11

117 11 10
                                    

First Date for the Second Time;

"و لِنبْنِي لَنا عُشًّا فِي ذَاتِ الحَقل، مِن جُذورِنَا فَل نَكُن نَحنُ مَنشأً لَه حَتى لا يُغَادِرنْا أَبَدا"

"بعد غيابٍ طالت مدته شهران عاد النحّات للظهور من جديد مع جريمة أخرى تتميز عن سابقاتها" صدح صوت التلفاز في أرجاء الغرفة ليشد إنتباه رسامنا ذاك اللقب الذي أشاره الإعلام عليه

[كان الإعلام قد أطلق لقب النحّات على رسامنا لما تُبين لهم لوحاته من تجسيد فريد لبقايا الضحايا]

"كانت الضحية البالغ من العمر 25 عامًا (جاك) عاملاً في شركة والده السيد (راينر وولز) ..."

كل كلمة نطقت بها تلك الإعلامية زادت من حنق قمحيَّنا؛ كيف لهم بأن يُوسِموا لوحاته بألقابٍ بذيئةٍ كحالهم !

جريمة؟ كل ما قد قام بفعله ما هو إلا تطهير لقبح مجتمعهم، ضحية؟ أليس الضحية شخص بريء! فكيف لهذا اللعين بأن يكون ضحية

لقد طهره من قبحه و من خطاياه، لقد جعل منه لوحةً تُعلّق خلف أولئك الإعلاميون الحمقى ..

أغلق التلفاز ثم ألقة جهاز التحكم جانبًا
خارجًا من منزله متجهًا إلى آسْتِر...

ما إن وصل إلى وجهته ركن سيارته على الطرف المقابل للمقهى ثم ترجل منها و عبر الطريق إلى آستْر

قُرِعَ جرس الباب عند دفعه له للدخول ليلتفت ذاك المُنهك بتنظيف الطاولات ناحية الباب

و ما إن أدركت عيناه الوافد طُرحت إبتسامةٌ تحمل بعضًا من الراحة في كيانها

توقف الباريستا عمّا كان يفعله و توجه للقمحيّ، جذب معطفه الجلديّ بقبضتي يديه و مال بجسده على أطراف أصابع قدميه يمقدارٍ ضئيل طابعًا قبلةً على شفاه الآخر كنوعٍ من الترحيب به

تسللت إبتسامةٌ تكاد لا تُلحظ على شفاه القمحيّ فمنذ اللحظة التي وقعت عيناه بها على الباريستا كان يجول بداخله ذاك الشعور بالراحة الذي يدفعه للابتسام لكنه دائمًا ما كان يكبح إلا أنه في الآونة الأخيرة لا يمانع إظهاره علنًا و لو قليلًا فقط ..

ما زالت قبضتا هوسوك تعتصر بضيقٍ معطف تيهيونق حتى هذه اللحظة "أعلم بأن الوقت قد اجتاز ما اتفقنا عليه ..أعتذر"

وضع ذو البشرة القمحيّة يده خلف رقبة هوسوك جاذبًا إياه بقبلة عذبة دامت ثوانٍ بسيطة ثم فصلها مردفًا بصوته المبحوح "أكمل عملك سأنتظرك هنا" كان ذلك بمثابة مواساة للباريستا عن شعوره بالذنب ..

"إلى أين سنذهب؟" فضول الفتى ينهشه فهذه المرة الخامسة التي يسأل فيها عن وجهتهما دون الحصول على جوابٍ مناسب من الآخر

أجاب تيهيونق أثناء وضعه لبعض الكؤوس على الرفوف "فل تنهي عملك أولاً حينها سأخبرك"

EASTER: Cross Roads | آستِر: مفترق الطرقWhere stories live. Discover now