- 21 -

3.5K 288 146
                                    

اشتقت للرواية وسرقت حالي و وقتي من انشغالي وكتبت بارت 💓


استمتعوا







~~~~~









جفونه فارقت عيونه واستقرت بعد غرقه بغياهب غفوته القصيرة على مساحة ذلك السقف الذي شبعت عيونه وهي تراه صباح مساء...

رفع جزئه العلوي وأرجع ظهره وما زال ذاك الشعور الغريب يراوده... شعور ثقيل قاتل..

ابتلع ريقه و زم شفتيه مغمضاً عيونه يبكي في صمت محاولاً ألا ينفجر...

يشعر بصدره ضيقاً وكأنما سوء ما سيحل عما قريب... استمرت تلك المشاعر تتناسل وتشتد عليه... وما كان له من مقاومة سوى الدموع علّها تغسل تلك الأحاسيس المخيفة والخانقة...

دونغ سمع آثار صوت بكاء وشهقات مكبوتة من خلف باب غرفة جين... ربما دونغ بات معتاداً على وضع جين وسماعه يبكي فجأة في غرفته لوحده...  وانخراطه في بكائه... لطالما فعل جين ذلك و دونغ يسمعه ويشفق على حاله حقاً... رغم أن جين في كل مرة يبكي يخنق صوته لئلا يسمعه أحد ظناً منه أنه سيبدو بهذا ضعيف غير عالم أن في وضع كوضعه يحق له البكاء والصراخ ولا يحق لمخلوق أن يلومه...

وحيد بلاد بعيد عن أهله... يظنونه ميتاً وربما نسوه وبالنهاية من مات لن يعود وانتهى الأمر معه... سيبكون لأجله شهر شهران ثلاثة لكن مهما كثرت الشهور سينسونه بالنهاية أو ربما هكذا تمضي الحياة على الأحياء فلا حيلة لهم سوى هذا... الأموات ذهبوا والأحياء حاضرين عليهم المضي بالعيش...

لكن في الوقت الذي عائلة جيون يظنون جين ميتاً وأنهم مهما غزتهم مشاعر الشوق يريدونه فلا فائدة بينما جين يحترق لأنه حيّ ويشعر... وحده يتعذب ولا مناص لهذا سوى بالرجوع لبلاده ولعائلته...

وحده من يبكي من يعاني من يقاسي بينما أهله وصلهم الخبر أن ابنهم مات ومن مات لن يعود...

هذا ليس عادلاً...

ما زال جين يتأمل أنه سيعود وينتظر وكم هو مر الانتظار...

حينما يتكسر فينا الأمل ولا يبقى منه في داخلنا سوى بقايا... هذه البقايا تكون جارحة مؤلمة تنغرس في ثنايا أرواحنا وتنهشها... البقية من الأمل هي بداية يأس مسموم...

دونغ هذه المرة شعر بالخوف فهذه المرة جين علا صوت بكائه وازداد وطأة وشدة ليهرع نحو باب الغرفة يريد الاطمئنان... ربما جين مريض أو ربما يتألم فبكائه ليس عادياً...

تلمس مفاتيح الإنارة لينير الغرفة التي كانت مطفأة لأن جين كان قد نام...

North and South حيث تعيش القصص. اكتشف الآن