الفصل التاسع

881 43 6
                                        

الترياق التاسع 

انفجارها الغير متوقع جعل قلبه "عبدالرحمن" يخر ساقطًا بين قدميه، لم يحسب حساب لكل هذا، تناساها وتناسى مشاعرها في غمرة غضبه لتكون النتيجة كما يرى الآن، شدَّد عليها بين أحضانه وظل يربت على كتفها براحتيه إلى أن شعر بهدوء شهقاتها، ليبعدها قليلًا ويتأمل وجهها بشفقة وندم قبل أن يرفع إبهاميه عنها ليزيح دموعها التي يصطلي بها قلبه الآن.

- أنا آسف 

همس بها من أعماق قلبه وهو يتأمل وجهها، فأشاحت إلى الجهة الأخرى؛ مما جعله يقبض على ذقنها بين سبابته وإبهامه، ويردد وهو ينظر إلى عينيها برجاء:

- اهدي يا حبيبي حقك عليا

رفعت كفها وحاولت إزاحة ما تبقى من دموعها ليقبض على كفها ويرفعه إلى شفتيه يلثمه بحنان لا يعرف إليه طريقًا سوى معها قبل أن يهمس وهو يمحي أثر الدموع:

- دي مهمتي أنا..

لتناغشه بعتاب رقيق لاق بها:

- زي ما كانت مهمتك من البداية تتسبب في نزولهم 

استقر الألم بمنتصف قلبه، لا يحب هذا الشعور ولا يروق له أن تتألم هكذا بسببه، تنهد بقوة قبل أن يهمس وهو يجذبها لتحاوله على الأريكة القريبة منهما:

- طيب نتناقش في اللي حصل؟

صمتت دون رد ليجذب رقبتها يحتضنها بساعده الأيمن ويسألها بتقرير مدركًا الإجابة جيدًا:

- عرفتي إن أبوكي خرج صح؟ 

أومأت إليه بإيجاب ودموعها تبدأ في التخلي عن عينيها مرة أخرى، فسألها بقلق:

- عرفتي إزاي؟ 

لتجيبه بنواح:

- سمعت صوته إما جه هنا وكان بيزعق معاك أنت وعمي تحت 

تنهد بقوة، كان على شك بالأمر ولم يرد أن يسألها كي لا يثير فزعها إن كانت لا تعلم، هذا الأمر يثير غضبه منذ أيام ويجعله مشدود الأعصاب طوال الوقت، بالحقيقة هذا ما كان يتجنب محادثتها لأجله بالفترة السابقة، وجاء ما حدث لريهام وأضاف له فوق الهم همَّا. 

- متخافيش محدش هيقدر يأذيكي.

أومأت بإيجاب، أيظنها تبكي خوفًا؟ هي تبكي قهرًا وحزنًا، ودت لو كان أبًا يعوضها عن والدتها كما يفترض أن يكون الآباء ولكن هذا، فهو أب بالاسم فقط، ليتابع عبدالرحمن وكأن تفكيرها كان مسموعًا له:

- أنتِ بنتي وأختي وأمي وحبيبتي وزوجتي.. مش أنتِ دائمًا تقولي لي كدا؟ 

أومأت بإيجاب وهي تنظر إليه للمرة الأولى فتابع بصوت ينسج من الألم قصصًا:

- متزعليش مني على اللي حصل الفترة اللي فاتت.. أنا أهملت حزنك واهتميت بوجعي وبس.. بس أنا تعبان فارحمي تعبي وكوني كويسة عشاني.

لطيفها عاشقحيث تعيش القصص. اكتشف الآن