EASTER: Cross Roads | آستِر: مفترق الطرق

23

Fragments of Truth;

"فِي مَتاهَاتٍ رُحتُ أَجْرِي أَتخَبَّطُ هُنا وهُناك مُحاوِلا الوُصولَ إِلَيك"

"هل ستفعل بي ما قمت بفعله لأولئك الضحايا من قبل؟" ذات الغضب الذي شعر به تجاه والده فيما مضى تأجج في داخله لكنه في هذه اللحظة كان موجها لكيانه

تراخت قبضة القمحي وابتعد تدريجيًا من محيط هوسوك

لقد كره ذاك الشعور الذي أحاطه في هذه اللحظة
كيف للفتى أن يظن بأن القمحي قادر على إيذائه؟

"أردت فقط أن تستمع لي ليس إلا" بات صوته يتلاشى شيئًا فشيئًا

"لن أوقفك بعد الآن"
"إن أردت الرحيل يمكنك ذلك لكنني لن أكون الشخص الذي يدير ظهره"

ولسبب ما لم يستطع هوسوك حمل قدماه على المغادرة
هو لم يخط إنشًا واحدًا واكتفى بالصمت

ربما في أعماقه أراد أن يقول تيهيونق شيئًا قد يجعله يغفر له أفعاله

أو ربما هو فقط أراد البقاء هنا حيث يتواجد ظل القمحي بقربه لأن بُعده كان شيئًا مرعبًا بالنسبة له

فهم تيهيونق رد هوسوك الصامت وبدأ بسرد حكايته
"لقد كنت صغيرا حينها لا أذكر بالتحديد كَمْ بلغت في ذاك الوقت لكني على الأرجح لم أتجاوز العاشرة من عمري"

أخذ نفسًا متقطعًا وتابع حديثه
"في تلك الليلة كان قد شرب كثيرًا" هو لم يحدد عمن كان يتحدث لكنه كان من الواضح بأن المقصود هو والده

"هو لم يعد للمنزل حينها .."
"قررت والدتي بأنه قد حان وقت رحيلنا" تنهد ثم تابع

"حزمنا ما استطعنا من أمتعتنا وهممنا بمغادرة المنزل"
"لم نعلم بأنه كان ينتظر أمام الباب العتيق في تلك اللحظة"

"ما إن خرجنا .." انكسر صوته لكنه تابع على أي حال

"خرجنا فوجدناه يستقبلنا أمام عتبة الباب"
"بيده زجاجة خمر كان قد أفرغ نصفها"

"[إلى أين تعتقدان بأنكما ذاهبان،] رائحة أنفاسه الكريهة لا تزال عالقة بذاكرتي"

"اندفع مهاجمًا والدتي وكما العادة لم تستطع التصدي لضرباته" أخذ نفسًا عميقًا يعدل به رجفة صوته

"حاولت التدخل لكنه دفعني بعيدًا"
"بطريقة ما استطاعت والدتي التملص منه"

"جرت يدي من خلفها وجرينا إلى أن شعرت بأن الهواء من حولي بدأ يتلاشى"

"انتهى بنا الأمر بأحد الأزقة البعيدة عن المنزل بضع ميترات"

"الرائحة كانت سيئة للغاية" لسبب ما ضحك القمحي عقب جملته هاته

"لكن ذلك كان بلا جدوى فقد وجدنا ذاك اللعين" تحترق عيناه باللون الأحمر وقبضته تضيق

"اقترب منا ببطء شديد"
"لقد كنت مرعوبًا"
"لم أخف منه من قبل قط لكن في ذلك اليوم تملكني الرعب"