-صباح الخيرِ... التفت للخلفِ نحو صاحبة هذا الصوت اللطيفِ، والتي صارت جزءً من حياته منذ أسبوعٍ مضى، تنهد ببطءٍ قبل أن يبادلها الابتسامةَ..... هذا المقدار من الاهتمامِ زائدٌ قليلًا عما اعتاد عليه..
-بدون سكرٍ، لا تقلق.. قرَّبتْ إليه الكوب مجددًا، ليلتقطه هو بينما قال بهدوءٍ –مع نظرةٍ غريبةٍ-: هذا الكوبُ..
-صدقني لقد طلبتُ منه أن....
-...هل احترقت أصابعكِ..؟ قاطعها بتلقائيةٍ تامةٍ وهو يأخذ الكوب الورقي من كفها ويسنده على الكرسي المجاور
...وبتلقائيةٍ أكبر التقط أصابعها بين خاصته ينظر إليها -أو على وجه الدقة يتفحص أطرافها التي تلونت باللون الوردي الطفيف..-
...لم تبدِ أى ردة فعلٍ، فقط تركته يتابع فحص أصابعها التي.. كما قال تمامًا قد احترقت بفعل الشاى..ثلاثُ ثوانٍ فقط..
...رفع رأسه نحوها ليراها مثبتةً عينيها العسليتين عليه، ماذا يحدثُ..؟
بل ماذا يفعل هو الآنَ..؟هل هو يتخيل أم أنه حقًا، الآنَ... قد تصرفَ بتلقائيةٍ –كما تفعلُ هى تمامًا-؟
هل بدأ حقًا يتأثر بها..؟سرعان ما أفلت كفها ثم ثابع بهدوئه المعتاد: ما دمتِ لا تستطيعنَ حمله لماذا تطلبينَ من الرجلِ أن يملأه حتى حافته...؟
-أنا.. من أجلكَ. أجابته بتلعثمٍ واضحٍ، لو لم تكن تعرفه حتمًا كانت ستنزعج من عبارته هذه، والتى توحي بعدم تقديره لكونها اهتمت لأمره، ولكن.
...هذا هو زياد الطبيعي -أو غير الطبيعي كما تقول عنه دائمًا..-، من غير الممكن أن يستخدم طريقةً لطيفةً للتعبير عن مشاعره.. "القلق"
-لا داعي لاهتمامكِ، أظن أنني قلتُ هذا من قبل عدة مراتٍ.. عاد يمسك كوب الشاي الموضوعة على الكرسي، ملامح وجهه الباردة كانت خاليةً من أي تعبيرٍ واضحٍ، مثل هذا الجمود قد يبدو بغيضًاعادةً ولكن.. لا تدرى لماذا ولكنها اكتفت بأن ابتسمت لهُ ببساطةٍ، بدأت تتحدث ثانيةً بهدوءٍ أثناء سيرها البطيء: الاهتمام بما يفضله الآخرونَ ليس حكرًا عليكَ وحدكَ.. يا زياد.
أهي تحاول الإشارة إلى الحلوى التي أحضرها من أجلها؟
سار هو الآخرُ لاحقًا بها بصمتٍ، ما زال هناكَ بعض الوقتِ حتى المحاضرة، ووفقًا لإحضارها الشاي فمن المؤكد أنها تنوى العمل قليلًا على المشروع..
بدأ يرتشف القليل من كوبه أثناء الطريقِ، ليقول بعدها بهدوءٍ: شكرًا لكِ..
توقفت عن السير ناظرةً إليه بدهشةٍ ثم قالت بابتسامةٍ: هكذا ببساطةٍ؟
-لم أفهم..
تابعت الضحكَ قليلًا قبل أن تتابع: يبدو أن عدوى -لم أفهم- بدأت تنتقل إليكَ أيضًا، كنتُ أحاول أن أقول.. هل تشكرني ببساطةٍ هكذا؟هل أنتَ بخيرٍ..؟
أنت تقرأ
حياة
Romanceأتذكرون تلكَ اللعبةَ التي اعتاد الكبار تسليتنا بها في صغرنا؟ عدةُ أحرف متداخلةٍ يشكلُ اختلاف ترتيبها كلماتٍ عديدةٍ.. مملةٌ كانت للبعضِ، أما ل "حياة".. فقد كانت بدايةً لشغفٍ بالكلماتِ لن يتلاشى أبدًا.. "لا تعطني وردةً، أعطنيِ حبرًا وورقًا.. لأطلقَ ل...