15

81 10 16
                                    

Stories of the Past

راقب بعيناه رحيل سيارة القمحي ليَهمَّ داخلًا المقهى ما إن توارت عن أنظاره

تقدم ناحية العجوز و ابتسامة معتادة تعلو وجهه
بيمناه أمسك مسند المقعد يبعده بعض الشيء ليتسنى له الجلوس

بطرف جذعه مال قليلًا ناحية الطاولة امامه مشابكًا يديه أعلاها "أترغب بأن أحضِّر لك شيء ما؟" متفحصًا وجه من يقابله قال بهدوء يخشى أن يكون صوته مؤلمًا على مسامع العجوز

"لا" رفض العجوز على الفور مريحًا جسده في أحضان المقعد

سحب حفنة من الهواء بداخله وبانزعاجٍ طردها
ثم إنحنى بجسده للأمام قليلًا "أتيت للاطمئنان عليك فحسب" يحاول الهروب بعيناه ذات الزوايا المجعدة

هوسوك مازال عاجزًا عن سبب قلق العجوز عليه واهتمامه لأمره يكرر في باله بأنه لعل السبب في ذلك هو اعتقاد العجوز بوجود شبهٍ بينه و بين ابنه المتوفى

لكن ذلك ليس بمنطقيٍ حتى بالنسبة له، فهما لا يعرفان الكثير عن بعضهما الآخر

يكمل هوسوك صمته كما السابق و يكتفي بالنظر إلى ملامح العجوز المرهقة

"لا أريد أن أبدو كمتطفل لكني أهتم لأمرك حقًا"
بدى سماع ذلك غريبًا و مفزعًا في ذات الوقت بالنسبة إلى هوسوك ليس وكأنه يعتقد بأن العجوز شخص سيء لكن هذا الموقف لا يبث في نفسه الراحة البتة

يحاول تدارك ما أحدثه تتعثر كلمات العجوز "أرى فيك ابني لذا لا أستطيع كبح قلقي عليك"

ليس وكأن في ذلك بعض من الكذب بل مجرد جزء واحد من الحقيقة وحسب

لكن نفس هوسوك لا تكتفي بذلك هو يجد عدم الراحة في حديثه وتواجده مع هذا الرجل

ينفض القلق القابع في جوفه متحمحمًا "أستطيع أن أحدّثك عنه"

صمت جال قليلاً بينهما "أعني حبي.." توقف ثم أكمل "الرجل الذي أوصلني قبل قليل"

كان سبب اقتراح هوسوك ذلك هو أن يُشعر الأشيب ببعضٍ من الراحة تجاه تيهيونق

"لا أريد التطفل على حياتك يكفيني ما أفزعتك به لهذا الحد" تعود عيناه لتجول في المكان بعيدًا عن أعين هوسوك

هو حقًا لا يرغب بسماع ماهية علاقته بتهيونق فهو بالفعل يعلم الكثير حيال ذلك، كما ليس وكأنه لا يعلم بعضَ الأمور التي تتعلق بهوسوك فمعرفة كل شيء يدور حول تيهيونق يعد وظيفته _كما يحب وصف ذلك_

"لا عليك .." يحاول طمأنته في حين شعوره بعدم الراحة

قفز من مقعده قليلاً مُبديًا شيئًا من الحماس
"أستطيع أن أحدثك عني لتتسنى لك الفرصة في معرفتي" ..

"قد نصبح أصدقاء حينها" يحاول رسم ابتسامة أعلى شفتيه

رضخ العجوز لعرض هوسوك فهو في الحقيقة يود التقرب منه يود سماع أحاديث هوسوك، عن هوسوك لا عن تيهيونق فهو بالفعل يعرف الكثير عن الآخر

هو يود بأن تربطه علاقة بهذا الفتى أمامه فهو يبدو لطيفًا و ودودًا بهيئةٍ أو بأخرى هو حقًا يرى هذا الفتى بمثابة تجسيد لابنه الراحل

"أتعلم بأنه يستطيع الرسم، هو رسام بارع حقًا" توقف يتفحص تعابير وجه الهرم

"أتمانع بأن تحدثني عنك في البداية" قال العجوز بحاجبيه المكسورين

"على الإطلاق" قهقهة طفيفة خرجت منه
"ماذا ترغب بأن تعرف عني؟" هو لم يجد صعوبة على الإطلاق في معرفة كيفية البدء في الحديث عن تيهيونق لكنه و بطريقة ما يجد ذلك مستعصيًا بعض الشيء فيما يتعلق بالحديث عن نفسه

"حدثني عن طفولتك" بدا العجوز مترددًا بطلب ذلك من هوسوك لكنه على أي حالٍ قد فعل

"أنا حقًا لا أذكر الكثير .." قطع حديثه
"حسنًا"

صمت لدقيقةٍ يدرس فيها صحة ذكرياته ثم هم بالسرد
"لا أذكر والدتي كثيرًا فقد كانت مريضة في صغري لذا لم أقضِ الكثير من الوقت بقربها .."

"أذكر أنها كانت شديدة الجمال و صوتها رقيقٌ جدًا .."
"هذا فقط أما والدي كان شخصًا صارمًا لم يكن سريع الغضب هو فقط كان شديد الإنضباط .."

"عناقه كان دافئًا لم أشعر بحياتي قط بالأمان كما شعرت عندما كان يحتضنني"

تتبعثر كلماته بفعل حماسه يقفز من معلومة لآخرى قبل أن ينهي سابقتها

"اعتاد على لعب كرة السلة أذكر بأنه كان يدربني على إتقانها دومًا .." ارتفعت شفاهه بابتسامة

ليكمل "كنت أخفق التسديد في كل مرة"
"في إحدى أيام التدريب لازمته و أبيت مفارقته لثانية واحدة فأنتهى بي المطاف بتلقي ضربة على وجهي" قهقه بشدة

ثم أكمل "أذكر بأن أنفي قد كسر في ذاك اليوم ذلك كان كفيلاً بإفزاع والدي .."

"لقد أفتعل شجارًا مع اللاعب الذي ألقى بالكرة لم يستطع أحدٌ إيقافه عن لكمه"
ثم استمرت ذكرياته عن والده بالإنهمار

لم يدرك كم استغرقه الحديث عن والده إلى أن حطت عينه على هاتفه إثر إشعار رسالة

لقد استمر لساعة و أربع و ثلاثون دقيقة يتحدث بها فقط عن ذكرياته مع والده أما العجوز فقد ظل يستمع بمتعةٍ غمرته للفتى

سرق الإشعار على هاتف الفتى جل أهتمامه لينهض العجوز عاذرًا نفسه المغادرة

"يجب أن أغادر"
ودَّ هوسوك لو أن الهَرِمَ بقيَ لفترة أطول لكنه لم يرغب بأن يزعجه بطلب ذلك منه

"لقد استمتعت بقضاء وقتي معك" قال العجوز راسمًا ابتسامةً نيِّرة على وجهه

"سأحب أن نتبادل الحديث في المرة القادمة" قال هوسوك رادًا الإبتسامة للعجوز

"سأُسرُّ بأن أعلم المزيد عنك أيضًا" تقدم العجوز مادًا يده ليصافح هوسوك الذي بدوره جذبه بعناقٍ جانبي

ما إن غادر العجوز المقهى أعاد هوسوك ناظريه ناحية شاشة هاتفه يقرأ رسالة القمحي التي قاطعت حديثه مع العجوز آنفًا

"اشتقت إليك .." مضمون رسالة القمحيّ التي تسببت بابتسامة عميقة شقت ملامح هوسوك

"اشتقت إليك أيضًا:(" أرسل هوسوك رسالته مغلقًا هاتفه فعليه افتتاح المقهى فقد تأخر بافتتاح بما يكفي اليوم ...

– I'm so sorry guys((
أدري تأخرت كثير ما بعذر لنفسي كان لازم أخبركم اني رح أتأخر بالتحديث جد اسفة🙏🏼🙏🏼
هالبارت قررت يكون عن علاقة هوسوك بالعجوز وبعض من التلميحات لسبب تواجده المهم أتمنى يعجبكم البارت vote and comment please!

EASTER: Cross Roads | آستِر: مفترق الطرقWhere stories live. Discover now