الترياق الثالث
هاتفه لا يتوقف عن الرنين، زفر بضيق وهو ينهض من فراشه؛ ليلتقط هاتفه الذي كان متصلًا بالشاحن الكهربائي ويرى هوية المتصل الذي لا يكف عن الرنين.
عقد أواب حاجبيه باندهاش وعيناه تقعان على اسم "فيروز" لم تسعفه يداه ليسرع في الإجابة رغم قلقه من اتصالها في الوقت الحالي، بل واتصالها بشكل عام، فلم يجمعهما حديث سوى ثلاث مرات على أيام متفرقة لاتفاقات مهمة على موعد الخطبة فماذا دهاها الآن لتفعل؟!
- السلام عليكم
فاه بتحيته بعدما حمحم محرجًا ليواجهه إعصار كما شعر به وهي تتحدث بلوم وعتاب:
- أنتَ ليه بتعاملني كدا.. ليه بتأذيني؟!
عقد حاجبيه وتجهم وجهه من فرط الاندهاش ليسألها بقلق:
- أنا؟! أنا عملت إيه؟
لتتابع بصوت مرتفع لم يعجبه:
- أنت مبتعملش أصلًا.. مشكلتك إنك مبتعملش يا أواب.
اعتراه الضيق من عدم احترامها له في الحديث ليسأل ببرود:
- من ناحية؟
ازداد انفعالها من بروده، وارتفع صوتها أكثر وهي تلومه بغضب وصل إليه:
- أنت اتصلت بيا كام مرة من وقت ما اتخطبنا قول لي؟! سألت عليا كام مرة؟ قلت لي بحبك كام مرة؟ عمرك بعت لي إني وحشتك؟ أنت مبتعبرنيش وكأني مليش لازمة!
- وأنا أقول حاجة مش حاسس بيها ليه؟
صعقها رده البارد الغير مراعي لقواعد الذوق لتصيح بجنون:
- يعني إيه مش حاسس بيها؟ يعني أنت مبتحبنيش؟
هز رأسه بالنفي وكأنها تراه قبل أن يجيبها:
- لأ مبحبكيش.. أنا أعرف إيه عنك عشان أحبك؟! مقعدتش معاكي غير مرات معدودة وكانت كلها للتعارف.. معرفش عنك غير معلومات قليلة أنتِ اللي قايلاها والله أعلم صادقة فيها ولا لأ.
- إيه اللي بتقوله دا؟ أنت مش خطيبي؟ وبعدين يعني هكذب عليك ليه؟
- والله مش عارف هتكذبي ليه! اسألي نفسك كذبتي ليه وأنتِ بتقولي إنك بتخافي ربنا وبتتمني تلتزمي بضوابط الخطوبة.. هي دي الضوابط اللي قلتِ عليها! إنك تتصلي بيا الساعة تلاتة بعد نص الليل وتقولي لي مبتقوليش بحبك ليه؟! دا الإحترام اللي قلتِ هتعامليني بيه وأنت بتكلميني بقلة ذوق وتعلي صوتك عليا كأني عيل صغير..
ارتفعت وتيرة أنفاسها وسألته بصوت حاولت جاهدة أن تستدعي فيه الهدوء:
- أنت بتلومني عشان بعاتبك؟!
- دا مش عتاب دا عدم احترام.. العتاب مبيكونش بالطريقة دي.. دا غير إنه الإنسان بيكون ليه حق فيه.. أما أنتِ فملكيش عليا حق في كل اللي بتطلبيه.
أنت تقرأ
لطيفها عاشق
Mystery / Thrillerتجمعت الدموع بعينيها وتسارعت دقات قلبها جاهدة لتلاحق أنفاسها الحارة التي لم يبغض أكثر منها في هذه اللحظة ثم همست برجاء وصوتٍ بُح من كثرة البكاء -عبدالرحمن التقطت مسامعها زمجرته الخشنة السابقة لنوبة غضبه التي اختبرتها سابقًا فسارعت تهتف إليه برجاء...