الطيف الثالث عشر

1.6K 91 28
                                    

أهدي هذا الفصل للقارئتان الغاليتان " المتفائلة بالله و mai maher شكرًا لدعمكم الدائم الذي يأتي لي كقطرات مياة بعد طول ظمأ♥️♥️

الطيف الثالث عشر 

" في لحظة واحدة يدفعك التهور لفعل ما يصدم قلبك، وهذه اللحظة؛ إما أن تكون المنجية من ظلمات قذفتنا الدنيا بداخلها, أو تكون استكمالًا للحظات الهلاك التي تعيشها"

خرجت إلى الجميع بعدما محت ما على وجهها ولكن مازال هناك بعض الأثر الذي لم تنتبه إليه.

 قابلتهم بالاحتضان والترحاب الشديد الذي جعل عقولهم تصدق السعادة المزيفة التي أجادت هي وعبدالرحمن نقش صورتها على وجوههما.

 جلس الرجال بالداخل والنساء في بهو المنزل 

إلا أن عبدالرحمن لم يبخل على دنيا بتلك النظرة الغاضبة التي رمقها بها قبل دخوله مع الرجال.

 تناول الجميع في الجهتين أحاديثهم المرحة حتى ارتفعت الضحكات التي خرجت من قلوبهم رغمًا عن الهموم التي كانت تقبض عليها بشدة..

اقتربت رقية في مجلسها من دنيا لعلها تستطيع الاطمئنان منها عليها لتوميء لها دنيا بإيجاب تطمئنها ولا تدري على أي شيء تفعل..

زفرت رقية بعدم تصديق..

لا تدري لما تشعر بدنيا تصنع تمثيلية هي وعبدالرحمن ويوجبان على الجميع تصديقهما بضحكاتهما المصطنعة..

استغلت قيام دنيا لجلب واجب الضيافة فدلفت خلفها لتلتفت إليها دنيا تعانقها بشدة متيقنة من أنها هي..

اهتاج قلب رقية فزعًا من فعلتها التي باغتتها بها.. 

لتنتظر قليلًا قبل أن تبتعد عنها وتنظر إلى وجهها باستفهام فأشارت إليها دنيا بالنفي مما جعل رقية تزفر بقلة حيلة عاجزة عن فعل ما يساعدهما معًا.. 

كادت رقية أن تتحدث إلا أن حمحمة عبدالرحمن القريبة جعلتها تقف مبتعدة عنها بهدوء كي لا تثير غضبه أكثر من ذلك..

 تفحص عبدالرحمن وجه دنيا الذي يقص الهموم على من ينظر إليه فابتلع تلك الغصة التي وقفت في حلقه بصعوبة..

 كل ما يعيشه معها الآن لا يرتضيه..

 لم يكن يرسم علاقتهما معًا أن تسير على هذا النحو القاسي المؤلم ولكن ماذا بإمكانه أن يفعل! 

وكيف له أن يتناسى فعلتها وكأن لم تفعل شيء؟

 بل كيف له أن يلملم شتات ثقته بها التي هشمتها وبعثرت أشلائها  على أرض يصعب على كبريائه أن ينحني بظهره ويلملمه خلفها؟! 

رفعت دنيا عيناها إليه ترى ماذا يريد ليستقر الندم والقهر بقلبها على حالته التي تقصها عليها عيناه اللتان تفيضان حزنًا..

لطيفها عاشقحيث تعيش القصص. اكتشف الآن