(الفصل السابع عشر )
تركت هابسى جدتها فى الصباح الباكر وتوجهت إلى فيلا النجار بعد اخذ العنوان من مريم وقابلت مريم وبدأت معها فى إتمام اللمسات الأخيرة لحفلة اليوم .
خلعت هابسى جاكت البدلة السودة وكانت ترتدى بلوزة بيضاء وحجاب اسود وبنطلون من الكتان الاسود وبدأت تشرف على العمال وتوجه إليهم الحديث.
حضر ليل وراءها اول مرة بدون اسود فى اسود رائها ببلوزة بيضاء كانت تظهر جمالها ووقف ينظر إليها:
المهندس المختص بعمل ديكور الحفلة ينفعل على العمال ويسب ويلعن بيهم
وفقت هابسى مصدومة من كلام هذا الكائن لماذا يتجبر على العمال البسطاء هل من حقة ان يسب ويلعن بيهم هكذا دون مرعاة لاى مشاعر أو أى فرق سن بينهم العمال البسطاء منهم من فى سن والدها وهى لاترضا لاى كائن أى يقلل احترام والدها راءت فى ذلك الرجل الوقور الهم والحزن والضعف والانكسار فشاب فى ريعان شبابة يلعن فية وهو بعمر والدة
هابسى بانفعال : فى اية يابشمهندس
اكرم بابتسامة: اسمى اكرم بس
هابسى: مش موضوعنا انا بسالك فى اية مين يديك حق تعامل الراجل الطيب بالشكل دة ممكن اعرف حصل اية عشان تنفعل على واحد قد والدك المفروض تحترمة وتقدرة مش بالشكل دة حصل اية عشان تسب وتلعن فية هو مافيش احترام لفرق السن إللى بينكم يبق يكون فى احترام انة على الاقل فى سن والدك ولا انت راضى ان حد أى كان يعامل والدك كدة بعدم احترام مشاعرة وفى وسط العالم كدة ويتهزق من شاب صغير قد ابنة هل ترضى يحصل كدة لوالدك يا بشمهندس والراجل ساكت وماحبش يرد عليك تفتكر دة لية اقولك انا لية عشان هو بيحترم لقمة العيش والمكان الموجود فية وساكت وصابر ومتحمل عشان آخر اليوم يكون معاة فلوس يأكل عيالة راضى بالزل والمهانة من عيل قد عيالة عشان لقمة العيش الراجل دة المفروض تقدرة وتحطة فوق دماغك هو من غيرة مش هتعرف تمشى الشغل بتاعك ماهو مش معقول مهندس وبتشتغل بايدو لا يجيب عمال يشغلهم ويزلهم ويمرمط فيهم وفى آخر اليوم مايخدوش ربع تعبهم ولا اهانتهم على الفاضى والمليان صح ياهندسة
اكرم بصدمة لا يستطيع أن يتحدث فكل ماقالتة هابسى صحيح مليون بالمائة
هابسى: تعالى يااسطا ماتشغلش بالك واوع تزعل نفسك واوع تقلل من احترامك لنفسك عشان لقمة العيش اوع تتزل لاى مخلوق على وجة الأرض عشان المزلة لغير الله كفر وشرك بالله عشان لم تعوز حاجة تطلبها من ربنا مش العباد ربنا هو الرزاق والرحيم بعبادة ومخلقش العباد عشان الزل لا دة خلق الإنسان كريم وقال فى كتابة العزيز: ولقد خلقنا الإنسان فى احسن تكوين.
يعنى ربنا بيكرم الإنسان ومايزلوش ولا يقهرو ويضعفة وماتراضاش بالزل والمهانة عشان رغيف عيش لا حياتك لازم تكون كريمة واوع تفرط فى حقك واوع ترضى تعيش مكسور وضعيف ومهزوز تعالى معايا انا عايزة اتكلم معاك يا راجل ياطيب انت ههه
ابتسم لها بامتنان : ربنا يكرمك يابنتى
اكرم بصدمة : انا انا اسف مش قصدى والله انتى فهمتى غلط
هتفت هابسى بضيق : خلاص ياهندسة شوف شغلك
كان بياتبع الموقف باعجاب ثم حدث نفسه : البيت دى عندها زكاء وحكمة مش عند حد .
___
علي جانب اخر
وقفت هابسي تتحدث مع ذلك المسن : اسمك اية بقى ياعم الحج ههه
هتف بابتسامتة البشوشه : محمد
هابسى: الله احسن الاسامى على اسم الرسول علية الصلاة والسلام واسم بابا كمان الله يرحمة
عم محمد : علية افضل الصلاة والسلام . وربنا يرحم والدك عرف يربى بصيحيح بيقول إللى خلف مامتش يابنتى يعنى يبق فى امداد لية فى الدنيا بعد لم يرحل عنها
هابسى : طيب ياعم محمد عايزة اتفق معاك اتفاق انا عندى تاكسى بابا وممكن تاخدة تشغلة ولية تلت الايجار اية رايك بتعرف تسوق الاول
عم محمد : بعرف اسوق
هابسى: تمام اية رايك ممكن اظبطة واعملة التصليح اللازم اصل مركون من سنين
عم محمد : ربنا يكرمك يابنتى زى مابتكرمينى
هابسى: لا انا مابكرمش حد ربنا هو الكريم ولا نسيت ياعم الحج هههه هو انت ماحضرتش الثورة عيش حرية عدالة اجتماعية ولا اية
عم محمد : لا انا نزلت احمى بيتى وولادى مع رجالة المنطقة
هابسى: يعنى شاركت اهو
عم محمد : انتى نزلتى يابنتى
هابسى: لا ياخسارة كان نفسى انزل واشارك بس الحجة فاطمة الله يخليهالى يارب فضلت تلطم وتصوت وبينى وبينك انا كنت لسة صغيرة بردو هههه
عم محمد : هههه ربنا يسعدك يابنتى
هابسى: طيب قولى عنوانك وانا هعدى عليك بكرة نتفق اية رايك
عم محمد : وانا معاكى بس الرزق هيتقسم بينا بالنص يابنتى دى الحق
هابسى: لا حقك اكتر ماانت هتشتغل طول اليوم وتتعب انا اخد نص اجرك لية الحق هاخد التلت بس وحضرتك التلتين
عم محمد : بس دة تاكسى بتاعك بردو يعنى رأس المال منك وانا المجهود والتعب
هابسى: معلش هو كدة الصح متفقين
عم محمد : خلاص يبق ادفع فى التصليح هو دة العدل
هابسى بابتسامة : ماشى لم يتصلح هاجى واتفق معاك قولى بقى رقمك وعنوان بيتك
عم محمد : من عنية انا ساكن ف . . .
هابسى: تمام كدة استنى لسة هجبلك حق شغل اليوم انت تعبت ولازم تاخدتمن تعبك استنى رجعالك
. .
هابسى: بشمهندس هات حساب عم محمد
اكرم بكسوف : اتفضلى دى أجرة اليوم وبزيادة كمان
هابسى: زيادة لية تمن الشتيمة والذل ولا اية دة بدل تهزيق الناس والله اول مرة اعرف ان الكرامة بق ليها تمن بص بقى هات حساب اليوم وبس بلاش زيادة عشان كرامة الراجل غالية اوى مش هتقدر تدفع تمنها ولا تعويضها
ليل: اسمع الكلام يااكرم حساب عم محمد بس ادفعهولها
اكرم: حاضر يا مستر ليل
اكرم : اتفصلى
. . . .
رجعت هابسى واعطت عم محمد المبلغ واتفقت معاة اول لم يتصلح التاكسى هتروح وتسلمة التاكسى ووافق على كلام هابسى ورجع بيتة مبسوط ان ربنا عوضة خير لم ساب شغلة .
ليل يتحدث مع اكرم
ليل: اكرم دى مش اخلاق انك تتعامل بالشكل دة مع العمال إللى اقل منك
اكرم : انا ماكنش قصدى
ليل: انا ماحبتش ادخل واقلل من احترامك زى ماعملت مع العامل بس عجبى رد سكرتريتى وفضلت السكوت مشىمعنى كدة انك صح فاهم يا بشمهندس وعايز اوضحلك نقطة مهمة احنا من غير العمال ولا حاجة والشغل يوقف ويخرب والعامل الصغير لية مكانة كبيرة فى خط سير العمل ومن غيرهم ولا نسوة حاجة ولا الشغل يمشى خطوة قدام وابسط واقل عامل فى أى مكان او شغل هو دة النجاح ومكانة كبيرة عند ربنا اهم من رجال الأعمال والمستوى العالى دة قيمتة بتكون أكبر واعلى عند ربنا بعملة البسيط ودخلة المحدود وعزة نفسة وكرمتةورغم فقرة مايقبلش قرش حرام على ولادة وبيتة وانا مابحبش قطع عيش حد خد بالك من طريقتك مع الناس انا بلفت نظرك بس ليك مش ليا عشان حياتك انت بعد كدة انت لسة صغير لسة الطريق طويل ابدا صح عشان تعيشها صح
. .
