حب في عتمة الأكاذيب لِـ "Jawhara49" (مكتملة)

🍇الفصل التاسع والعشرون🍇

الفصل 29:

لا تتفتح الازهار كل يوم على سعادة أو يوم مشمس زاخر بدفئه

هناك ايام تملأها الاحزان واللوعة والحرمان

وأيام سعادة و حبور يتحدى الزمان

هناك نصف ثان دائما يكمل الواحد منه الاخر انجذاب قوي اكبر من طاقة مغناطسية ...أكبر من ذلك بكثير هناك رابط قوي روحي

ما ان تلمس الايادي بعضها بعضا يصبح الرابط ازليا

ويصبح الفراق شاقا على الفؤاد بكل مشاعره المرهفة اللطيفة والتي تحتاج كما نعومة الازهار لري وسقي واهتمام

لكن ماذا ان تلقينا عكس ما نتوقع دائما هناك انهيار وسيكون دائما هناك انفصام حاد ...بعد الاهمال هناك انهاك وتعب ..هناك يكبر الانسان ويصبح همه اكبر من الدنيا بأضعاف

غير ملموس لكنه ينعكس على الارواح ويعبر الجسد يظهر عبر العيون وفي النحول والذبول ..عندما تنتهي الابتسامات والتي ترسم معها لوحة عذبة حتى على خطوط العيون...فبعد ذلك حتى الابتسامة تصبح رسمتها كئيبة على ملامح الانسان.

عندما يغلف الصمت والشرود واقعنا يكون هناك الاذى قد بلغ منا ما لم نكن نتوقع

لا يصير للحياة طعم سوى مرارة لا نهاية لها تملأ كل جزء فينا

وقد قتلت الكثيرين بدون رحمة ...وتبدأ حكايتها في القتل البطيء مجددا .

علمت والدة رمزي بما حدث ووالده ايضا تناقشت مطولا مع زوجها لكن هذا الاخير لم يرد التدخل وترك لها المهمة فهو ابنه اجل لكنه يعرفه تمام المعرفة

فله اسراره وحياته الان ولا يمكنه ان يفهم ما دفعه لتخليه بتلك السهولة عن زوجته...لكنه متأكد من أن الامر ليس بالسهل

السيدة امينة تجاذبت عدة مرات او بالأحرى ثلاث مرات الحديث مع ابنها في ثلاث مناسبات مختلفة لكنه انغلق على نفسه اكثر من العادة

وتكره عندما ترى عقدة جبينه قد عادت حتى وان كان باردا معظم الوقت فهي تعلم انه متأثر بالفراق عن ايمان ..انه ابنها حبيبها انه البكر من ربته وتعلم كل حركاته وتفصيلاته لكن يؤلمها انه بعد ان كبر وصارت لديه حياة خاصة ألا يشاركها في همه مهما كان

واذن لم يبقى لها سوى حل وحيد سوف تتصل بإيمان نفسها لكي تدعوها للمجيء الى القصر وتحادثها وتعلم منها ما جرى بينهما لانها لا تنوي ان تقف مكتوفة الايدي تشهد دمار زواج ابنها دون ان تتدخل بينهما.

جلست السيدة امينة في الحديقة تحت مظلة تلاعبت بها رياح البحر المالحة التي تعيد لأنفاسها الارتياح امسكت هاتفها النقال ونظرت اليه بجدية واتصلت برقم ايمان

رن الهاتف في غرفتها كانت تحاول الحصول على راحت البال بعد ان صلت صلاة الضحى وقامت تقرأ بعض الايات لكي تريح نفسها من الافكار المؤلمة التي تنخر قلبها لدرجة ان كثرة اعتصار فؤادها بالألم والمرارة اخافها