أهدى هذا الفصل إلى القارئتين الجميلتين "شذى دارين سجدة و Nadjat Nadjota " أشكركما على دعمكما الدائم لي.
الطيف الرابع عشر
جرأة لم يكن يتوقعها منها في الوقت الحالي..لا،لا يريد أن يستمع الآن..
هو كان قد عزم أن يجعلها تقص عليه ما حدث ويعطيها الفرصة التي أرادت..
ولكن قلبه الآن مازال يصرخ من ألم جرحها ولن يحتمل جرحًا آخر بذات المحل على الأقل في الوقت الحالي..
ينتظر لأسقامه أن تبرأ ولكن أيليق بآلام الفؤاد أن تبرأ وإن طال عليها الأمد؟!
استشعرت صمته فجلست على الفراش المقابل لما يجلس عليه..
فالغرفة التي يمكث بها تحتوي على سريرين صغيرين متشابهين باللون الرمادي..
ليتشبث بعناده صائحًا وهو ينهض ثم يفتح الشباك متصنعًا الانشغال بما بالخارج
-مش عايز أسمع.. مش هتجبريني على اللي أنتِ عايزاه..القوة التي نطق بها عباراته أخافتها..
فلم تكن كلمات عادية تحدَّث بها كما يبدو..
بل شعرت وكأنه بها يمهد لانفجار عظيم سيجود به عليها بأي وقت..
فهي تعلمه جيدًا..
دائمًا ما تبدأ نوبات غضبه يتصنع اللامبالاة ثم يثور فجأة بطريقة مرعبة..
ولكن ماذا سيحدث إن استحابت لرغبة خوفها وأطاعته..
سيبقيان معًا هكذا..
يتعاملات بأسوأ من معاملة الأغراب!
لا.. لن تقبل لهذا أن يحدث وإن ألبسها أثواب العقاب جميعها بعدما تخبره بالحقيقة..
هناك أفكار سلبية كانت تطرأ على عقلها بهذا الوقت ويبدو أن خوفها هو ما جلبها على عقلها..
فكانت تخشى أن يكون يعلم أقل من الحقيقة فتخبره بما يجعل غضبه يشتعل أكثر..
ولكنها نفضت كل تلك الوساوس عن عقلها وهي تستجيب لرغبة قلبها في الشعور بنعيم صداقة وعشق عبدالرحمن مرة ثانية..
وستفعل ما بوسعها لتعود علاقتهما أفضل من السابق..
لتنفض فجأة كل تلك المخاوف عن عقلها وتبدأ الحديث
- في الليلة اللي بابا ضربني فيها.. أكيد فاكرها.. اللي نزلت فيها عندكوا..نظرت إليه كي ترى أينصت إلى حديثها أم لا لتجده صامتًا يتصنع عدم الاهتمام فتابعت
-كنت عاملة شات ليا كمذكرات بكتب فيه كل حاجة وفي الليلة دي كتبت على الشات واشتكيت.. اشتكيت لمذكراتي اللي عاملاها بقالي سنين.. تحديدًا بعد اليوم اللي أنت طردتني فيه من أوضتك بأسبوع..هنا فقط وعند ذكر هذه الحادثة شعرت بأعينه ترتجف باهتمام ليزداد حماسها وتتابع
- مذكرات عملتها بديل ليك بالمناسبة.. حتى كنت بكتب فيها بصيغة المذكر.. كنت بتخيل نفسي بكتب لعبدالرحمن مش للمذكرات..
أنت تقرأ
لطيفها عاشق
Mystery / Thrillerتجمعت الدموع بعينيها وتسارعت دقات قلبها جاهدة لتلاحق أنفاسها الحارة التي لم يبغض أكثر منها في هذه اللحظة ثم همست برجاء وصوتٍ بُح من كثرة البكاء -عبدالرحمن التقطت مسامعها زمجرته الخشنة السابقة لنوبة غضبه التي اختبرتها سابقًا فسارعت تهتف إليه برجاء...