الفصل الثامن عشر

7K 181 5
                                    


من أنت ؟!!

كيف إقتحمت كيانى .. و أسرت قلبى و روحى .. كيف إمتلكتنى دون أن أشعر .. و تعمقت بشراينى ..
هل نعشق كما نريد ؟! أم أن العشق مفاجأة .. مفاجأة تحمل الكثير .. منذ لقائنا الأول .. نظرتنا الأولى .. نبضتنا الأولى .. همستنا الأولى .. لمستنا الأولى .. قُبلتنا الأولى .....
شغف ...
فالعشق حقا شغف .. شغف قاتل .. و معانى مهلكة .. حين أصف شعورى بك .. و رغم ذلك من أنت .. فصدمتى بك .. و ألمى منك .. فاق حدود إحتمال قلبى الواهى ..

فمن أنت .. حبيبى ؟!!

ملاك .. يقف أمام ملاك .. بهالته البيضاء .. و إبتسامته الناعمة .. و خجله اللذيذ .. و نظراته الوالهه .. و دفء مشاعره الملتهب ...
و ينتظر بتوجس أن يكشر ذلك الملاك عن أنيابه .. و يظهر قرنيه أعلى جبهته .. و يصطبغ وجهه باللون الأحمر القانى .. و يتخلى عن جناحيه البريئين .. و يسقط قناعه المزيف ليظهر على حقيقته ..
حقيقته المؤلمة ....

لم تمل عينيه و هو يتأمل جمالها .. و ذكر الله بداخله كى لا تصيبها عينه بالحسد .. لا تحتاج لشئ لترهق أى عين برؤيتها .. فما بالك ببعض اللمسات السحرية التى تزيدها بهاءا و سحرا ..

تناسبها كلمة ساحرة .. و لكن ساحرة شريرة جميلة مغوية تسبى من تريد .. و قتما تشاء .. بفيروز عيناها اللامع و شفتاها المسكرة كنبيذ ملعون .. و جسدها الغص الفاتن .. و الذى يسحبك مع تموجاته لمنطقة السحر ..

ألم أقل ساحرة .. تتجول بمكنستها الطائرة و تتثر غبار سحرها على كل من رآها .. و الأسوء أنها تربح دائما و تصيب من أرادت بلعنتها ..
لعنة غزل ...
بعد الألم الذى لاقاه بالأمس يستحق بعض الهدوء لإلتئام جروحه .. و لكن بوجودها يختفى الهدوء .. فقرر أنه سيحارب النار .. بالنار ...

و سيكتوى بها .. و ستكتوى هى أيضا .. حينها .. يمكنه الصفح و المسامحة .. و غفى عن أمرا هام .. هل ستسامحه هى .. هل سينجو من عقابها .. ففتاة مثلها لا تتوقع ردة فعلها .. و سيكون ...

إبتسم بسعادة و هو يتأمل عيناها التى حددت بلون أسود أبرز جمالها و شفتاها التى برزت أكثر بلون أحمر جمرى .. و عطرها الوقح يتجول حولها بجرأة تناسبها .. حمل فارس كفها برقة و عينيه تلتهمها و قبَّله برقة و عينيه مازالتا مكبلتين بفيروزها النادر .. و خرج صوته حانيا ناعما رغم قوته و هو يقول بصدق :
- حبيبتى أحلى عروسة فى الدنيا .
لعقت غزل شفتيها بلسانها و هى فى قمة خجلها .. فإقترب منها أكثر و قبل جبينها مطولا و تطلع داخل عيناها من قرب و قال هامسا برقة تقتلها :
- إنتى بجد بقيتى ليا و بتاعتى .
إبتسم الجميع بخجل إثر مداعبته الساخنة و خرجت دنيا و وجنتاها قد توردت بخجل .. بينما تنهدت ليال و ميناس برومانسية .. و مصمصت زينب شفتيها و هى تطالع جرأة إبنها العاقل الرصين .. بينما تنحنحت غزل بخجل و قالت هامسة :
- أنا بقول نأجل كلامنا باعدين .
لماذا أميرتى .. هل تستحى و تخجلى مثلا .. أشك ..
و لكنه أومأ برأسه و قال بمشاغبة و هو ينذرها و يهيأها لما هو قادم من جموح لحظات ستحيا بها :
- تؤ .. باعدين مش هيبقى فى كلام .. هيبقى فى فعل و بس .
إحمرت وجنتاها و زادت حرارتها من كلماته الصريحة و التى تنبئها بجنون ينتظرها معه .. ربتت زينب على ذراعه و قالت بخجل بعدما وصلها همسه الثائر :
- مالك يا حبيبى كده .. حساك متوتر .
إلتفت إليها برأسه و هو يطالعها بلوم و قال بإندفاع جرئ :
- أنا متحمس .. مش متوتر .
زمت زينب شفتيها و قالت بإبتسامة خافتة :
- و ماله يا إبنى .. ربنا يسعد أيامكم .
قبل فارس كف والدته و قال بقوة :
- تسلميلى يا ست الكل .. إدعيلى دايما يا حبيبتى .
ربتت على ظهره بحنو و قالت و قد تجمعت العبرات بعينيها مجددا :
- دعيالك يا حبيبى .. ده إنت الغالى .
جذبها مهاب من عبائتها و قال بضيق :
- و أنا يا تيتة .
كففت دمعاتها و تطلعت إليه و قالت بحنو :
- إنت الغالى إبن الغالى .
إتسع صدر مهاب بفرحة و إنتشاء .. و عاد فارس بعينيه لساحرته و هو يتأملها بحزن .. و خوف .. لأنه يعلم أنها كالماء .. و ربما تتسرب من بين أنامله و يفقدها ..

تمرد أسيرة القصر (كاملـــــــــة) حيث تعيش القصص. اكتشف الآن