14

114 13 13
                                    

Someday..!


"كَسفِينَةٍ بِلا شِراع تَترَاقَصُ فِي أَحضَانِ بَحرِها، تَارةً تُلاطِفُها الأَموَاجُ بِقُبلَة و تَارةً أُخرَى تَعصِفُ بِبُنيَانِها مُهَشِّمةً إِيَّاهَا"

_______________________

يحزم الثنائي أمتعتهما بعد أسبوعٍ قضياه خارج المدينة
لم تكن الخطة تحويل موعدهم الأول لرحلة مبيت تدوم أسبوعًا بأكمله ..

لكن لم يكن بمقدورهما الإكتفاء من بعضهما البعض لذا قرر كلاهما ترك أشغالهما بلا إشعار مسبق و قضاء اسبوعٍ بطوله معًا

حالما انتهيا من توضيب الأغراض بادر هوسوك بالتقاط مفاتيح السيارة المتموضعة فوق طاولة الطعام
"سأقود أنا"

لم يجادله الآخر هو فقط تقدم ناحيته طابعًا قبلةً على خدّ هوسوك متوجهًا إلى السيارة

لم يكن تيهيونق ذو طبعٍ حميميّ بل لم يبالي من قبل قط ببذل جهدٍ يُذكر في علاقاته السابقة أو نزواته

لكن شيءٌ ما حيال هذا الفتى يرغمه على بذل كل ما في وسعه ساعيًا للحفاظ عليه و استرضائه

تبعه هوسوك لينطلقا برحلة عودتهما الساكنة

كلاهما التزم الصمت أما الطريق فقد كان يخلو من ضوضاء البشر

بالاضافة إلى كون الوقت مازال مبكرًا فالطريق يعد نوعًا ما مهجورًا ليس وكأنه مكانٌ مخيف لكن لا يسكنه أي نوعٍ من حياة الحداثة

تحيطه أشجار الغابة من جانب و منحدرٌ صخري من جانبه الآخر، لا وجود لمنازل تُذكر بضع أكواخٍ في قلب الغابة فقط

تتسابق أشعة الشمس المُخملية تارة و ظلال الغيوم تارة أخرى تطبع ظهورها متخللة زجاج نوافذ السيارة

تسللت يسرى تيهيونق لتعانق يد هوسوك اليمنى احتضنها بين أنامله لبرهة ثم قربها من وجهه يُقبلها بعناية مسببًا ابتساماتٍ مُبعثرة تعلو وجه الآخر

واضطرابات تتهافت بصخب في قلبه
"أنت تجر تركيزي بعيدًا عن الطريق" قال مميلًا رأسه بعض الشيء لتسنح له الفرصة بأن يلقي نظرة على من يجاوره

"لم أكتفِ منك بعد" بعيونه الخَدِرة نطق القُمحي ليشيح الآخر بأنظاره موجهًا إياها على الطريق

"كما لو أنك تتغللني لا أستطيع الإبتعاد عنك أرغب فقط بمحاوطتك بين ذراعي بعيدًا عن العالم أن أشتم عبق رائحتك وأنعم بملامسة كل إنشٍ من جسدك" لم يستطع هوسوك كبت ابتسامته إثر كلام الآخر

EASTER: Cross Roads | آستِر: مفترق الطرقWhere stories live. Discover now