الفصل الخامس عشر: ومع هطول المطر..

5.4K 555 266
                                    


 
"ربما لأنني لم أصادفه حتى الآنَ"

هل كانَ يتخيلُ هذه العبارة؟ لا.. لقد كتبت هذا في خاطرتها حقًا.

و.. أمير، ماذا عنه؟

هل بدأت تفهمُ أنها ليست واقعةً في حبه أو ما شابه؟ مجردُ التفكيرِ في الموضوعِ يبعثُ فيهِ الراحةَ.

لكن لماذا؟..   تنهدَ طويلًا بينما بدأ يُحرِكُ رأسهُ، ليشعرَ في ذاتِ اللحظةِ بكفٍ دافئةٍ تتحركُ على وجهه.

تنفسَ ببطءٍ ثانيةً قبلَ أن يبدأ بفتحِ عينيهِ..

-زياد، أخيرًا. ابتسمت بخفوتٍ وهي تحركُ أصابعها على وجنتها، هل كانت تبكي أم ماذا؟

-ماذا حدثَ؟  سألها بخفوتٍ بينما حاولَ الاستنادَ على أحد كفيهِ ليُعَدِل من وضعيتهِ،:برفقٍ دفعته للخلفِ ليستلقي مجددًا ثم بدأت بالحديثِ: ألا تذكرُ؟  فقدتَ الوعي قبلَ بعض الوقت، أخفتني كثيرًا

-هل هبوطٌ في سكرِ الدمِ؟  تساءل فيما يحاول تحريك أصابعه، كنتُ قد بدأتُ أشعرُ ببعضِ الأعراضِ على حسبِ ما أذكرُ.

-وما دمتَ قد شعرتَ ببعضِ الأعراضِ، لماذا لم تخبرني؟ هل تعلمُ مقدارَ الخوفِ الذي شعرتُ بهِ عندما سقطتَ هكذا دونَ سابقِ انذارٍ؟

-حسنًا لا تكبري الموضوعَ، لا داعي للقلقِ.. ليستْ المرةَ الأولى على كلِ حالٍ..

تنهدت بضيقٍ وهى تضغطُ على أصابعه بينما قالت: راحتكَ هذه، لا أستطيعُ تصديقكَ..  رفع رأسه يتفحصُ ملامحها، يا إلهي كيف تورمت عيناها بهذا الشكلِ؟ ابتسمَ بخفوتٍ..

في هذه الدنيا؛ لقد اتضحَ أن هناكَ أحدًا آخر يقلقُ بشأنهِ..

كادَ يتحدثُ مجددًا لولا تلكَ التي دخلت من البابِ فجأةً، ممرضةٌ على ما يبدو..

أجل، هذه عيادة الكليةِ، اقتربت المرأةُ منه ممسكةً ابهامَ يسراه ثم قالت: حمدًا للهِ على سلامتكَ، من الجيدِ أن صديقتكَ قامت بإسعافكَ في الوقتِ المناسبِ..  جيدٌ، ها قد بدأ يرتفعُ مجددًا..  قالت تتمةَ عبارتها وهي تتفحصُ القيمةَ الظاهرةَ على شاشةِ الجهازِ الرقمي

تلقائيًا عادَ هو ينظرُ إلى حياة ويقولُ: كيفَ عرفتِ؟

-مجردُ تخمينٍ، كنتَ قد قلتَ لي أنكَ لم تأكلْ منذ يومينِ..
تابعت بخفوتٍ: وأنا أعلمُ أنكَ تعاني من مشكلاتٍ مع سكرِ الدمِ...

هز رأسه بتفهمٍ، ما هذه المواقفُ الغريبة التي صارَ يتعرضُ لها؟ كأنها مؤامرةٌ كونيةٌ ضده..

-هل تستطيعُ النهوضَ؟  التفت إليها بينما أجابَ بابتسامةٍ: بما أنني ما زلتُ أتنفسُ، سأكونُ قادرًا على النهوضِ دائمًا

-الآن تأكدتُ أنكَ بخيرٍ، هاتِ يدكَ..  ابتسمت هي الأخرى بينما مدت يسراها أمامه كعرضٍ للمساعدةِ، على الأغلبِ هي تعلمُ جيدًا ردةَ الفعلِ المتوقعةَ منه الآنَ.

حياةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن