لا هذه ليست ممكنةً، ولا هذه، وهذه بها بعضُ الأخطاءِ، يبدو أن زياد على حقٍ..
لا مفرَ من كتابةِ واحدةٍ جديدةٍ..هكذا كانت حياة تحدثُ نفسها أثناءَ جلوسها على طاولةِ المطبخِ بينَ كومةٍ من الدفاترِ والأوراقِ، وأمامها الحاسبُ المحمولُ، رفعت رأسها نحو الساعةِ الجداريةِ..
قاربت السادسةَ صباحًا..ليس من عادتها أن تكونَ مستيقظةً في مثلِ هذا الوقتِ الباكرِ، وقبل جميعِ أفرادِ الأسرةِ، ولكنها.. الكتابةُ.
الشيءُ الوحيدُ الذي هي مستعدةٌ لتجاهلِ النومِ والراحةِ من أجله..
-حياة.. صباحُ الخيرِ، منذ متى وأنتِ مستيقظةٌ هكذا؟ التفتت خلفها نحو والدتها التي هبطت للتو من الأعلى وأجابتها بابتسامةٍ هادئةٍ: صباحُ النورِ، كانَ لديَّ بعضُ الأعمالِ لذا استيقظتُ باكرًا.
تابعت: هناكَ فعاليةٌ أدبيةٌ ستُجرى في الجامعةِ خلالَ يومينِ، أحاولُ أن أكتبَ شيئًا لأشاركَ به..
-وكيفَ يسيرُ العملُ؟ سألتها مروة أثناء وضعها ابريق الشاي على الموقدِ.
-لا نتيجة للأسفِ، قد أتأخرُ قليلًا اليومَ، سأحاولُ الكتابةَ في الخارجِ وربما أستعينُ بزياد..
هزت مروة رأسها بخفوتٍ، سؤالٌ يترددُ في عقلها منذ فترةٍ ولكنها لم تجد الفرصةَ المناسبة..
-ألاحظُ أنكِ تتحدثينَ عنه كثيرًا هذه الأيام، هل يا ترى.. هل يمكنُ أن يكونَ بينكما شيءٌ أكثرُ من مجردِ صداقةٍ؟
ما وصلَ إلى مسامعِ مروة في هذه اللحظةِ هو صوتُ اصطدامِ الكوبِ البلاستيكي الذي كانَ بيمينِ حياة بالأرض، استدارت للخلفِ لترى تلكَ النظرة الفارغة التي ظهرت على عسليتيها.
هزت رأسها قليلًا في محاولةٍ منها للعودةِ إلى الواقعِ ثم بدأت تتحدثُ: ماذا تقولينَ يا أمي؟ لا يوجدُ شيءٌ كهذا.. نحنُ حقًا.. أعني أنه صديقي فقط ليسَ أكثرَ..
-لماذا ارتبكتِ هكذا انما كان مجردَ سؤالٍ عادي فقط. ابتسمت لها مروة بحنانٍ قبل أن تتابعَ: اذهبي وأيقظي رائد حتى لا يتأخرَ عن المدرسةِ وأنا سأتابعُ تجهيزَ الإفطارِ.
-حسنًا.. انحنت أرضًا تحضرُ الكوبَ البلاستيكي ووضعته على الطاولة ثم سرعانَ ما ركضت نحو الأعلى..
السؤالُ المثيرُ لدهشتها هنا، لماذا تأثرت بهذا الشكلِ من افتراضِ والدتها؟
ربما لأنها ليست المرةَ الأولى، والدتها ليست الشخصَ الأولَ الذي يفشلُ في فهمِ علاقتها بزياد.
طبيعيٌّ للغايةِ، ابتسمت بسخافةٍ فهي.. هي نفسها فشلت في تفسيرِ طبيعةِ هذه العلاقة المُعَقدةِ.
****************************************
ها هي أخيرًا وصلت إلى موقفِ السياراتِ الخاصِ بالطلبةِ، ألقت نظرةً فاحصةً على الوضعِ لتكتشفَ أن المكانَ الذي اعتادت إيقاف سيارتها به مشغولٌ حاليًا..
أنت تقرأ
حياة
Lãng mạnأتذكرون تلكَ اللعبةَ التي اعتاد الكبار تسليتنا بها في صغرنا؟ عدةُ أحرف متداخلةٍ يشكلُ اختلاف ترتيبها كلماتٍ عديدةٍ.. مملةٌ كانت للبعضِ، أما ل "حياة".. فقد كانت بدايةً لشغفٍ بالكلماتِ لن يتلاشى أبدًا.. "لا تعطني وردةً، أعطنيِ حبرًا وورقًا.. لأطلقَ ل...