرت للسماء الغائمة ، كانت غيوم رمادية تحتل مساحة الشمس ثم بدأت تتقاطر مياهها ! .. بدأ الناس يخرجون و يحتمون تحت ظل أي شجرة و أخرون يغادرون المكان لكني ظللت كما أنا ، داخلي فراغ رهيب يحتله بقعة سوداء قاتمة لم يستطع المطر أن يزيلها و يغسل ما بقلبي !! .. بل شعرت أني أود الانهيار الان ! قلبي يخبرني حان الوقت لأن تدع نفسك لشعورك لكني لم أفعل ، لماذا ؟! .. لأني لا أملك رفاهية الانهيار! .. أنا لا أملكها و ليس لدي الشجاعة لأنهار أمام نفسي!! فكيف أمام الاخرين؟!!

رأيت ذلك الفتي ، كان والده يضع عليه جاكته ليحميه بينما توجه ليحمل طفلته و يخبئها أسفل مظلته ، لم تكن الأم معهم...

" تعال يا سامي ، سنرحل .."

أبعدت نظري عنهم سريعًا حين مروا من جانبي ، كانوا مستعجلين بسبب المطر الذي زاد هطوله! .. رسمت ابتسامة ساخرة على محياي و أنا أحدق بالأرض .. خلال دقائق كان المتنزه كاملاً فارغاً ، لا أحد فيه غيري ، إلتفت أسير وحدي ، تغمرني الامطار مغرقة إياي ، كانت أفكاري مبعثرة ! لا تجد من يرويها!!
.

.

" لقد تأخر!! "

نطقت أميمة بقلق شديد و هي تسير ذهابًا و إيابًا أمامهم ، تنظر لساعة هاتفها و تزداد في قلقها ، تنهدت مريم ثم أمالت نحو الجدة لتهمس :
" أمي ، إجعليها تهدأ .. لقد خرج لؤي للبحث عنه بالفعل! "

نيكتوفيليا "مكتملة" حيث تعيش القصص. اكتشف الآن