أرتدت حذائها الرياضي بهدوء شارد إلي أن قُطع عندما دلف ليث للغرفة و هو ينادي بأسمها بهدوء ، رفعت أنظارها إليه ليحدق بـ عينيها الزيتونية الفاتحة للحظات ، ظل التشابك البصري هذا لعدة ثواني قبل أن يحمحم ليث بخشونه و هو يقول :
- خُدي !نهضت مقتربة منه ، تطلعت لتلك البطاقة المصرفية التي بـ يده بتساؤل ليهتف بهدوء :
- هاتي اللي أنتي عايزاه ليكي و لـ عبدالرحمن ، صحيح أنا لاحظت أنه مش عنده هدوم للخروج كتير فـ يا ريت تشوفي اللي محتاجه !ربعت ذراعيها أمام صدرها قائلة بتقطيبة جبين :
- لا شكراً يا ليث أنـ...قاطعها بصرامة :
- رُسل ، أنتي مراتي و مسؤلة مني ، و عبدالرحمن كذلك ، دلوقت بقي إبني و أنا المفروض أوفرله كل أحتياجته !صمتت..لا تعلم لماذا لكن كلمة " مراتـي "
التي نطقها و هو بكامل وعيه خدرتها بالمعني الكُلي ، هو يعترف أنها تنتمي إليه..هو يعترف أنها هي له و هو لها..لكن الذي يحيرها أتلك الكلمة نابعة من قلبه أم إنها مجرد كلمة عابرة حتي يقنعها..؟ !أخذت نفس عميق ثم أومأت له ليمد يده بـ البطاقة المصرفية ، أخذتها منه ليقول بجمود :
- 2521988 ، دا الباسورد !قالت بمرح :
- دا باسورد دا و لا تاريخ !غامت عينيه بشرود و وضع يديه في جيب بنطاله ، غمغم بإبتسامة حزينة :
- هو فعلاً تاريخ ، تاريخ غالي عليا أوي !تنهد بحزن ثم ذهب من أمامها ، تصنمت لدقائق تفكر بكلماته و طريقة قولها و قد أوصلها عقلها لإجابة ما ، خرجت من غرفتها ركضاً للأسفل فـ وجدت عبدالرحمن يجلس مع عمار أمام التلفاز يشاهدون إحدي المسلسلات الكرتونية ، رآها عمار فهتف قائلاً :
- خلصتي يا رُسل !صاحت بعجلة :
- اه ثواني بس هعمل حاجة و هنمشي !دلفت للمطبخ لتجد ناريمان تقوم بعمل الطعام مع مرام و هما يتضحكتان ، وقفت بجانب ناريمان و همست لها :
- حورية يا طنط كان تاريخ ميلادها إمتي ؟ !قطبت ناريمام جبينها محاولة التذكر لكنها ما لبست حتي قالت بسرعة :
- 1988/2/25 ، بس لية ؟ !أبتسمت بسخرية و حزن ثم هزت رأسها بمعني لا شئ و خرجت بهدوء..
***
أنتهوا من التسوق لتنطلق حيث منزلها حتي تأتي ببعض الأشياء منه ، رفعت مكابح اليد قائلة بفتور :
- هتيجوا معايا و لا هتقعدوا في العربية ؟ !صاح عبدالرحمن بلهفه :
- هاجي معاكي يا رُسل !أبتسمت له ببهوت ليهتف عمار بمرح :
- شور هاجي معاكوا !