- 17 -

3K 279 108
                                    


حاولت ما اتأخر 🐥





لا تنسوا الڤوت





استمتعوا....











~~~~~



















يتقلّب في فراشه وهو على وشك الاستيقاظ... فجأة رمى الغطاء عنه ورفع نفسه بسرعة متذكراً المطعم... أمسك هاتفه وأضاءه يتفقد الساعة يتمنى ألا يجدها كما يظن لكن سرعان ما خاب أمله و وجد أنه متأخر بالفعل عن العمل...

ألقى نظرة سريعة على سرير تاي الفارغ بجانبه... كان مرتباً والهدوء يسود الغرفة... يبدو أن تاي سبقه... لكن لمَ لم يوقظه على الأقل !!

تنهّد وخرج من غرفته متجهاً للحمام ليستخدمه ثم يعود ويغسل وجهه وأسنانه على عجل... كان مستاءً هو علم أنه سيفوت العمل كونه البارحة جافاه النوم ولم يأتي لزيارته سوى الثالثة بعد منتصف الليل...

خرج سريعاً مرتدياً ما وجده أمامه... لاحظ هدوء البيت والدته في مكان ما و والده في العمل وتاي سبقه...

جالت نظراته على تقاسيم البيت وهدوئه... بدا هدوءه صاخباً لنبضات القلب... هو لا يحب شعور الوحدة ولا شعور أن كل انطلق لحياته وكل يسعى على طريق... هذا مؤلم لكن هذه هي الحقيقة...

وعما قريب لن يكون هناك في هذا البيت لا والدته ولا تاي.. سيتحقق أكبر مخاوفه... كل شيء يجري أمامه ولا يستطيع فعل شيء...ولا يقدر على مجاراة شيء ولا اللحاق بشيء

انتهى من ربط حذائه وعقده...

استند بظهره على باب المنزل هابطاً بجسده للأرض ليجلس هناك دافناً وجهه بين قدميه يستعد لنوبة بكاء لكنّه اختار الكبت وحبس الدموع واستئصال مشاعره من أعماقه لئلا يضعف أكثر مما هو عليه...

لكننا في الحقيقة حينما لا نعود قادرين على ذرف الدموع فنحن لم نعد على حافة الانهيار بل انهرنا بالفعل ولم نعد بخير ولم نعد أقوياء...

قدرتك على البكاء تمثل نقطة لصالحك في بعض الأحيان... وعجزك عنه يمثل مرض الحزن الذي تأصّل في داخلك وشرب كل ما فيك من دموع...

رمى كل هذا جانباً رغم استغاثة وصراخ قلبه الذي ما عاد مسموعاً وفتح باب البيت مستقبلاً يوماً جديداً من الحياة... يوماً سيمضي رغماً عنا... يوماً سيمضي ولم يقف ولا دقيقة صمت واحدة على أحزاننا...







الحياة تستمر ولو توقفت في قلبك...







~~~~~









North and South حيث تعيش القصص. اكتشف الآن