الفصل الأول

6K 160 29
                                    

تنبيه؛ اللي مقرأش المقدمة يقرأها عشان هي مشهد مهم
#لطيفها_عاشق
#الطيف_الأول
جروح غائرة وطعنات من خناجر مسمومة يهبها القدر لأفئدتنا فتشعرنا بأننا فقدنا الحياة لنجد الفؤاد يخفق بشدة عندما يلتقي بأحدهم فنعلم أنه لم يستسلم لتلك الأسقام بل انتظر مجيء مالكه ليعلن رايته ويخبرنا أنه مازال على قيد الحياة.

*قبل الأحداث السابقة بثلاثة أشهر.

ابتسامة قصيرة أفصحت شفتاه عنها بعدما استمع إلى إجابتها عن سؤاله تطرب أذنيه، دنياه.. عالمه الصغير، تلك التي أيفعت على يداه منذ صغرها ثم لفظها خارج حياته بعدما استشعر نضجها، يعلم أن ابتعاده هذا حطَّم جدر قلبها التي سيبذل كل طاقته  في إعادة ترميمها، ولكن أليس الله يكافيء من ترك شيئًا لأجله بعوضٍ تبكي له الأعين؟ هو ابتعد  ليعفَّ قلبيهما حتى يحين اللقاء، ويعود يسترضيها بعقد قرانٍ؛ ليقبِّل جل جروحها ويعيدها لقلبه أكثر مما كانت، وكم اقترب موعد اللقاء!! وعد قلبه بعقدٍ تقر به الأعين بعدما تنتهي من مرحلتها الثانوية وها هي السنة الأخيرة أوشكت على الانتهاء ولم يقف أمام رغبته شيء، خمسة أشهر، فقط خمسة أشهر وسيعقد عليها ثم يدلف بعدها بدوامة إقناع عقله لتأجيل الزفاف حتى تنتهي من سنوات دراستها الجامعية.

فاق من شروده على صوت الطالبة الأخرى التي رددت إجابتها عن السؤال الذي قرأته حين شروده وتنتظر منه تقييم ما أجابت، حمحم بهدوء وعيناه مازالت متشبثة بعهدها مع تلك النقطة الخاوية بألا تفارقها وتنتقل إلى إحدى الفتيات فينكث عهده الأعظم مع خالقه بألا يسمح لعينيه أن تميل وتمتطي دابة ستصل به إلى لظى، دقائق طويلة قد مرت قبل أن ينتهي من توضيح بعض النقاط  ويأذن لهم بالذهاب، استدار يجمع أدواته بإرهاق بعدما ألقى نظرة إلى ساعته متنهدًا براحة؛ فقد انتهت جميع زيارات الطلاب له هذا اليوم وسيعود ليهنأ بالراحة بعد يوم شاق استنزف كل طاقته.

تعالت ضربات قلبه وهو يستشعر طيفها يقترب منه، أراد أن يسيطر على أوصاله ويقنع ذاته بأن إحدى أصدقائها هي التي تقترب منه، ولكن كيف عن قلبه الذي يقسم دون تردد بأن ساكنته هي التي تقترب وستأذن لأضلعه بأن تبدد اشتياقه لروح فؤاده التي تسكن بين أضلعها هي، عقد حاجبيه بتساؤل بعدما توقفت أمامه ابنة عمته" ريهام" التي علم هويتها من صوتها بينما هي تقف على استحياء بقرب منهما،
_ يا مستر البنتين التوأم اللي جهم معانا جداد والدهم متوفي

_تمام هعرف محمد
صاح بجملته قبل أن يوميء إليها بإيجاب فوجدها تسحبها من يدها وتذهب بها بهدوء كما جاءت غير مبالية بذاك الذي تركته قبل أن تدع له الفرصة بأن يبدد اشتياقه بالطريقة التي تجب، جاءت برفقة صديقتها فقد لتخبره بما كان قد طلب منهما أن تخبراه كي لا يتقاضى مقابل ما يعلمهم، ولكن ماذا كان يريد منها أن تفعل؟ أليس هو من ابتعد وأجبرها معنفًا بأنها ما عادت تلك الطفلة التي يحق لها الالتصاق به أينما ذهب!!..فأحيانًا ما يتشبث الفؤاد بأحد الأشخاص بل ويتعلق بثيابهم باكيًا من وقع الكلمات التي تصدرها الشفاة بقساوة تصفعه ويستنتج منها أنَّ شخصه الذي يتعلق به سوف يرحل دون أن يبالي بثيابه التي مزقها الفؤاد ارتعابًا من ابتعاده.


لطيفها عاشقحيث تعيش القصص. اكتشف الآن