A Cup Of Coffee;
"أعتذر لقد كُنتُ جَشعاً فلم أكتفِ بمُجرد ثمانٍ لَطالما رغبتُ بالمزيد"
في أعماق تلك النفاية محاطاً بشتى أنواع القذارة في هذا العالم الأدنى يضطجع ذو القامة الطويلة بهدوءٍ يَلتحف بأطرافه الاقحوانيه إلى أن توقظه ضوضاء المراهقين السُكارى في مَطلع ضوء اليوم كما جرت عليه العادة .
لقد اعتاد غريبنا المألوف على أن يلجئ إلى تلك الأزقة يوم يباغته الأرق ليسترجع ذكراه الأولى وكأنها تجري في ذات اللحظة أمام ناظريه
يستلذ بكل ثانية منها، يعيشها بكل شعور يغمرها وكأنها المرة الأولى له كما قد عهدها .
سحب هواءً يُنعش رئتيه وهمَّ بثقلٍ يجتاح منكبيه يسير بين الطرقات و بالرغم من أنه لم ينتشِ إلا أن جسده كان يترنح _فقد كانت ذكريات الماضي كفيلةً لتجعله ثملاً_
ظل يسير يتحسس الصمت يراقب قلة الأجساد المستيقظة في هذه الساعة المبكرة
قادته قدماه المتعثرة إلى مكانٍ يألفهُ مكانٌ قد اعتادت قدماه على التردد إليه سواء أحبذ مالكها ذلك أم أبى . _وفي الحقيقة ليس وكأنه يمانع ذلك_ كانت تسير بلا وعيٍ تلهفاً لبلوغ ذلك المقهى
دفع الباب بيده وانسل من خلاله لينتصف المقهى ببنيته وراحت عيناه بتفحص تبحث عن ما يدفعه للتلهف لمكان يبعد أميالاً عن منزله
ففي الحقيقة ليست القهوة الشيء الذي يستهويه بل مطاردة ذلك الباريستا بحدقتيه المتوهجه ما يجلعه يقصد هذا المكان المُزعج
وما إن حَطت عيناه على هيئته وإذ بملامحه تركد وتتلاشى تجاعيد جبينه جَرّاء رفع حاجبيه
كان وجهه بمثابة مُخدر أَدمن عليه، كل تقاسيمه وتعابيره كانت مثيرة للإهتمام في نظر فتانا
يستمتع بمطاردة تحركاته ويجعل من كل تعبيرٍ يُبديه لغزاً يستلذ بحله
واحدة ..اثنتان ..ثلاث ..أربع ..خمس ..ست
..سبع ..ثمان .في كل مرة كان يقصد هذا المكان يردد تلك الأرقام مع كل خطوة يخطوها الباريستا نحو طاولته_رقم ثلاثة_ حاملاً بيده طلبه المعتاد_كوب قهوةٍ سوداء_
'ثمانِ خطوات' كان يقطع في كل يومٍ مسافة لم يحسبها قط من أجل تلك الثمانِ يحصيها بتمعن وصبابة
تدحرجت تلك الكلمات من جوف حنجرته كترنيمة قد حفظها عن ظهر قلب_بإبتسامة عريضة ترتسم بين وجنتيه المُحمرة كان قد حفظ كل إنشٍ منها_ "صباح الخير، ها هو ذا طلبك سيدي، أرجو أن تستمتع بقهوتك"
وما إن انتهى من القاء تعويذته السحرية انسحب عائداً من حيث أتى
لقد كان كما اعتاد عليه كل شيءٍ في مكانه المخصص لكن شيء غريب قد تغير شيءٌ قد فاته إِدراكُه وهذا سبب كافٍ لجعله ينزعج
هو حتماً يشعر به في داخله يعلم بأن هنالك تغيير لكنه عاجز عن تحديد ماهيته ..
لم يرتشف من كوب القهوة ذاك حتى؛ فقد اكتفى بالتحديق بها في آنٍ وفي الباريستا في آن آخر.
تتنقل عيناه الناعسة المُدعجة من تقاسيم ذلك الباريستا إلى انعكاس نصف وجهه في كوب القهوة
مشابكاً يداه على الطاولة أمامه ونظراته الحارقة تتبع ما يهوى تأمله بلوعة تتنقل بين الطاولات والكؤوس متفادية سائر الأجساد في هذا المكان البغيض مركزاً بكل ما بُث فيه من أحاسيس على جسده النحيل
يقرأ تعابيره وكأنها إحدى ألغاز الجرائد تلك يحاول صف الكلمات في باطن عقله متسائلاً عن سبب تحولات نظراته الفاتنة .
في حين يرتفع إحدى حاحبيه بمظهر مثير وفي لحظة تعلو شفته الكرزية بابتسامة جانبية جذابة
بتمعنٍ تَجري نَظراته مُحاوِلةً أن تُواكِب خطواته المُتّزنة تَعلو نظراته لتتفحّص وجهه
ثم تَدنو لحِفظ تفاصيل المِئزر الذي يُعانق خاصرته يُشيح أنظاره لبرهةٍ نحو قهوته كي لا يبدو وقحاً .
مرت بِضعُ دقائقَ وهو على حاله ذاتهاكانت هذه المرة الأولى التي يشيح فيها ناظريه عن الباريستا لإلقاء نظرة على شيءٍ عَدا القهوة أمامه
راقب عقارب ساعة يده تتحرك مُشيرةً إلى الثامنة صباحاً؛ انتفض ساحباً معطفه عن ظهر الكرسي واختفى ظله الساحر خلف باب المقهى المُتأرجح
لم يغب ترداد تلك الرنات إثر خروجه عن مسامع الباريستا ليلتفت بدوره باحثاً في أثره لكنه وكما العادة أخطأ التوقيت .
-أتمنى تعطوا الروايه الحب اللي تستحقه +أعتذر عن الأخطاء♡.
YOU ARE READING
EASTER: Cross Roads | آستِر: مفترق الطرق
Fanfiction-مُسهباً بسَوادِي أَنا؛ كُنت أنتَ بُقعةَ الضُوءِ الوَحيْدة فِي مُحيطيَ الفَارِغ -الروايه عن فيهوب وما فيها اي كوبل ثانوي -⚠️الروايه دىمويه وفيها عىْف كثير فما انصح اللي ما يتحملوا ذي الاشياء يقرأوها