18

98 9 2
                                    

'S Hard to Know Who Am I Anymore!




قراءة ممتعة حبايبي، حاولوا تتجاهلوا الأخطاء +أعطوني رأيكم3>


"كَمْ قَد اعْتَدتُ عَلى غِيابِ الشَّمس فِيمَا مَضِي، لِمَ أَصْبَحتُ أَشعُرُ بِفَراغِ مَغِيبِها الآَن؟"

فراغٌ يحوم جوفه يأكل من سلام عقله اللحظي شيئًا فشيئًا. تتسلل أصابع الدُّجى مطوِّقةً رقبته تُضِيْقُ الخِناق عليه، تمنع الهواء من ملامسة روحه الممزقة

ثم ها هي ذي من جديد تلك الرغبة تشقُّ طريقها في دواخله. ترتعش يداه على إثر وقعها

في هذه اللحظة هو أراد الخروج من هذه الغرفة، أراد إزاحة ثقل جسده عن سريره اللعين وأن يقوم بأشدِّ ما يهواه قلبه. أراد التقاط أنفاسه الضائعة وأن يهدئ من روعه

في هذه اللحظة لقد تاقَ إلى أن يحيي مجد أعماله من جديد. لقد اشتاق لشعور النشوة والرضا عن نفسه في أكمل لحظاته المثالية

في هذه اللحظة هو افتقد ما كانت تبعثه لوحاته الأمثل من شعور في نفسه

أراد النهوض وبدء بحثه عن أكثر ما يسرُّه،
لكن عوضًا عن فعل ذلك بقي راكدًا في أحضان سريره، استمر بالتحديق في معالم السقف الفارغة

أطرافه تصلّبت لا علامة تدل على الحياة في جسده الخامد عدا حركة صدره البطيئة صعودًا وهبوطًا تحاول جاهدة التقاط الهواء الهارب منها

وعلى ما يبدو فمحاولاتها البائسة لا جدوى منها
ففي كل ثانية مرت كان يأخذ بها نفسًا يشعر وكأنما الهواء يُسحب من جوفه شيئًا فشيئًا

ظل على حاله الميؤوسة هاته،
ينظر للسقف بتعابير وجهه الفارغة يتساءل عن السبب الذي يكبحه عن فعل أكثر ما يُشعل قلبه صبابةً ...

لم يعلم كمْ مرَّ من الوقت وهو على وضعيته ذاتها، في نهاية المطاف هو اختار أن يغلق عيناه _المُحمرّة من قلة النوم_ محاولاً انتشال ما تبقى من روحه الصدئة من عتمتها القاتمة

وفي تلك اللحظة بين الفراغ الذي طمس رؤياه ظهرت صورة الباريستا (بابتسامة عميقة شقت ملامح وجهه ونجمة تركت بريقها كي يسكن في حضن عينيه كاحلة السواد) ماثلةً أمامه كما لو أنه كان في ذات الغرفة معه

حينها لم يبق متسعٌ لهواجسه المروعة فتلاشت مع الريح كما لو أنها لم تكن هنا من قبل قط

جُل ما يفكر به الآن هو صاحب العيون الحالمة وخصال شعره الليليّ تتأرجح على جانبيّ وجهه ..

في هذه اللحظة هو أصبح مدركًا لكم يعنيه تواجد الفتى حوله_فكرة وجوده وحدها كانت كفيلة بأن تنتشله من أحضان عتمته_

أراد احتضان طيف الفتى لأطول فترة ممكنة لذا هو بقي بلا حراك هناك محكمًا إغلاق عينيه

شعر بشيءٍ من الثقل ينزاح عن صدره يمنحه مقدرةً للتنفس بشكل أفضل عن ذي قبل، أفضل بمقدارٍ بسيط فقط يمنح بعضًا من الراحة

EASTER: Cross Roads | آستِر: مفترق الطرقWhere stories live. Discover now