الترياق الرابع
لم يتوقع بأسوأ كوابيسه أنَّ ريهام ستفضحه وتضعه في هذا الموقف المخزي أمام رجال العائلتين، لقد نصبت له الفخ بموافقتها، فجعلت السعادة تدق باب قلبه على استحياء من فعلته معها، كان يعلم بضيقها مما فعل، ولكن اعتقد أن نيران غضبها ستخمد مع مرور الوقت، لكنَّه اكتشف بعد فوات الأوان أن ذاك الوقت الذي انتظر مروره؛ لم يكن سوى وقود يشعل غضبها ويهيجه كلما غفى عقلها عن الذكرى.
انتفض الجميع وارتفعت صرخات النساء، صياح الرجال قد علا متزامنًا مع خطواتهم التي أسرعت تفكّ فارس من بين يديّ عبدالرحمن الذي لم يستطع السيطرة على غضبه وهجم عليه يكيل إليه اللكمات القاسية.
التف الجميع حولهما وتفكيرهم منقسم إلى أفكار متعددة؛ فمنهم من ساعد عبدالرحمن فيما يفعل كأحمد ابن عمه، ومنهم من دفع عبدالرحمن بغضب خوفًا على ولدهم، بينما البعض الآخر كان يحاول فصله عنه رغم غضبه من فارس، ولكن حاولوا الفصل كي لا يسوء الوضع أكثر مما هو عليه.
هدأت الأصوات وجلس الجميع مرة أخرى بأصوات خافتة رغم أن قلوبهم لم تهدأ بعد.
- خلاص هما كدا كدا هيتجوزوا.. نقرب الميعاد واتحلت.
كان أحد أقارب فارس هو المقترح لهذا الاقتراح، ليندفع عبدالرحمن مجيبًا إياه بسخرية صهرت مع المرارة ببوتقة واحدة:
- ولا يوم واحد هتعيشه على ذمته، تتجوزه والموضوع يعدي من غير ما يتعاقب؟! دا لازم يترمي في السجن عشان يبقى عبرة لكل الناس.
لتصل إليه صيحة عمته المفجوعة التي قهرت قلبه:
- وبنتي تتفضح يا عبدالرحمن!
ليجيبها وهو مازال على حالته:
- وهي غلطت في إيه عشان تتفضح؟ بنتك كانت متخدرة.. أما دا فهو ارتكب حد من حدود الله بأسوأ طريقة ولازم يتعاقب.
قال جملته الآخيره وهو يحاول الفكاك من أبيه الذي يكبل حركته كي لا يندفع ويتهجم على الآخر مرة أخرى، ولكن أبيه نجح في السيطرة على حركته فرضخ له احترامًا لأبيه الذي نكس رأسه عجزًا.
ارتفعت أصوات الجميع بين ناقم على فارس لما فعل وبين مقترحين لحلول يرونها مناسبة لحل هذه الكارثة التي أحلت بهم، ليقترح أحد أعمامها بقلب يتميز غيظًا:
- يتجوزها كام شهر على الورق بس من غير ما تنتقل بيته، ونوهم الناس إنها سافرت معاه أو أي حاجة وبعد كدا يطلقها.
ليصيح عبدالرحمن مستنكرًا:
- والموضوع يخلص من غير ما يتعاقب على اللي عمله؟! انتو بتقولوا إيه؟
لتصيح فيه عمته هذه المرة بصوت أخرسه وجعله يغادر المجلس:
- اسكت أنت يا عبدالرحمن اسكت.. أنت عايز تقومها حرب وتفضح بنتي وسط الناس ملكش دعوة إنت.. متتدخلش..
أنت تقرأ
لطيفها عاشق
Misteri / Thrillerتجمعت الدموع بعينيها وتسارعت دقات قلبها جاهدة لتلاحق أنفاسها الحارة التي لم يبغض أكثر منها في هذه اللحظة ثم همست برجاء وصوتٍ بُح من كثرة البكاء -عبدالرحمن التقطت مسامعها زمجرته الخشنة السابقة لنوبة غضبه التي اختبرتها سابقًا فسارعت تهتف إليه برجاء...