أخذ يتطلع لصوره السابقة بإبتسامة حزينة ... هنا و هو يقود دراجة نارية و ورائه إحدى الفتيات تلف خصره بذراعيها ... و أخرى و هو يجلس بجوار رامى على رمال الشاطئ بعدما قضوا ساعات طويلة فى السباحة ..... و أخرى و هو يقف مبتسما بفرحة مرتديا بدلة سوداء و رابطة عنق سوداء و بجواره فارس ببدلة عرسه و العروس إبنة خالته و التى تعلق ذراعها بذراع فارس الشارد كعادته .....
نثر تلك الصور على الأرضية و هو يلعن غبائه و الذى أودى بحياة إبنة خالته و جعله سجين كرسى ....
إلتفت برأسه ناحية الشرفة المجاورة لشرفته مستمعا لضحكات ميناس الرنانة و الرقيقة .... أكله الفضول و القلق عن هوية المتصل و الذى يضحكها بهذا الشكل ... فإلتف بكرسيه مسرعا و تعثر أكتر من مرة بالبساط و هو يتحرك بسرعة حتى أدار مقبض غرفته و خرج متوجها لغرفة ميناس ... أدار مقبضها و إسترق السمع عله يمسكها متلبسة بجرمها و الذى طالت أو قصرت المدة ستقع به .... وجدها جالسة على فراشها و عاقدة ساقيها ببعضهما بقميص نومها القصير و تتوالى ضحكاتها ثم قالت بلهاث :
_ بجد يا لولو ........ براڤوا عليكى يا غزل و الله ................ أهه ده اللى مش مصدقاه إنتى يا ليال تضربى حد ........... لا كان لازم أشوف الخناقة دى بنفسى ........ بس البت مهجة دى تستاهل ......... بؤجة هههههه ............ يالهوى عليكى يا غزل دى كارثة ..... .
لملمت شعراتها خلف أذنها فإنتبهت لوقفة حمزة بكرسيه أمام باب غرفتها...... فإبتلعت ريقها بتوتر و قالت مسرعة :
_ سلام دلوقتى يا ليال .... هكلمك تانى .
و إنتفضت واقفة و قالت بتوجس قلق :
_ محتاج منى حاجة يا حمزة .
حرك كرسيه و دلف لمنتصف غرفتها و إقترب منها قائلا بحدة :
_ صوت ضحكك واصل لآخر القصر .... يا ريت يكون فى سبب مقنع .
فركت أناملها من التوتر و القلق و هى ترى شرارات غضبه تنبعث من عينيه و قالت بتلعثم :
_ دى ... دى ليال كانت بتحكيلى عن خناقة غزل و مهجة جارتنا .. فا .. فضحكت غصب عنى و الله .
رفع سبابته و قال لها محذرا بغضب :
_ لو صوتك عِلى تانى هندمك و الله .. مفهوم .
أومأت برأسها بقوة و قالت مسرعة :
_ حاضر مش هكررها تانى .
تأملها قليلا بقميص نومها القصير و الذى يظهر الكثير من جسدها الأنثوى و شعراتها الطويلة المنسدلة على ظهرها و بياض بشرتها المشع و الذى يسلبه لبه و يثير بداخله مشاعر باتت مرهقة ....
إنتبهت ميناس لتأمله لجسدها ... فإرتدت مأزرها مسرعة و لملمت شعراتها على جانب واحد و ضمت مأزرها كأنها تضم جسدها و الذى تعرى أمامه ...
إبتلع ريقه بإرتباك و قال بصوت متصلب :
_ هو أنا مش حذرتك كذا مرة ما تلبسيش هدوم زى دى تانى .
تسلل القلق و الخوف لقلبها من القادم بعد عبارته تلك و أجابته بملامح مذعورة :
_ أصل أنا كنت حرانة قوى و قاعدة لوحدى فلبست قميص نومى .
إجتذبها من معصمها فإقترب وجهها من وجهه فقبض على ذقنها بقوة كاد معها أن يخلع فكها من شدتها ... و هدر بها بعصبية قائلا :
_ كلامى يتنفذ و بس... و مش عاوز أشوفك بهدوم البيت تانى ... فاهمانى .
أومأت برأسها بصعوبة ... فدفعها بقوة فإرتمت على فراشها و قد إنطلقت دموعها على وجنتيها بقهر ... لم يحتمل المزيد و إلتف بكرسيه و خرج عائدا لمنفاه و وحدته القاتلة .....
مررت أناملها على ذقنها متألمة من قبضته ... و وقفت أمام مرآتها تطالع إحمرار ذقنها و الذى سيتحول لزرقة خافتة بعد قليل .. ثم خلعت مأزرها و تركته يسقط تحت قدميها و تأملت جسدها بالمرآة و هى تسأل نفسها هل يراها دميمة لهذا الحد الذى يجعله ينفر من رؤيتها بقميص نوم .... إزداد إنهمار دموعها بحرقة ... حتى تعالى صوتها و تحول لنحيب على حالها ...
كما وصله صوت ضحكاتها وصله صوت نحيبها المؤلم ... فقبض بأنامله على شعراته بقوة و هو يكبت صرخة مدوية بداخله ... فما كان منه إلا أنه وضع كفيه على أذنيه مانعا ذلك الصوت الحاد كنصل سكينة يقطع قلبه بألم من المرور لأذنيه نافذا لقلبه .......