"...هي التي ينحني الظلُ أسفلَ عينيها، هي الفتاة ذات رائحة القهوة وشاي الياسمينِ الأخضر، تلكَ الفتاة الكاتبةُ... أصابعها ملطخةٌ بالجرافيت والرصاصِ والحبرِ الذي سيسافرُ إلى يدكَ عندما تضعها في يدها..سوفَ تمنحكَ الفرصةَ لكن لا تكذب عليها، لأنها سوفَ تفهمُ ما وراءَ كلماتكَ..
ستكونُ محبطةً لأنكَ تكذبُ عليها لكنها ستتفهمُ، ستتفهمُ أنه أحيانًا.. حتى الأبطالُ يفشلونَ..
وأنَ النهاياتِ السعيدةَ تستغرقُ وقتًا، تلكَ هي الفتاةُ التي تحبُ الكتابةَ..
ظريفة.. متعاطفة، وغامضةٌ بعضَ الأحيانِ، لديها حياةٌ مليئةٌ بالألوانِ أكثرَ من أي فتاةٍ أخرى
اخرجْ في موعدٍ مع فتاةٍ تحبُ الكتابة؛ لأنه لا شيءَ أفضلَ من الخروجِ في موعدٍ مع فتاةٍ تحبُ الكتابةَ.."
ابتسم بخفوتٍ وهو يتابع تقليبَ صفحاتِ الكتابِ بعشوائيةٍ، حسنًا بغضِ النظرِ عن المضمونِ و العنوانِ.
..حقًا هذا المقالُ يشبهها كثيرًا، ملونٌ مثلها و...
-ماذا تقرأُ؟ انتفضَ على إثرِ هذا الصوتِ، و.. هذه الحركةِ المفاجئةِ، إذا أن صاحبةَ الصوتِ قامت فجأةً بالضغطِ بكفيها على طرفي الكتابِ ليرتدَ منغلقًا..
تنهد بهدوءٍ قبلَ أن يرفعَ رأسه نحوها ويقول: ألا تستطيعينَ تركي أعيشُ بهدوءٍ أبدًا..؟
-لماذا تجيبُ عن سؤالي بسؤالٍ آخر؟ هل ستريني الكتابَ أم آخذه بنفسي..؟
لا، هذه الفتاةُ فقدت عقلها حقًا، من الواضحِ أنها أحيانًا تنسى طبيعةَ العلاقةِ بيننا..
لحظة! ما هي طبيعةُ العلاقةِ بيننا بالضبطِ؟
-نحنُ في المكتبةِ، هلا تهدئين قليلًا قبلَ أن نُطردَ من هنا؟ قال بهمسٍ وهو يضع الكتابَ على الطاولة المجاورةِ لمكانِ وقوفه، لتتسعَ عيناها قليلًا ثم تقول: أنا أعرفُ هذا الكتابَ..
عادت تظر إليه وتابعتْ بابتسامةٍ عابثةٍ: هل أنتَ معجبٌ بفتاةٍ تحبُ الكتابة؟
-سأذكركِ مرةً أخرى أنني لستُ مضطرًا للإجابة.. صمتَ لحظةً يتساءلُ خلالها، لماذا؟ في كل مرةٍ يُتبِعُ عبارته هذه ب.. تبريرِ موقفه لها؟
تابع حديثه بهدوءٍ: ألا يمكنُ أن يكونَ العنوانُ قد جذبَ انتباهي فقط؟
-العنوانُ فقط؟ "اخرجْ في موعدٍ مع فتاةٍ تحبُ الكتابةَ.." أنتَ، هل تعرفُ فتاةً تحبُ الكتابةَ غيري؟
لحظة، صيغةُ السؤالِ خاطئةٌ بعضَ الشيء، هل تعرفُ أيةَ فتاةٍ غيري؟
ضحكت بصوتٍ منخفضٍ قليلًا إلا أنه، وفي مثلِ هذا المكانِ الهادئ يكونُ لافتًا للانتباه..
أنت تقرأ
حياة
Romanceأتذكرون تلكَ اللعبةَ التي اعتاد الكبار تسليتنا بها في صغرنا؟ عدةُ أحرف متداخلةٍ يشكلُ اختلاف ترتيبها كلماتٍ عديدةٍ.. مملةٌ كانت للبعضِ، أما ل "حياة".. فقد كانت بدايةً لشغفٍ بالكلماتِ لن يتلاشى أبدًا.. "لا تعطني وردةً، أعطنيِ حبرًا وورقًا.. لأطلقَ ل...