22

82 7 15
                                    

Last winter;




"أَرَدْتُ الوُصُولَ إِليْكَ بِشدَّة لَكنَّ كُلَّ السُّبُل حَالَت دُونَ ذَلك"

لم تتقاطع طرقهم لبضعة أسابيع بدت أعوامًا طوال في نظر كليهما.

كان ذو القامة الطويلة يقف أمام المقهى لقد اعتاد على فعل ذلك بعد مرور بعض من الوقت على انفصاله عن الباريستا... انفصال؟ هل ما حدث يعد انفصالًا؟

هو ما زال يعيد إحياء ذكريات تلك اللحظة. لمَ لا يستطيع تذكر آخر ما قاله الفتى له؟ ذلك حقًا يدفعه حد الجنون.

البرد قارس مقارنة بقرب انتهاء فصل الشتاء. هل حقًا الطقس هو الملام على هذه العواصف أم أن مصدرها هو حطام قلب القمحي؟

لم يطل انتظاره هذه المرة فقد حضر الفتى. وجهه شاحب وجسده يرتعش من شدة البرد يطوق جسده بكلتا ذراعيه. هل ذلك لحماية نفسه من البرد أم من تبعثر كيانه؟

هو لم ينظر ناحية القمحي حتى فقد توجه ناحية الباب يفتح القفل دافعًا جسده في قلب الغرفة. تبعه تيهيونق من خلفه

"هل ستستمر بتجاهلي؟" قطع سير خطواته صوت القمحي

لم يخرج ردٌّ من هوسوك هو فقط اكتفى بالوقوف هناك بلا حراك. "ألن تسمع ما لدي؟" عاد صوت القمحي يصدح في الأرجاء مرسلًا قشعريرة في جسد الفتى

لم يستطع كبح دموعه عن الإنهمار فها هو ذا يجهش بحرقة وبلا توقف. لم يشعر بخطوات تيهيونق إلى أن لامست أنامل القمحي كتفيه فانتفض جسده على إثرها

أعاد تيهيونق فعلته لكنه أدار جسد هوسوك لقابل وجهه هذه المرة. ارتفعت يمناه تطوق خد الباكي أمامه يزيح بطرف ابهامه أثار دموعه

"جل ما أريده الآن هو أن تستمع إليّ لا أكثر" قال مميلا رأسه لتتقابل عيناه مع الآخر

شيء ما داخل هوسوك منعه عن الحركة شيء ما قد بغضه أطبق فمه وسلب منه كلماته.

ارتحلت يده من وجنة هوسوك ليعيدها إلى منكبه، يمسد التوتر والامتعاض القابع هناك.

"أعلم بأن ما قد قمت به يعد جرمًا من وجهة نظرك"
كلماته أججت الغضب في داخل الفتى فاستجمع قواه مبتعدًا من قبضته

"وهل بنظرك ما فعلته ليس جرمًا؟" تهتز نبرة صوته أثناء حديثه ويزداد هدير عيناه.

"لقد قمت بقتل أشخاص أبرياء" توقف كي يأخذ نفسًا يحمله على الاستمرار

"لقد سلبت حياة من أشخاص لا ذنب لهم، ألا ترى بأن ذلك جريمة؟" يحتد صوته مع كل كلمة ينطق بها

"أشعر بالاشمئزاز لوقوفي في ذات المكان معك"
كانت تلك هي المرة الأولى التي يتحطم بها قلب القمحي في ذاك اليوم تلك الكلمات كانت أشد قسوة من الطقس بل أشد قسوة من بكاء الفتى

بدأت ضحكات هوسوك الهستيرية تعلو في تلك اللحظة
"لا أصدق بأنني لم أبصر حقيقتك طيلة هذا الوقت"

توقف يأخذ نفسًا ثم عاد ذاك الإنكسار يكسو عيناه ليس وكأنه قد غادرهما قط

"أكره نفسي لوقوعي بحبك" ثم من جديد أمطرت عينيه بما تحمله

لم يستطع القمحي كبح نفسه عن الإقتراب من الآخر
حملته قدماه دون وعيٍ لتصبح على بعد بضع انشاتٍ من جسد الآخر

بحركة لا إرادية رفع يمنيه يمسح دموع هوسوك وبيسراه طوق مؤخرة رأسه

"اسمح لي بأن أخبرك الحقيقة كاملة" همس بصوته الأجش

أدرك هوسوك قربه من الآخر فابتعد من متناول يدي تيهيونق على الفور

"لا أريد سماع أكاذيبك بعد الآن"
"لا أريد رؤيتك أيضا" نبس يزيح آثار دموعه عن خديه

كان غضب تيهيونق يشتاط مع كل مرة رفض الفتى لمساته أو حاول الإبتعاد عنه

وفي هذه اللحظة قد أدرك حده
تعابير وجهه تغيرت لأخرى تحمل شرار الغيض في طياتها

كيف له أن يحمل الكره له وهو الذي كان يشتعل بحبه قبل بضعة أيام فقط!!

تقدم مرة أخرى ناحية هوسوك. في هذن المرة طوق بعنفٍ ذراعي الفتى وهسهس من بين شفتيه "لن أتركك قبل أن تستمع لما لدي"

حاول هوسوك التملص من قبضته لكن كان ذلك بلا جدوى "ماذا ستفعل الآن؟" عيناه لا تفارق حدقتا الآخر

نبرته التهكمية تعلو حدتها مع كل كلمة نطق بها "هل ستفعل بي ما قمت بفعله لأولئك الضحايا من قبل؟" لأول مرة (بعد أن عرف الحقيقة) لم يساوره الخوف بحضور القمحي شيء ما بعث السكينة في قلبه

ما كان سبب استرخائه هذا؟ هل هو حقًا يتوق للنهاية لهذا الحد؟ أم أنه ما زال هناك جزء ضئيل في ثناياه يثق بالآخر؟ ضئيل جدًا كما الجزء الذي ما زال يحمل ذرات من الحب له؟ أم أن تلك ليست الحقيقة؟

أرخى دفاعاته ففي باله هو لم يعد يحتاج للمقاومة بعد الآن. ربما الاستسلام هو ما سيريح قلبه من الآن وصاعدًا

"ومِنكَ المَولِد وإِلَيكَ الهَلاك وأَنتَ المَفرُّ وفِيكَ المَلَاذ"











– هاد البارت كان من المفترض انه يكون طويل بس حسيت انه طولت عليكم لذلك قررت احدث باللي كتبته للان +احب احمسكم او اعذبكم المهم خبروني توقعاتكم لانه احتمال اغير خططي للنهاية🙄

EASTER: Cross Roads | آستِر: مفترق الطرقWhere stories live. Discover now