ظلت غزل على حالتها من التعجب واقفة مشدوهة تتطلع بأثره .... أخذت تروس عقلها فى اللف و الدوران متسائلة لم تركها و وقف مسرعا بهذه الطريقة .. و كأنه لدغته حية ... لاحظت الجدة شرودها فسألتها بمكر :
- مالك يا غزل .. سرحانة فى إيه .
لملمت غزل أشيائها و قالت بغضب :
- مافيش يا تيتة .. أنا هروح أنام علشان شغلى الصبح و الوقت إتأخر .. تصبحى على خير .
و خرجت من غرفة جدتها و دلفت لغرفتها و هى تنفث نارا من أنفها .. ظلت تتحرك فى غرفتها ذهابا و إيابا بضيق ثم توقفت و قد لمعت عيناها و قالت بتوعد :
- ماشى يا فارس ... I didn't do any thing yet .ظل محدقا بسقف غرفته هائما بعينيها التى تبتسم إليه بإشراق مهلك إستنفذ كل طاقته ... عفويتها و إنطلاقتها و ذكائها المبهر و جمالها الآخذ سلبوه قدرته على النوم لتلك الساعة المتأخرة ... ينتظر و بشوق بزوغ شمس الصباح ليتسنى إليه رؤيتها من جديد و تمضية أكبر وقت ممكن بجوارها ....
تنهد مطولا و هو يعقد ذراعيه أسفل رأسه مبتسما هائما بعينيها الفيروزية و شفتيها الوردية و التى أمرت عينيه بالتوقف عندهما سابحا بجمالهما و رقتهما ... ساعات .. مجرد ساعات جمعتهما و أصبحت حالته يرسى لها ... فماذا لو بقيت أمامه لأيام ... من المؤكد أنها ستأسره و تجعله مجنون جديدا بعالم العشق و الهوى ... مجنون غزل .
ضحك أحمد بخفوت على حالته و إضجع على جانبه الأيمن واضعا كفه الأيمن تحت وجنته و أغمض عينيه مستغفرا عله يتخلص من تلك العينين التى تطالعه بسقيفة غرفته ....تطلع رامى بساعة معصمه و قال بإرهاق و هو يطالع أشعة الشمس التى أشرقت للتو :
_ الواحد مش حاسس بجسمه .. والظابط كان بيسألنا تقولش تجار مخدرات و لا حرامية .
نفث فارس دخان سيجارته و قال بهدوء :
_ ده شغله .. عادى يعنى .
طالع رامى جروحه و قال بقلق :
_ إنت محتاج تروح المستشفى يا إبنى .. ده غير دراعك اللى ال **** ده فشفشه بالعصايا .
حرك فارس ذراعه بألم و قال بإيماءة مؤكده :
_ عندك حق ... و أهه بالمرة نطمن على بونجا و نروح ننام كام ساعة علشان ترتيبات كتب كتابك يا عريس .
إبتسم رامى بسعادة و قال و هو يصعد سيارته :
_ حلوة يا عريس دى ... طعمها كده حلو ... هون يا رب .
صعد فارس السيارة قائلا بألم :
_ ربنا يهنيك يا صاحبى .. ليال بنت حلال و بتحبك .
أدار رامى السيارة و غمز إليه قائلا :
_ طب نفسك ما إتفتحتش للجواز تانى .
إستند فارس برأسه على مقعد السيارة و ضم ذراعه المجروح بألم و أغمض عينيه قائلا بحدة :
_ شيلنى من دماغك يا رامى مش فايقلك .
تطلع رامى لشاشة هاتفه الصامت و المنير لينبهه بقدوم إتصال .. فإتسعت عينيه قائلا بتلقائية :
_ أمك .
فتح فارس عينيه مسرعا و قبض على ياقة قميصه و عينيه تشع غضبا و هو يهدر بعصبية :
_ بتشتم مين ياض .
رفع رامى الهاتف أمام عينيه و قال مسرعا :
_ أمك بتتصل يا عم إنت ... إبعد إيدك هتخنقنى .
إبتعد عنه قائلا بضيق :
_ إبقى حدد كلامك بعد كده أحسنلك .
مرر رامى أنامله على رقبته متألما و أجاب زينب قائلا بعبوس :
_ السلامو عليكو يا حاجة ....... لأ خلصنا و هنروح المستشفى .
وخزه فارس فى ذراعه على تلقائيته و التى ترجمت فى صراخ زينب بالهاتف فأبعده رامى عن أذنه حتى إنتهت و أجابها قائلا بحدة :
_ إحنا كويسين و زى الفل الحمد لله ... بس هنطمن على بونجا و نيجى على البيت على طول .... لا ما تقلقيش مش هنتأخر ... حاضر .... سلام يا ست الكل .
أغلق الهاتف و أعاده بجيبه و قال بضيق :
_ أمك ... خرمت طبلة ودنى ... أتجوز إزاى دلوقتى .
ضحك فارس و هو يتألم من جروحه على حالة ذلك الجالس بجواره و يعتقد أن الزواج نهاية عشقه السرمدى ... و لا يدرى أنها بداية عشق من نوع آخر سيجمعهما و هو عشق المودة و الرحمة ......