هذا الفصل إهداء مني إلى الغالية أم عيسى وعمرو شكرًا لدعمك الدائم لي منذ بدايتي مرورًا بجميع الأعمال كنتِ معي مهما تأخرت رأيتك بانتظاري دون كلل أو ملل♥️
الطيف الثامن
"فإن لم يكن العشق للدنيا فلمن سيكون إذًا"رنين هاتفها جعلها تترك الكتاب الذي كانت تستذكر أحد دروسه لتجيب على الفور عقب رؤيتها لاسم عمها ينير الشاشة
- ألو
صمت غريب قابلها من الجهة الأخرى لا يقطعه سوى بعض المهمات الغير مفهومة إليها لتكرر كلمتها مرة أخرى إلى أن قطع الصمت حمحمة تعلمها جيدًا، بل تحفظها عن ظهر قلب، وكيف لها أن تنساها وهي التي كانت تتأمل أن يتخفى خلف كل رقم غريب يزين شاشتها ذلك الصوت بحمحمته المعتادة قبل الحديث ليعتذر منها عن جفائه ويفيض الندم من حديثه ويكرر مرارًا وتكرارًا باشتياقه إلى صداقتها معه ورفقتها الرقيقة ولكن بكل مرة كان يخيب رجائها فلم يتصل عبدالرحمن يومًا ولم يعرف الندم له سبيلًا.
- عاملة إيه؟
ازداد الصخب بقلبها أثر ارتفاع دقاته بطريقة غير معهودة لهفة إلى اهتمام تتعطش إليه جميع خلاياها وياحبذا لو كان نابعًا من عبدالرحمن رفيق روحها لتطلق تنهيدة طويلة قبل أن تجيبه بهدوء أجادته
- الحمد لله
التفت بنظراته إلى والده الذي يجلس منشغلًا بحذائه الذي يقوم بتنظيفه ولا يدري ماذا يقول، يخشى أن يتحدث بما يزيد الطين بلة فهو مشهور بأنه ملك إفساد اللحظات والجميع يعرف عنه العجز عن التعبير بل وإن خاطر وفعل فلا يجني سوى الخراب ليتجاهل كل هذا ويخاطر بقوله
-عارفة إني مكانش قصدي أضايقك صح؟تنهيدة أخرى وصلته ليستمع إليها بعدها
-عارفة
ومن سواها سيعرف ما كان يقصد، فعبدالرحمن أبعد ما يكون عن تعمد زرع الألم بقلبها ولكن ما أثار مشاعرها فقط هو خوفها من أن يرى بعينيه من هي أفضل منها، تعلم أنه أخطأ كمعلم في ذل تلميذته ولكن لا يضر العفو هذه المرة. ليتابع
- بكرة إن شاء الله بعد العصر أمي هتروح معاكي تشتروا المستلزمات ولو حابة آجي أوصلكوا وأستنى برة مفيش مشكلةلتهز رأسها عدة مرات سريعًا قبل أن تجبه بهدوء
-لأ ملوش داعي هنروح أنا وهي وخلاص
- تمام براحتكقال سريعًا وكأنه كان ينتظر ردها لتزفر بإحباط قبل أن تسأله
- محتاج حاجة تاني كنت بذاكر
- لأ شكرًا كملي مذاكرتك السلام عليكم.
أتبع حديثه مغلقًا الهاتف لتقلب هاتفها بين يديها باستعجاب قبل أن تردد بذهول
- شكرًا!
*********************
بيت كبير بأساس عصري يدل على ترف ساكنيه خاصة وتلك السيارة ذات الماركة العالمية تستند خلف أحد أسواره ليشعر المار من أمامه بالغبطة والحقد على أصحاب هذا البيت، فلا يعلمون بأن بداخله ليس سوى شخص تراكم الحزن على شطوط قلبه وارتفعت موجات الهموم لتنصب جميعها بين شراينه الضيقة التي لا تقدر على تحملها، ذاك الشخص ليس سوى كريم، ذاك الذي استخدم الكذب ليعتذر عن عمله الذي لا يقدر على مواصلته، وكيف له أن يعش بشكل طبيعي ومَن من المفترض أنها أمه تتفنن في اختيار طرق عذاب قلبه!
أنت تقرأ
لطيفها عاشق
Mystery / Thrillerتجمعت الدموع بعينيها وتسارعت دقات قلبها جاهدة لتلاحق أنفاسها الحارة التي لم يبغض أكثر منها في هذه اللحظة ثم همست برجاء وصوتٍ بُح من كثرة البكاء -عبدالرحمن التقطت مسامعها زمجرته الخشنة السابقة لنوبة غضبه التي اختبرتها سابقًا فسارعت تهتف إليه برجاء...