شتان ما بين قوة ... و قوة ......
قوة ... أن تكون على حق .. أن تكون على أساس متين يخدمك و يخدم من حولك ... و تسمى أيضا بقوة الرضا و الحمد .....
و .. قوة ... أن تستقوى بعقلك و الذى يخدعك دائما و يجعلك تظن أنك الأقوى .. و لكن على أساس واهى ... يضرك و يضر من حولك .. و تسمى أيضا بقوة الطمع و الجشع .....
و هذا النوع عندما تزرعه بيدك فى قلب صغارك .. تحولهم بمنتهى البساطة .. لنسور ... مختبئة دائما و فى إنتظار الوقت المناسب لإنقضاضها حتى لو تحولت .. أنت .. إلى فريسة لن يتراجعوا و سينالون منك حتما بدافع القوة الوهمى .......وقف فارس قبالة عونى و إبنه يحدجهم بنظراته القوية الغاضبة .. فإنكمش إسلام فى والده من رعبه و تمسك بذراعه ...
خرج فارس عن صمته و سار قليلا حتى أصبح قبالة عونى و قال بحدة :
- بقا إنت يا حاج هتقفلنا الحارة بالبوليس .
ثم تطلع لإسلام و ضيق عينيه قائلا بصوت قاتم :
- و إنت بتقول علينا صِيع مش كده .
إبتلع عونى ريقه بصعوبة و قال متصنعا القوة :
- يالا يا إسلام نمشى من هنا .
وقف فارس أمامه معترض طريقه بجسده الضخم و قال بإبتسامة ساخرة :
- على فين بس .. لسه الحساب ما خلصش .
ثم إلتفت برأسه ناحية رامى و قال بنبرة متسلية :
_ رامى هو قالك إيه ياهندزة .
ضحك رامى بسخرية و وضع يده فى جيب بنطاله و قد فهم مغزى فارس و قال بقوة :
- قالى لو قلبك مات .. ماتجيش على إتنين إخوات .
و أخرج هاتفه و هاتف بونجا و صاح به قائلا بشراسة :
- وله يا بونجا ..... عاوز الحارة تتقفل فورا بالرجالة بتوعنا .. و إعلن حظر التجوال .
و أغلق الخط .. و أعاد هاتفه فى جيبه .. مرت عليهم لحظات أذاب بها فارس أعصابهم .. ثم إقترب رامى من عونى و حاوط كتفيه بذراعه و أجبره على السير معه قائلا :
- تعالى معايا يا حاج .... متخافش هفسحك شوية فى الشقة .
و إتجه به ناحية الشرفة .. و أشار إليه على رجاله المحاوطين للمنزل و هم محملين بالعصى و الجنازير و الأسلحة البيضاء .. و متحفزين للهجوم بأى وقت ....
إتسعت عينى عونى من الخوف .. فإقترب منه رامى و قال بنبرة ماجنة و هو يطالعه بحدة :
- قولنالك اللعب معانا خطر .. و إحنا ألعابنا متعددة .. تحب تختار إيه .. أنا شخص ديمقراطى .
إلتفت عونى ناحية إبنه بقلق .. إبتسم رامى و قال مسرعا ببساطة :
- متقلقش عالعيل إبنك ده بقى عهدة العوو بذات نفسه .
إقترب فارس من إسلام بعدما ضيق عينيه بغضب و قال بصرامة :
- بقا إحنا صيع مش كده .. أنا هوريك الصيع دول هيعملوا فيكم إيه .
و لكمه فارس فى وجهه فجأة ... فسقط على الأرض من قوة اللكمة .. فمال عليه مرة أخرى و أوقفه على قدميه بسرعة و إنهال عليه باللكمات والضربات .. و تعالت صرخات إسلام المتألمة .. فحركت غزل رأسها بعدما وصلها صراخ إسلام و قالت بشفقة :
_ ما قولتلكوا بلااااااش .
إلتفتت إليها ليال الواقفة خلف باب الغرفة و تسترق السمع بقلق و قالت :
_ ربنا يستر يا غزل ... ده فارس اللى بيضربه .
أشاحت بيدها و قالت بجمود :
_ يستاهل ... فاكرينى لقمة سهلة و هينصبوا عليا .. يالا ربنا معاه .