الفصل الثامن والعشرون:
أوقف ادواردو السيارة الرمادية امام القصر
جو مثقل بالمشاعر ان كان قلب ايمان سينفجر من السعادة وهذا باد على تقاسيم وجهها المرمرية ...فهناك قلب قريب منها ينبض بوجع
رفع ادواردو نظره لنوافذ القصر الطويلة والواسعة ولاحظ ضوء غرفتها منارا
بدى العالم كله يحوم حول شعاع تلك الغرفة وكأن كل شيء اصبح فراشات جميلة تنجذب اليها والى شعاعها...
اعاد نظرته المثقلة بالشوق امامه واعاد نظره الى نافذتها بوجع توشحت حدقتاه الخضراوتان بدهشة وسعادة اخترقته للعمق كانت تقف هناك ولكنها قامت بإسدال الستائر بقوة ظاهرة
احنى نظرته تحت حاجبيه المعقوفان في جدية تامة
التفت الى اخته التي كانت تقفل حقيبة يدها ونظرت اليه مبتسمة بحب :
- لا استطيع...لا استطيع ابدا ان اوفيك حق شكرك اخي
ابتسم بلطف ووضع يده الرجولية على رأس اخته :
- اسدي لي خدمة واخفي دموعك لا نريد ان يكتشف زوجك الامر
حركت رأسها مبتسمة بسعادة اقتربت قبلته على خده وضمت نفسها اليه مغمضة الاعين وبعدها انصرفت تغادر السيارة
شاهدها اخوها وهي تدخل البوابة الحديدية وتلوح له بيدها فرفع يده بالمثل
امسك علبة السجائر واشعل احداها يدخنها
ارخى راسه ورفع عيونه لغرفتها التي تزال كما هي ...لم يكلمها ...لم يحدثها منذ تلك الليلة ..كز على اسنانه من هجمة الالم في صدره وكم شاق عليه الا يراها انها لا تغادر عقله ولا افكاره ولا روحه ولا ينجو جسده من العذاب عبر العروق والقلب والجوارح كلها ... انها توجعه بلامبالاتها ويزداد وجعه عندما يكبت اهتمامه بها ...تمنى فقط ان تفتح تلك الستارة وتلوح له بيدها وابتسامة عذبة تزين ثغرها ان تبعث له قبلة في الهواء ان تشير له انه في قلبها ...للاسف انه يحلم ان الطريق امامه شاق ...لكن رغم قسوته ووجعه الا انه يريد خوضه ...يريد ان يكسبها وينال حبها ...انها الان تمثل كل شيء في حياته وفي مستقبله ...من قال ان البدايات دائما تكون صحيحة فلربما البدايات الخاطئة ينتج عنها شيء لم يكن في الحسبان
انطلق من امام القصر بسيارته واتخذ له طريقا طويلا نحو مكان لم يزره منذ مدة طويلة مال بسيارته ليدخل ارضا معربدة اوقف السيارة ونزل منها نظر الى منظر البحر والجهة الاخرى من المدينة والمنازل المنارة حيث تلتف من حيث يقف في قوس على البحر
هزهز الريح خصلات شعره الثائرة وسترته ايضا تأمل جليا
لديه كل شيء ...لطالما تفاخر بانه يملك الدنيا ...يملك المال ..لديه ارق ام في العالم...ولطالما ملك النساء في حياته كما ربطات العنق في دولابه
أنت تقرأ
حب في عتمة الأكاذيب لِـ "Jawhara49" (مكتملة)
Romanceالملخص الهوى يطرق ابوابا مختلفة...يدخل بيت القلوب كنسيم حر طليق يبعث على الاشواق والذوبان...لكن باب إيمــان يخفي وراءه بيتا لقلب مليئ بالجراح مليئ بالغموض والاسرارتحولت حياتها لجحيم وصارت كلمة الزواج في حياتها عقدة لتجد ان اختها لادان قبل ان تموت دب...