الطيف الخامس عشر

1.9K 91 7
                                    

لم أكن أنتوي العودة في الوقت الحالي، ولكن استجابة لرغبات الأكثرية منكم وإيمانًا مني بأن لا علاقة بين الحرب وإيقاف القراءة سأتابع التنزيل..

أهدي هذا الفصل إلى قلوب لم تكد تحلم بالتحرر  واسترداد حقها المسلوب  رغمًا عن العديد من قطرات الدماء حتى غدر بها الحلم وصفعها شر صفعة وهو يتحول إلى أسوأ كابوس ممكن أن يعيشه المرء. أهدي كلماتي إلى ضحكات فلسطين المسلوبة، إلى الرضع الذين قد بلغوا الشهادة بينما تكمن جل مشاكلنا في صعوبة وجود بدائل لرفاهيات الحياة، أهديه لتلك البسمات التي انفردت بالصمود جوارهم دون أن تخذلهم حتى حين بلغوا الشهادة ظلت مرتسمة على وجوههم. أهديه إلى وطن له منا كل السلام والمحبة" فلسطين الأبية"

#الطيف_الخامس_عشر
"حينما نصل إلى الشربة الأخيرة من آخر قطرات الأمل بقعر الكأس فنظن بأنها النهاية ولا محال من الموت عطشًا ثم نجد الكوب يمتليء شيئًا فشيء  من حيث لا ندري إلى أن يفيض الأمل وتعود الأحلام إلى الحياة."

صفعها اعترافه، بل جمدتها كلماته فباتت تقف أمامه كلوح الثلج بلا حراك، ماذا قال لتوه؟ أهذا أول اعتراف منه بعد نكبتهم بحبه لها، لطالما عاركت أفكارها قلبها وأوهمته أن حبه الذي كان يتغنى به بعد عقد قرانهما قد سلبته فعلتها حتى أفقدته إياه وأسقته كرهًا لا طاقة لها على تحمله منه.

ولكن ما جاد به انفعاله وأقره أمامها الآن أعاد كل الحقائق إلى عقلها! أعاد شعور بالطفو فوق غيوم من سعادة شكلتها كلماته! ولكن لما لا تراه سعيدًا بهذا الاعتراف؟! لما ترَ الصدمة تحتل ملامحه أثر كلماته وكأنه لم يكن ينوي منحها إياها أبدًا؟!

ظلت عيناها تأكل وجهه أكلًا بينما لم يصدر عنه سوى أن زفر بضيق وانتقل يدخل إلى غرفته وكأنه لم يلقِ على مسامعها أنشودته التي كان يتدلل عليها ويتمنع عن إسماعها لها حتى قارب سمعها على الجفاف مما يعانيه منه.

أجفلت على صوت الباب الذي أغلقه خلفه بقوة ليصدر قلبها آه اعتراض فينعكس على ضغط دمائها الذي ارتفع على الفور لتظهر نتيجته أمام مرأى عينيها في صورة دماء سالت بها أنفها.

تحسست أنفها أثر شعورها بتلك السخونة العجيبة التي راودتها للمرة الأولى لتشهق فور رؤية الدماء تلوث يديها فانفلتت منها صرخة فزع وهي تهرول تجاه المرآة تتأكد مما تقصه لها الدماء على يدها.

انفتح باب غرفته بفزع فور وصول صرختها إليه ليسرع تجاهها يتفحصها بقلق شديد سرعان من تفاقم فور رؤية الدماء تسيل من وجهها.
- إيه الدم دا اتعورتي ازاي إيه اللي حصل

أجابته بصوت يرتجف خوفًا من دماء ترتعب من رؤيتها أكثر من أي شيء آخر
-مش عارفة مناخيري بتنزل دم ليه مش عارفة اتعورت إزاي.. مفيش حاجة حصلت.

انتقل التوتر من صوتها إليه.. لطالما قرأ عن الدماء التي تسيل من الأنف بل وحدثت لصديقه  في الصغر ذات مرة أمامه، قرأ عن كيفية التعامل مع الأمر، ولكن لما الآن يشعر بالارتعاب؟! لما يشعر برؤية دماءها تغشي عقله فلا يتذكر ولا يدري ماذا يفعل بهذا الموقف لتترأف الدماء بحالهما وتتوقف دون تدخل منهما فأسرع على عبوة المناديل الورقية وظل يمررها على أسفل أنفها إلى أن اختفى أثرها عن وجهها تمامًا بينما ظل في عيون قلوبهما، فبدنه مازال يرتجف وعيونها مازالت تدمع أثر يده التي تربت على ظهرها بحنو حرمت منه دائمًا وتتلمسه منه الآن.

لطيفها عاشقحيث تعيش القصص. اكتشف الآن