الفصل الرابع عشر: ماذا لو نقع -كلينا- في الحب؟

5.1K 548 68
                                    


 
بالكادِ اقتربَ من اتمامِ مائدةِ الإفطارِ، كلُ شيءٍ كعادته.. طبيعيٌّ، باستثنائه هو..

ربما ليسَ واضحًا للرائي، ولكن رماديتيه تحملانِ نظرةً ذابلةً، هو شخصيًا لم يتمكن من فهمِ مشكلتهِ، أو ليكونَ أكثرَ وضوحًا.. لم يتمكنْ من فهمِ لماذا يمثلُ هذا الموضوعُ مُشكلةً له.

منذ متى وهو يهتمُ بمجردِ خلافٍ بسيطٍ كهذا؟

وضع الأكوابَ على الطاولةِ بالترتيبِ، وأثناءَ هذا ألقى نظرةً سريعةً بطرفِ عينه على الهاتفِ، لم ترسل شيئًا.
لتفعلْ ما تشاءُ، ما شأني أنا؟

خرجَ من شروده على صوتٍ أنثويٍّ هادئ ينطقُ تحيةَ الصباحِ، صحيح..

لقد نسي تمامًا أنها –والدته..- عادت من سفرها ليلةَ الأمسِ، للمرةِ الأولى منذ ما يزيدُ عن شهرٍ ونصف سيجلسُ ثلاثتهم سويًا على مائدةِ الإفطارِ..

هذا بالطبعِ إذا لم يظهر أي اجتماعٍ آخرَ من حيثُ لا ندري، هكذا حدثَ نفسه وهو يبتسمُ بسخافةٍ.

لقد غرقَ في التفكيرِ كعادته ونسي أن يجيبها، دارَ برأسه نحوها مبتسمًا ببساطةٍ وهو يقولُ: صباحُ النورِ.

سحبت كرسيًا وجلست عليه، ليقومَ هو بصبِ الشاي الساخنِ في كوبها..

-أليسَ لديكَ جامعةٌ اليومَ؟  بدأت تتحدثُ بينما عبثت بخصلات شعرها ذات لون البندق.

-لا يحضرُ صباحًا..  خرجَ الردُ من والده الذي دخلَ المطبخَ فجأةً، تابع مبتسمًا: نتناولُ الإفطارَ سويًا ويتأكدُ من أدويتي قبل أن يغادرَ..

-أظنُ أنني والدتهُ وأعلمُ جيدًا أنه يفعلُ هذا، سؤالي كانَ أبسطَ من تلكَ المعاني التي حملتها إجابتكَ..
-أنتِ ماذا تعلمينَ عنه في الأصلِ يا والدته؟

...لا، لن يستطيعَ احتمالَ هذا الشجارِ منذ الصباحِ الآنَ، هما لا يتشاجارانِ عادةً ف.. بالرغمِ من كلِ شيءٍ..
قصةُ الحبِ الجميلةُ بينهما قد استحقت الاستمرارَ.

ولكنْ كلما اقتربَ الموضوعُ منه فإنَ والده يصيرُ حساسًا بشكلٍ زائدٍ، يبدو أن عليهِ أن ينسحبَ من بينهما كالعادةِ إنهاءً لهذا الحوارِ..

انتهى من صبِ كوبِ الشاي الخاصِ بوالده قبل أن يبدأ بالحديثِ: أنا سأغادرُ الآنَ، بالعافيةِ لكما..

-إلى أينَ في هذا الوقتِ الباكرِ؟  ولم تأكلْ شيئًا!

-سنُسلمُ المشروعَ اليومَ، أراكما مساءً..  حملَ هاتفه الموجودَ على الطاولةِ ثم بدأ يتحركُ نحو الخارجِ، ليتوقف ثانيةً على صوتِ والدتهِ: سيارتكَ، هل بها وقودٌ؟

-لستُ متأكدًا، يمكنكِ أن تسألي جهاد، إلى اللقاء..  سارعَ بالخروجِ من المكانِ قبلَ أن يتركَ مجالًا لأي أسئلةٍ أخرى قد تحملُ محتوى مناسبًا ليختلفا عليهِ..

حياةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن