الجزء الثاني من السلسلة

335 22 8
                                    

دعيني أبرىء أسقامكِ
سيتم نشره هنا على نفس الملف الخاص برواية لطيفها عاشق

اقتباس

في الثانية بعد منتصف الليل أمام إحدى العمارات التي تتكون من سبعة طوابق حديثة البناء وقف أوَّاب بيأس جوار منزل العمارة الحديدي الذي يبدو أن جده اعتقد رجوعه فأغلقه من الداخل كعادته، زفر بضيق وهو يخلل أصابعه في لحيته الكثيفة ثم أدخل يده في جيبه وأخرج هاتفه ليدق جرس هاتف شقيقته ومنقذته في مثل هذه الحالة دائمًا.

عقد حاجبيه بضيق متعجبًا من تأخر شقيقته في الرد، فدائمًا ما كانت تمضي أقل من دقيقة وتغلق دون إجابة ثم تهبط إليه من الطابق الرابع وتفتح له الباب وهي تتصنع الضيق على إزعاجه الدائم لها بمثل هذا الوقت.

برقت عيناه بشدة وسرعان ما ضرب جبهته متذكرًا أن من يهاتفها قد زفَّت إلى زوجها قبل ثلاثة أيام ولم تعد تستقبله بوجهها الذي يبعث الطمأنينة والراحة بقلبه، دمعت عيناه بتأثر من قلبه الذي يئن حنينًا لشقيقته وما لبث أن استمع إلى رنين هاتفه ولم يكن المتصل سوى هي، شقيقته غالية..

أجاب اتصالها متلهفًا ليصله صوتها القلق تسأله
- خير يا أوَّاب في إيه؟!

أشفق على قلقها ليجيبها بصوت مازال متأثرًا بفراقها
- تكالب عليَّ النسيان فحسبتُ أن أميرة بيتنا مازالت تنيره إلا أن ذاكرتي صفعتني بالحقيقة المُرَّة وأرغمتني على الاعتراف بنجاح زوجك في اغتصاب النور الذي كان دليل قلوبنا ودواءها.

استمع إلى أنينها الباكي، يعلم أنه أخطأ بفعلته، فهي تعاني من فراقهم ولم تكن بحاجة كلماته التي سردها بالعربية الفصحى التي تعشق وتتأثر بها إلا أنه لم يقدر على قلبه، وقوة القلب إذا أراد لا تُخفى على أحد ولا تعجز أمام ما تعلق به، تمالك دموعه التي تنساب على وجنتيه مهددة رجولته التي ممكن أن تنهار إن رآه أخد يبكي أخته بهذه الطريقه فقال محاولًا إصباغ نبرة صوته بالمزاح
- أنا أسف إني كلمتك في الوقت دا، بس مش أسف لزوجك أنا أكلمك في أي وقت أنا الأصل وهو احتياطي كدا.

تبسمت حينما التمست غيرته من زوجها فهمست بصدق يغلفه الحنان
-أنت  فعلا الأصل يا حبيبي، تكلمني في أي وقت.

ليقول منهيًا الحديث
- امشي بقا إما أشوف مين هيفتح لي دلوقتي.

أومأت وكأنه يراها فأغلق الهاتف ووقف جوار نافذة جده يردد بصوت حاول ألا يكون عاليًا كي لا يزعج أحد الجيران
- يا جدي.. جدي..

ولكن ما من مجيب فجده ضعيف السمع وإن بقى ينادي لسنوات لن يجد ما يسُّره.
ابتعد خطوتان بيأس من دخول البيت ثم رفع رأسه ناظرًا إلى شرفات المنازل عله يجد أحد من أبناء عمومته مستيقظًا فيفتح له إلا أن محاولته فشلت فتقهقر راجعًا إلى الخلف عازمًا على إمضاء ليلته في السير بين الطرقات إلى أن يُفتح المسجد لصلاة الفجر فيقابل عائلته حيث سيجدهم.

ذهب يتجول بين الطرقات ثم جلس فوق صخرة كبيرة جوار المسجد إلى أن يأتي أحد الموظفين بالمسجد ويقوم بفتحه، وقعت عيناه على شيء عجيب قابعًا جوار المسجد من الجهة اليمنى بينما هو كان جالسًا في اليسرى، نهض واقفًا يسير تجاه هذا الشيء المجهول إلى أن اقترب منه فبطَّأ خطواته واقترب أكثر بحذر إلى أن التقطت عيناه اللون الأسود الذي يخرج منه أنين شخص يبكي، هرول سريعًا حينما ذهب عقله أنه ربما أحد الأطفال ولكن بمجرد وقوفه أمامه وجدها فتاه تخفي أكثر من نصف وجهها خلف ذراعها وجسدها ينتفض كمن يصارع الموت.

وقف مترددًا لا يدري ماذا يفترض أن يفعل بمثل هذا الموقف إلى أن أسعفه لسانه وهو يردد السلام.

حينها شعر بها ترفع ذراعها رويدًا عن وجهها حتى بدا له وجهها بالقدر الذي سمح له الظلام رؤيته وما لبثت أن غربت بعينيها حتى سقطت رأسها فوق جسدها كما كانت ولكن هذه المرة مغشيًا عليها!

عايزة الفون ميبطلش رن من إشعارات التفاعل
#دعيني أبرىء أسقامكِ
البداية يوم ١٥-١٠ إن شاء الله
سلسلة عبق الحلال

لطيفها عاشقحيث تعيش القصص. اكتشف الآن