EASTER: Cross Roads | آستِر: مفترق الطرق

04

Ugliness and art;

تبعه إلى زقاق مهجور حيث لا يمكن لروحٍ أن تتواجد فيه؛
صاحب العضلات المفتولة أحس بظل من كان يتبعه
حاصره القلق فزاد من وتيرة خطواته كهرٍ يمشي على عجل لكن ما من مفرٍ له فرسامنا كان قد اختار لوحته

ما كان ليستهدفه من خلف ظهره انتظر بصبرٍ يتبعه إلى أن وصلا إلى نهاية مسدودة؛ إلتف الموشم ببطئ وما إن فعل وإذ بالقمحي يدفعه ناحية الحائط

وبيديه ذات الأصابع الطويلة أحاط رقبة الآخر،
همس بأذنه "ألم أخبرك بأني لم أنتهِ منك؟"

استغرق منه وقتًا طويلا لإفقاد الموشم وعيه
نهض من أعلاه واضعًا حقيبة ظهره جانبًا.

ثم من حقيبته أخرج هاتفه وسماعة وعلى ذات الأنغام بدأت تتراقص أنامله في الفراغ

اقترب قليلاً من الموشم وبصوت اشبه بالحسيس نطق "لا عليك فقبحك على وشك أن يصبح لوحة"
تمتم بكلماته متناولاً الأدوات من الحقيبة
وشرع بأداء موهبته

شق شفاهه ليسحب لسانه خارج فمه مثبّتًا إياه بمساميرٍ تخترقه ليتدلى من شفتاه المغمورة بالأحمر ثم انتقل إلى رأسه مزيلاً قمته لينتزع دماغه من مكانه وفرّغ تجويف رأسه جيدًا..

استعمل جزءً من دماغه ليسد الأذنين ثم انتقل إلى الجزء السفلي من جسده ليخصيه

اقتلع عيناه من مكانها ثم لوّن جسده إلى رقبته باللون البنفسجي وألسق ذراعاه أعلى صدره بشكل متقاطع.

وضع لمسته الأخيرة بإضافة زهور الزنبق في تجويف رأسه..

نقله إلى أحد الأحياء الفقيرة ومن أعلى مقهى لافتة اسمه قد بهتت، عقد حبلاً _يلتف بجسده_ على طرفٍ من سطح المقهى وألقى بجسده من الطرف الآخر ليتدلى بجانب اللافتة

ثم إلى شقته عاد...

نفض جسده على الأريكة بعد أن اغتسل
تحيطه أفكاره الصاخبة حول ذلك الفتى

لقد مر يومان، لم يزر المقهى منذ شجاره أراد وبكل رغبة فيه أن يذهب الآن لكن الوقت قد تأخر ولا يعلم إن كان لازال متواجدًا

دقيقة، دقيقتان على أي حال هو نهض مرتديًا معطفه متجهًا لرؤيته

كان المقهى مغلقًا ليس وكأنه لم يفكر في ذلك كل ما في الأمر أنه كان على عجلةٍ ليرى الباريستا

لثوانٍ تأمل لافتة الباب وإذ بالمقبض يُفتح
كان ذلك الباريستا _رمقه بنظرة ثم اشاح وجهه_

"سهرت أعمل لوقت متأخر لذلك خطر ببالي أن آتي لاحتساء القهوة" لم يفكر لمَ قام باختلاق عذرٍ أو إن كان بحاجةٍ للتبرير هو فقط لم يفكر أثناء تأمله كونيّتا الآخر.

أومأ الباريستا برأسه ثم عاد إلى الداخل مفسحًا الطريق ليتبعه القمحي.

جلس القمحي على طاولته منتظرًا قدوم الباريستا بطلبه
وها هو كما المعتاد يحمل كوب القهوة المرّة،
قدّم الطلب وعاد أدراجه.

في تلك الثوانِ القليلة جُلّ ما قام به القمحي تأمُلَ كل تفصيلةٍ في كل حركةٍ قام بها الباريستا.

"لَم يَكُن لِلسانِه القُوةَ عَلى الكَلام فاحتَرقَت عَيناهُ بِكُل حَرفٍ أَبى أَن يَنبِس بِه.

بهدوءٍ يَسود أَركان المَكان تَتصارعُ نَظراتِهما بِين غُموض نُفور واستِنكار بَين لَهفةٍ و رَغبةٍ وإِعجَاب .

أَمّا كُوب القَهوة كَحاله ظَلَّ بائسًا يَشغلُ مَكانهُ المُعتَاد عَلى الطّاوِلة دُون أَن يَلمسهُ أَحد أو يُلقِ لوجوده بالًا"

- تجاهلوا الاخطاء🙏🏼